أكد كايلاش ساتيارثي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، على أهمية السينما في إحداث التغيير الإيجابي في العالم، وتحدث خلال مشاركته في مهرجان أجيال السينمائي في الدوحة، عن الفيلم الوثائقي "بلا ثمن"(الولايات المتحدة الأمريكية/2018) الذي يتناول قصة حياته وأعماله قائلاً: "إن هذا العمل سيكون له تأثيراً توعوياً هائل في عقول الشباب وسيدفعهم إلى تبني الإيجابية لإحداث تغيير حقيقي في المجتمع."
وكافح ساتيارثي عمالة الاطفال وعمل مع رجال الامن خلال مداهمات المصانع والمعامل وبفضله هبطت نسبة عمالة الاطفال من 12 الى 4 مليون
وقال ساتيارثي لمجموعة من الاعلاميين انه الوحيد في العالم الفائز بجازة نوبل عن هكذا موضوع بالتالي يشعر بمسؤولية اخلاقية اعمق اتجاه الاطفال
وردا على سؤال للبوابة بشان محاربته للنتائج وليس للاسباب؟
قال ساتيارثي ان العالم واعني الزعماء لا بد من الايفاء بتعهداتهم فلا ذنب للاطفال بالتبدل المناخي وعلى قادة العالم الالتزام بمبادئ التنمية المستدامة، فهذا الكوكب للاطفال ولا يمكن ان يهاجروا من ليعيشو سعداء، وعلى القادة ان يشعروا ان جميع الاطفال اطفالهم.
وأشار الفائز بجائزة نوبل للسلام إلى أن "الإتجار بالأطفال هو عملية غير مشروعة تُقدّر حالياً بقيمه تصل إلى 150 مليار دولار، وهي تحتاج إلى الإرادة السياسية والموارد والشعور بالخطورة المُلحّة والتنسيق بين العديد من المسئولين للإعتراف بهذه القضية ومعالجتها. فهي قضية خطيرة للغاية على الصعيد العالمي حيث يقع الأطفال، الفتيات والنساء فريسة سهلة لهؤلاء التجار. وما يدعو للسخرية، هو أن الظاهرة الجديدة للأطفال الرحالة – بمعنى الدائمي التنقل بسبب الهجرة الغير شرعية، وأزمة اللاجئين والتشريد الجماعي – قد تسببت جميعها في زيادة حركة الإتجار بالأطفال."
وأضاف ساتيارثي أنه قد تأثر كثيراً بفيلم "بلا ثمن"، "فقد كانوا يتابعون ويصورون مسيرتي على مدار عامين ونصف، وهناك العديد من المواقف المؤثرة والمؤلمة، خصوصاً حوادث قتل زملائي. فأنا أشعر بأنه كلما حاولت قوى الشر النيل مني، كلما ازدادت قوتي، لأنني أدركت أنهم خائفون كثيراً من عملنا."
وقد تم عرض الفيلم عالمياً في 27 نوفمبر، وقد حاز على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم بمهرجان صندانس 2018 كما حقق أكثر من 2.5 مليون مشاهدة على الإنترنت حتى الآن. وحظي الفيلم على ردة فعل رائعة خلال مهرجان أجيال السينمائي، حيث احتفل ساتيارثي بنجاح العمل مع 550 من حكام المهرجان الشباب.
وفي لقاء مؤثر وحوار هادف مع الحكام الصغار والشباب في مهرجان أجيال، اداره الصحفي المرشح لجائزة إيمي أحمد شهاب الدين، حثّ ساتيارثي الحكام على التمسك بطفولتهم، لأن "الطفل بسيط، صادق، فضولي، وبريء. هذا النوع من التفاؤل هو ما يجعل عالمناً أكثر سلاماً". وحول نظرته الخاصة عن كفاحه ضد عمالة الأطفال، قال: "لا أحمل أي شكوك بأن الشباب يتمتع بالتفاؤل والقوة لإنهاء عمالة الأطفال في عصرنا الحالي".
وتابع: "مهرجان أجيال السينمائي فريد من نوعه، وأحيي هذه المبادرة التي توفر منصة مهمة وغير مسبوقة لرفع وعي الشباب والصغار حول العديد من القضايا الحيوية في العالم. الوعي هو ما يدفعنا نحو التغيير، فإن كنت قادراً على تحفيز العقول نحو الإيجابية، وبالأخص العقول الشابة، فلن يستطيع أحداً أن يقف في وجه التغيير الذي سيحدثه ذلك في المجتمع، فأنا مؤمن بأن الفيلم سيساعد على خلق وعي إيجابي، وحافز إجتماعي بل ومسؤولية بين قطاعات الأعمال من شأنها العمل على بناء ونشر قواعد أخلاقية في ما يتعلق بتلك القضية."
ويُوثّق الفيلم حصول ساتيارثي على نوبل ومهمته النبيلة وتفانيه في النضال من أجل تسليط الضوء على محنة هؤلاء الأطفال الذين وقعوا ضحية الإتجار والتهريب من أجل العمل القسري، ويحتوي الفيلم الوثائقي ومدته 87 دقيقة مهمات حية قام بها بنفسه وبمساعدة العمل الدؤوب الذي تقوم به مؤسسته باچپان باچاو أندولان، التي أسسها لحماية حقوق الأطفال الأكثر تهميشاً.