كربلاء تقاطع الاميركيين والبصرة تغلق المساجد والفلوجة تشكو سطوة الثياب السود

تاريخ النشر: 06 أبريل 2006 - 09:13 GMT

علق مجلس محافظة كربلاء تعاملاته مع الجيش الاميركي، بينما دعا ديوان الوقف في البصرة الى اغلاق المساجد السنية بالمدينة ليومين احتجاجا على تردي الامن وذلك في وقت اتهم قائمقام الفلوجة مجموعات "الثياب السود" بقتل عدد من ابناء المدينة.

وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء العراقي الخميس ان مجلس محافظة كربلاء الجنوبية اعلن تعليق كافة التعاملات مع القوات الاميركية في مجال الامن والاعمار احتجاجا على قيام قوات اميركية باعتداء "سافر" على مكتب الامن في المدينة.

وقال البيان ان محافظ كربلاء عقيل الخزاعي وبعد لقاء جمعه الاربعاء مع الجنرال الاميركي دان هاو المسؤول عن القوات الاميركية في محافظتي النجف وكربلاء قرر "تعليق كافة التعاملات في مجالي الامن والاعمار مع الامريكان بعد اعتدائهم السافر على امن كربلاء يوم امس (الاربعاء)...واعتقال اثنين من ابناء كربلاء في منطقة حي العسكري."

واضاف البيان ان محافظ كربلاء "عبر خلال اللقاء عن استنكاره وشجبه للعملية العسكرية التي جرت يوم أمس بدون علم مسبق للسلطات المحلية في المحافظة."

وذكر البيان ان محافظ كربلاء اعتبر ان العملية هي "اعتداء سافر على امن كربلاء وتصرف غير منضبط من قبل القوات الامريكية خاصة وان هذه القوات قد استخدمت آليات ثقيلة لاعتقال شخصين من أبناء المحافظة."

وقال ان الخزاعي طلب من الجنرال الاميركي "احترام البروتوكول الامني السابق بين الطرفين الذي يقضي بتسليم الملف الامني الى السلطات الامنية العراقية."

وكان مجلس محافظة بغداد قد اتخذ موقفا مماثلا الاسبوع الماضي عندما اعلن تعليق تعاونه مع القوات الامريكية بعد قيام قوات أميركية وعراقية بالهجوم على حسينية المصطفى وقتل 18 شخصا واحتجاز عشرات اخرين.

مساجد البصرة

من جهة اخرى، قال بيان صادر عن ديوان الوقف السني في محافظة البصرة الجنوبية انه دعا الاربعاء الى اغلاق كافة المساجد السنية في المدينة لمدة 48 ساعة "حفاظا على ارواح الابرياء" واحتجاجا ضد الاوضاع الامنية المتردية والتي جعلت من المساجد وروادها هدفا لاعمال انتقامية.

وقال البيان الذي تسلمت رويترز نسخة منه مساء الاربعاء ان حملات العنف التي تمر بها مدينة البصرة والتدهور الامني حولت المدينة "من مدينة امنة نسبيا إلى حمام من الدم راح ضحيتها الابرياء من المسلمين وغيرهم".

واضاف البيان "لم يعد يمر يوم الا ونسمع بازهاق الارواح البريئة التي حرمها الله تعالى."

وتقع البصرة إلى الجنوب من مدينة بغداد وعلى مسافة 550 كلم منها ويسكنها خليط من الشيعة والسنة على حد سواء.

وقال البيان "اننا واحتجاجا على هذا التدهور الخطير في الجانب الامني وحفاظا على ارواح الابرياء من المسلمين قررنا اغلاق مساجد البصرة لمدة 48 ساعة."

ودعا البيان مصلي ورواد المساجد "إلى الصلاة في اماكنهم وأن يرفع الاذان في المساجد فقط للدلالة على دخول وقت الصلاة وسينادي المؤذن صلوا في رحالكم في نهاية الاذان."

وقال مصدر في ديوان الوقف السني في بغداد إن الاغلاق سيكون ليومي الاربعاء والخميس.

وكان دعوة سابقة مماثلة أعلنها ديوان الوقف السني في بغداد قبل ما يقارب العام قرر فيها الديوان انذاك إغلاق المساجد السنية في مدينة بغداد لمدة ثلاثة ايام احتجاجا على تصاعد اعمال مسلحة انذاك كانت تستهدف مصلي ورواد هذه المساجد.

وطالب بيان الوقف في البصرة الكيانات السياسية والمرجعيات الدينية ان يكون لها موقف في الدفاع "عن أبناء بلدنا الابرياء ومطالبة وقف اراقة الدماء دون مسوغ شرعي أو قانوني."

وحمل البيان "قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عما تمر به مدينة البصرة من احداث."

وكانت المساجد السنية في بغداد وعدد كبير من المحافظات العراقية قد اصبحت هدفا لاعمال انتقامية من قبل جماعات مسلحة جاءت على خلفية الاحداث التي شهدتها مدينة سامراء في الثاني والعشرين من شباط/فبراير الماضي والتي تم فيها استهداف قبة ضريح الامامين على الهادي وحسن العسكري.

واعلن ديوان الوقف السني انذاك ان عدد المساجد التي استهدفت واكثرها من مدينة بغداد بلغ عددها اكثر من مئة مسجد اصاب بعضها اضرار كبيرة.

وقتل عدد كبير اخر من رواد هذه المساجد والعاملين فيها في هذه الاحداث الاخيرة.

الثياب السود بالفلوجة

وفي الفلوجة، حمل قائمقام المدينة مسلحين "يرتدون ثيابا سوداء او زي الشرطة" بقتل عدد من ابناء المدينة في بغداد مؤخرا وناشد العرب التدخل لمساعدة العراق "ضحية اجندة سياسية تساندها بعض دول الجوار".

واضاف ضاري عبد الهادي الزوبعي في بيان ان "اشخاصا يرتدون ملابس سوداء احيانا ومسلحين يرتدون زي الاجهزة الامنية العراقية يقتلون الناس اضافة الى اخرين يديرون مكاتب قتل وتمثيل بالجثث في وسط بغداد".

وشيعت الفلوجة قبل ايام جثامين سبعة اشخاص بينهم ثلاثة من عائلة واحدة كانوا قتلوا في بغداد فضلا عن "وصول اكثر من 270 عائلة سنية هاجرت من منازلها في بغداد الى الفلوجة"، وفقا للبيان.

وناشد الزوبي الدول العربية "تقديم المساعدات للعراق الجريح الذي وقع ضحية الاجندة السياسية التي تساندها بعض دول الجوار".

وحذر من ان ما يصيب العراق "سيصيب دول المنطقة برمتها لذا يجب التدخل وبسرعة بما يساهم في الحد من ذلك".

تطورات امنية

الى ذلك، اعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية الخميس مقتل احد عناصر الشرطة وجرح سبعة اخرين في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا دوريتين في جنوب بغداد حيث عثرت الشرطة ايضا على ست جثث في غرب العاصمة.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان "العبوة الاولى انفجرت لدى مرور دورية للشرطة في حي الاعلام مما اسفر عن مقتل احد افرادها وجرح خمسة اخرين".

واضاف ان "العبوة الثانية انفجرت عند توجه دورية اخرى لتقديم الدعم مما ادى الى جرح اثنين من افرادها".

من جهة اخرى، اكد مصدر امني ان الشرطة عثرت على ست جثث مجهولة الهوية في منطقة الغزالية غرب بغداد.

وقال ان "الشرطة عثرت على الجثث في مكانين منفصلين وبدت عليها اثار طلقات نارية في الرأس".

(البوابة)(مصادر متعددة)