رغم العلاقة الودية التي تربط المغرب بالسعودية، فقد استثنى ولي العهد محمد بن سلمان الرباط من جولته في شمال افريقيا.
فقد زار تونس قبل ان يتوجه الى بيونس ايريس ثم عاد الى موريتانيا فالجزائر وسط تساؤل حول عدم زيارته لهذا البلد الذي يقضي قادة السعودية فيه عادة اسابيع طويلة واجازات مريحة
وتتالت التأويلات بشأن خلفيات عدم زيارة ولي العهد، بين من اعتبر أن الرباط اعتذرت عن عدم استقباله بالنظر إلى الأجندة المزدحمة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وبين من عزا ذلك إلى موقف ضمني للمغرب يسير في اتجاه عدم الانسياق خلف السياسات الجديدة للسعودية وفق تحليل لصحيفة العربي الجديد
ويأتي استثناء المغرب من برنامج زيارات ولي العهد السعودي في الوقت الذي تم فيه أيضا إرجاء انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي كان من المقرر تنظيمها هذه الأيام، وذلك بسبب انشغال الجانب المغربي، وخاصة وزير الخارجية ناصر بوريطة، بمحادثات جنيف الجارية حاليا بشأن نزاع الصحراء.
ويعلق على هذا الموضوع الأستاذ في جامعة مراكش محمد نشطاوي، بقوله إنه منذ مدة ظهر فتور في العلاقات المغربية السعودية، خصوصا بعد التصويت السعودي للملف الأميركي لتنظيم كأس العالم 2026، بل حثت الرياض دولا أخرى للتصويت ضد المغرب، وهو ما انعكس أزمة صامتة بين البلدين، ما جعل العاهل السعودي الملك سلمان، يلغي كل الترتيبات المتعلقة بقضاء عطلته الصيفية في مدينة طنجة، شمالي المغرب.
ونقلت صحيفة العربي الجديد عن نشطاوي أن "ولي العهد محمد بن سلمان، يعتبر أن المغرب لم يصدر عنه أي رد فعل على اتهامات قتل الصحافي جمال خاشقجي، ولم يتبع الدول العربية التي سارعت إلى إعلان دعمها اللامشروط للنظام السعودي، بمعنى كما لو أنه لم يصطف مع الآخرين، وهو الموقف نفسه تجاه الحصار ضد قطر".
واستدرك المحلل ذاته بأنه "رسميا ليس هناك ما يفيد بأن العلاقات بين البلدين قد تأثرت بهذه الأحداث، أو أن هناك توترا في هذه العلاقات الثنائية، إذ تم تعيين سفير سعودي جديد في الرباط، الذي سبقه استقبال ملكي لوزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز".
وذهب نشطاوي إلى أن "المغرب قد فضل عدم الانجرار مع السياسة الجديدة للسعودية، التي توصف بأنها غير محسوبة العواقب ومرتجلة، بدءا من حرب ضد اليمن بضحايا بالآلاف ورطت المغرب، مرورا بحصار ضد قطر، و(صفقة القرن) التي قوضت كل حل للقضية الفلسطينية، وتخبط في النزاع بسورية، وانتهاءً بتبعية عمياء للرئيس الأميركي (دونالد ترامب) ولو على حساب التضامن العربي".