للمرة التاسعة على التوالي، فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس للبلاد خلفا لميشال عون الذي غادر المنصب مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وذلك وسط انقسامات عميقة تؤشر على ان العملية الانتخابية قد تستغرق وقتا طويلا.
وحصل ميشال معوض على 39 صوتا مدعوما خصوصا من حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فيما كانت هناك 39 ورقة بيضاء.
كما كانت هناك اوراق اقتراع اعتبرت ملغاة وكتب على إحداها اسم نيلسون مانديلا الزعيم الجنوب أفريقي الراحل.
وبينما تعارض كتل رئيسية بينها حزب الله انتخاب معوض، فان الوزير السابق سليمان فرنجية يعد المرشح الامثل بالنسبة لها، كما انها تعتبر ان من الافضل التوافق سلفا على مرشح قبل التوجه لانتخابه في مجلس النواب.
على ان فرنجية لا يحظى بقبول جميع حلفاء حزب الله، خصوصا التيار الوطني الحر الذي يطمح زعيمه النائب جبران بللرئاسة، علما انه صهر الرئيس السابق ميشال عون.
مرشح تسوية
وسبق ان جرى طرح اسم قائد الجيش جوزف عون كمرشح تسوية، لكن حقيقة كونه موظفا من الفئة الاولى الذين لا يحق لهم الترشح قبل انقضاء عامين على تركهم المنصب، يتطلب تعديلا دستوريا.
وعقب انتهاء الجلسة بالفشل، قرر رئيس البرلمان نبيه بري رفعها والدعوة الى جلسة جديدة الخميس المقبل.
ووسط ازمة الفراغ الرئاسي تقف حكومة تصريف أعمال برئاسة نجيب ميقاتي مقيدة اليدين وعاجزة عن اتخاذ قرارات محورية، خصوصا على صعيد معالجة ازمة اقتصاددية يشهدها لبنان منذ ثلاثة اعوام، وتوصف بانها الأسوأ منذ اكثر من سبعين عاما.
ويعارض حزب الله والتيار الوطني الحر، الشريكان في الحكومة، اي اجتماعات لها او توليها صلاحيات رئاسة الجمهورية خلال فترة الفراغ التي يبدو انها ستطول كثيرا.
