أسدل في العاصمة القطرية الدوحة الستار عن مهرجان كتارا للرواية العربية بتوزيع الجوائز على الفائزين العشرة والتي بلغت قيمتها 750 ألف دولار توزعت على الرواية المنشورة وغير المنشورة والنصوص التي تحول إلى عمل دراما والتي تعتبر الأضحم على مستوى الوطن العربي.
وشهد مسرح الاوبرا في المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” حفل توزيع الجوائز للدورة الأولى بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين والسفراء والضيوف والمدعوين من داخل وخارج قطر بالجائزة، التي تعتبر الاضخم من نوعها على مستوى الوطن العربي. وفاز عن فئة الروايات المنشورة وعددها خمس جوائز كل من:
الزميل الكاتب في “القدس العربي” الروائي أمير تاج السر من السودان عن رواية 366، والروائية منيرة سوار من البحرين عن رواية جارية، والروائية ناصرة السعدون من العراق عن رواية دوامة الرحيل، الروائي إبراهيم عبد المجيد من مصر عن رواية أداجيو، و الزميل الكتاب في “القدس العربي” الروائي الجزائري واسيني الأعرج عن نصه مملكة الفراشة. وفي فئة الروايات غير المنشورة وعددها خمس جوائز ففاز كل من: الروائي جلال برجس من الأردن عن رواية “أفاعي النار- حكاية العاشق علي بن محمود القصاد”، والروائي عبدالجليل التهامي من المغرب عن رواية إمرأة في الظل، الروائية ميسلون
هادي من العراق عن رواية العرش والجدول، الروائي زكرياء أبو مارية من المغرب عن رواية مزامير الرحيل والعودة، والروائي سامح الجباس من مصر عن رواية حبل قديم وعقدة مشدودة. وعن فئة الدراما فازت رواية مملكة الفراشة للروائي الجزائري واسيني الأعرج وهي جائزة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات المنشورة الفائزة وقيمتها 200 ألف دولار أمريكي مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي. وشهد الحفل مفاجأة تمثلت في منح جائزة أخرى عن فئة الدراما للرواية غير المنشورة قيمتها 100 الف دولار، وفازت بها رواية حبل قديم وعقدة مشدودة للروائي المصري سامح الجباس.
وقد حصل كل نص روائي فائز عن فئة الروايات المنشورة على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموع جوائز هذه الفئة 300 ألف دولار أمريكي. كما حصل كل نص فائز عن فئة الروايات غير المنشورة على 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي. وتشمل جائزة كتارا للرواية العربية طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر وترجمة الروايات إلى خمس لغات هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية.
وفي كلمة خلال حفل الختامي قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا“ إن “كتارا” أصبحت ملتقى للثقافات وحاضنة للابداع الأدبي والفني في فضاء إنساني كبير، حيث غدت الثقافة مصدر التقاء بين الشعوب من مختلف انحاء العالم. وأضاف: “باعتبار كتارا أحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة فقد دشنت هذه الجائزة، بعد أن كانت مجرد فكرة لتصبح صرحاً لنشر الرواية العربية المتميزة، واليوم تحول هذا الطموح إلى حقيقة،
بل إن كتارا أضحت محطة بارزة في عالم الرواية العربية، من خلال هذا المشروع العربي الريادي، الذي يجمع بين الرواية والترجمة والدراما، ليتحقق بذلك التواصل بين ثقافات العالم وهو أحد الاهداف التي تسعى اليها كتارا”. وأوضح الدكتور السليطي “أن النجاح المميز لجائزة كتارا للرواية العربية تحقق بفضل تضافر جهود عربية عديدة، قائلا: “أود أن اعرب عن شكري الجزيل للثقة التي منحتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسو” للجنة المنظمة لجائزة كتارا للرواية العربية في كافة المجالات، كما أشكر رئيس اللجنة الدائمة للثقافة العربية واعضائها الكرام على حضورهم مهرجان كتارا للرواية العربية. كما أود أن اشكر اعضاء لجان التحكيم واتحادات الكتاب والناشرين العرب والادباء والمثقفين والاعلاميين وجميع من وقف وراء انجاح مشروع جائزة كتارا للرواية العربية.“
وأضاف: “ونحن نكرم الرواية العربية ممثلة بكوكبة الفائزين بالجائزة في دورتها الأولى، ابارك لهم هذا التتويج، متمنيا للمشاركين الآخرين التوفيق في الدورات المقبلة، لتبقى جائزة كتارا حافزاً دائماً لتعزيز الإبداع الروائي العربي”. بدوره اعتبر خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية أن “الجائزة منذ الاعلان عنها رسمت صفحة مشرقة بل منصة جديدة في عالم الرواية العربية لتأخذ بها نحو آفاق رحبة حيث باتت الثقافة صناعة، فكانت الاستجابة منقطعة النظير من الروائيين
العرب على اختلاف مدارسهم الآدبية واساليبهم الابداعية”. وأعلن السيد عن جائزة جديدة للبحث والنقد والتحليل للرواية العربية، تهدف إلى تطوير الرواية العربية وتوسيع مداها، إلى جانب الفئتين الأولى والثانية للجائزة. وقال:” لقد التزمت جائزة كتارا للرواية العربية منذ اليوم الأول لانشائها بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة، بالاضافة إلى الترجمة والنشر والتسويق للروايات غير المنشورة، وتحويل الرواية الصالحة فنيا إلى عمل درامي متميز، وموعدنا السنة المقبلة لنرى سويا هذه الانجازات واقعا ملموسا، ولتحكموا بأنفسكم على ما التزمت به الجائزة نحو تعزيز الابداع الروائي العربي، ومواكبة الحركة الأدبية والثقافية العالمية.“
وتم خلال الحفل الختامي تكريم لجان التحكيم وعرض فيلم قصير عن دور “كتارا” في خدمة الثقافة والأدب والابداع. وقدم الحفل الاعلامي اللبناني نيشان حيث اعلن عن انطلاق الدورة الثانية لجائزة كتارا للرواية العربية. وكشف واسيني الأعرج في تصريح لـ”القدس العربي” أن مهرجان كتارا وليس فقط الجائزة يعتبر لبنة هامة توضع في صرح تشييد أساس متين لدعم الابداع العربي لما تشكله الرواية في ضمير الأمم ليس في الوطن العربي فحسب لدى كل الشعوب. واعتبر أن المبادرة تعتبر رائدة وسيكون لها إسهام واسع في مجال خدمة الأدب.
وينتظر المشرفون على المشروع أن يتم تعزيز الدورة الثانية من المهرجان وتوسيع نطاقها بعد الصدى الذي أخدته لتفتح المجال أمام المبدعين العرب للمساهمة في إثراء الرواية العربية.