مونديال 2018.. احتفالات فرنسية بأقدام إفريقية

تاريخ النشر: 18 يوليو 2018 - 11:16 GMT
المنتخب الفرنسي
المنتخب الفرنسي

تفاعل العالم بشقيه العربي والغربي بشكل كبير مع نهائي كأس العالم لكرة القدم 2018 والذي انتهى بفوز المنتخب الفرنسي على نظيره الكرواتي يوم الأحد الماضي.

وأشار العديد من المغردين العرب على موقع التدوين "تويتر" إلى أصول لاعبي المنتخب الفرنسي، وقائلين بأن معظمهم من أصول أفريقية، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين من أصول عربية، مؤكدين أن القارة الأفريقية لعبت دورًا في فوز فرنسا بكأس العالم.

واعتبر المغردون أن فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم يعتبر انتصارًا لجميع المهاجرين من أصولٍ أفريقية في كلّ أنحاء العالم.

واعتبر البعض أنّ فريق فرنسا في كأس العالم أظهر للجميع كيف أن الهجرة، في أفضل حالاتها، تحمل المفتاح لمستقبل واعدٍ وأكثر إنسانية للجميع.

ورأى بعض المعلقين أن تشكيلة الفريق الفرنسي المتنوعة إثنيًا تأتي بمثابة درس للعالم وبخاصة لمشجعي كرة القدم الأوروبية الذين رددوا شعارات عنصرية ضد لاعبين أصحاب البشرة السوداء، حول الهجرة والعولمة والمواطنة.

وكانت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" قد نشرت الأسبوع الماضي تقريرًا يتحدث عن اللاعبين الذين ينحدرون من أصول أفريقية في المنتخب الفرنسي.

وأشارت الصحيفة أن هناك 14 لاعبًا من أصل أفريقي في منتخب فرنسا مثل الحارس "ستيف ماندندا" الذي ينحدر من الكونغو، و"كيليان مبابي" الذي ولد من أم جزائرية في منزل يقع في مدينة بوندي بالقرب من مطار شارل ديجول في باريس، بالإضافة إلى "بول بوغبا" الذي ولد في فرنسا، لكنه ينحدر من غينيا.

أما بالنسبة للاعبين الأفارقة الذين ينحدرون من جمهورية الكونغو فهم:  "ستيف ماندندا"و"بريسنيل كيمبيمبي" بالإضافة إلى "ماتويدي"، نصف أنغولي ونصف كونغولي، كما أن الفرنسيين الماليين عددهم ثلاثة وهم "جبريل سيديبي"، "عثمان ديمبيلي" و"نجولو كانتي".

لماذا يجب ألا نطلق لقب "منتخب أفريقي" على فرنسا في المونديال؟

كتبت الصحفية في "واشنطن بوست" الأمريكية "كارين عطية" أنها تشعر بألم شديد عقب خروج كل منتخبات أفريقيا من الدور الأول لكأس العالم 2018 في حين يتمكن المنتخب الفرنسي من تحقيق الفوز بفضل لاعبين ذو أصول إفريقية.

وقالت: "أعترف بأن لدي مشاعر مختلطة للغاية حول تسمية فرنسا بالمنتخب الأفريقي، "كيليان مبابي" لاعب رائع ويبلغ من العمر 19 عامًا فقط ومع ذلك وبهذا المنطق أليس من المفترض أن نشجع اللاعبين أصحاب البشرة السمراء في منتخبات أمريكا اللاتينية مثل بنما وكولومبيا والبرازيل وجميع الفرق التي تضم لاعبين من أصل أفريقي-لاتيني؟"

وتابعت: "لكن ثق بي هناك بعض السعادة الصادرة من حقيقة أن الشخصيات العنصرية والناشطين والسياسيين المعادين للمهاجرين في فرنسا يجب أن يتعاملوا مع حقيقة أن آمال بلادهم في التتويج بلقب كأس العالم ترتكز على أكتاف الأفارقة السود."

وأكملت: "نحن نحتفل عندما ينجح الافارقة داخل مجتمعات الصفوة الغربية خاصة إذا كانت تلك المجتمعات ساحات أوروبية، انظروا كيف أشدنا بميغان ماركل والأمير هاري بعد دمجهما ثقافة الكنيسة السوداء خلال الزفاف الملكي في بريطانيا، أو بيونسيه وجاي زي على سبيل المثال حيث أسعدا الجماهير أصحاب البشرة السمراء في جميع أنحاء العالم الشهر الماضي عندما أصدرا فيديو يغنيان فيه داخل متحف اللوفر ومحاطين براقصين من أصحاب البشرة السمراء أيضًا وحولهم أعمال فنية لا تقدر بثمن."

وأنهت حديثها: "يظهر الفريق الفرنسي أيضًا بعض الحقائق الغائبة عن المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا وفي كثير من الأحيان، يظهر الليبراليون النوايا الحسنة إلى الإنجازات غير العادية للمهاجرين من أجل إضفاء فضائل الهجرة والتسامح. لكن مثل هذه الجهود تعزز فكرة أن المهاجرين السود يجب أن يكونوا فوق البشر كي يصبحوا جديرين بالإنتماء إلى مجتمع أغلبيته بيضاء."