قمة بودابست تقترب.. ترامب وبوتين يضعان خريطة طريق لإنهاء حرب أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 20 أكتوبر 2025 - 07:28 GMT
_

ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو، اليوم الاثنين، خطوات تنفيذ التفاهمات التي توصّل إليها الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا، وذلك خلال اتصال هاتفي جمع الزعيمين في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفق ما جاء في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الروسية.

ووصفت موسكو المحادثة بين الوزيرين بأنها "بنّاءة"، مشيرة إلى أنها تطرقت إلى آليات تطبيق ما تم التوافق عليه بين بوتين وترامب، إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة المرتقبة بين الزعيمين في العاصمة المجرية بودابست، والتي باتت تحظى بترقّب دولي واسع.

وفي السياق، صرّح نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، أن الوزير روبيو أكد خلال الاتصال أن اللقاء القادم بين ترامب وبوتين يمثل "فرصة نادرة للتقدم نحو تسوية مستدامة للحرب الروسية الأوكرانية"، مضيفًا أن الولايات المتحدة لا تزال تضع الحل الدبلوماسي على رأس أولوياتها في الملف الأوكراني.

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن قبل أيام عن لقاء وشيك سيجمعه بنظيره الروسي خلال أسبوعين في بودابست، وذلك قبيل لقائه الأخير مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة الماضي. وخلال المحادثة الهاتفية الأخيرة، وجّه بوتين تحذيرًا صريحًا إلى ترامب، معتبرًا أن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى سيُعدّ تصعيدًا خطيرًا، ويؤدي إلى تدهور إضافي في العلاقات الثنائية.

وتأتي هذه التطورات بعد فشل الجولة التفاوضية السابقة التي جمعت بوتين وترامب في ولاية ألاسكا الأميركية خلال أغسطس/آب الماضي، والتي لم تُسفر عن نتائج ملموسة. غير أن الاهتمام الدولي عاد ليتعزز مع الإعلان عن قمة بودابست، التي قد تشهد – بحسب مراقبين – نقلة في المشهد السياسي المتعثر منذ أكثر من عامين.

من جانبه، لم يُخف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استياءه من اختيار العاصمة المجرية مكانًا لعقد القمة، واصفًا إياها بأنها "الأكثر قربًا لموسكو داخل الاتحاد الأوروبي"، لكنه أبدى في الوقت ذاته استعداده للمشاركة في القمة إذا وُجهت إليه دعوة، مقترحًا اعتماد صيغة ثلاثية أو لقاءات منفصلة مع كل طرف على حدة، ما يفتح الباب أمام دبلوماسية مكوكية محتملة.

ورغم ذلك، أعلن الكرملين أنه لا يملك معلومات مؤكدة بشأن مشاركة زيلينسكي، فيما وصف الأخير استضافة القمة في بودابست بأنها "رمزية سلبية"، في إشارة إلى "مذكرة بودابست" الموقّعة عام 1994، والتي ضمنت سيادة أوكرانيا مقابل تخليها عن ترسانتها النووية، مضيفًا أن "تكرار سيناريو بودابست سيكون غير مقبول".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رحّب من جانبه بعقد القمة، لكنه شدد على ضرورة أن يكون للأوكرانيين والأوروبيين دور مباشر في أي محادثات ترسم مستقبل الصراع، محذرًا من تغييب الأطراف المتأثرة بشكل مباشر.

يُذكر أن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا بدأ في فبراير/شباط 2022، وسط مطالب من موسكو بتراجع كييف عن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما ترفضه أوكرانيا والغرب بشدة. وحتى اللحظة، لم تُفضِ الجهود الدولية، وعلى رأسها الأميركية، إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب المستمرة.