منعت كلاً من مصر والمغرب، فيلم المخرج المعروف ريدلي سكوت :"الخروج:آلهة وملوك"، ومن المتوقع ان يمنع الفيلم في اغلب، ان لم يكن في كل الدول العربية؟.
وتم إنتاج الفيلم، الذي يتناول قصة خروج النبي موسى من مصر، في الولايات المتحدة وبريطانيا وهو من إخراج ريدلي سكوت وبطولة كريستيان بيل وجويل إجيرتون وآرون بول وسيغورني ويفر وبن كينغسلي
وبلغت تكلفته ميزانية ضخمة تعدت الـ140 مليون دولار.
المغرب: يجسد الذات الالهية
قام المركز السينمائي المغربي بوقف عرض الفيلم بالقاعات السينمائية الوطنية، التي كان بعضها قد بدأ في عرض الفيلم وبيع التذاكر.
وأصدر بيان المركز السينمائي جاء فيه "أن لجنة النظر في صلاحيات الأشرطة السينماتوغرافية لم تمنح تأشيرة عرض فيلم "الخروج.. آلهة وملوك"، بالإجماع، لكون الشريط يجسد الذات الإلهية، في شخص طفل صغير أثناء نزول الوحي على النبي موسى عليه السلام، وأشار البيان إلى أن هذا التجسيد باطل وأن الله لا يتمثل في جميع الأديان السماوية".
مصر: صهيوني وتزييف للتاريخ
وسبقت مصر المغرب بمنع عرض الفيلم، بسبب ما تضمنه الفيلم من تزييف للتاريخ، كما قال جابر عصفور وزير الثقافة المصري، الذي اعتبر أن الفيلم يجعل من النبي موسى واليهود بناة للأهرامات، وهو ما يتناقض مع الوقائع التاريخية الحقيقية".
وقال جابر إن "قرار منع الفيلم اتخذته وزارة الثقافة ولا علاقة للأزهر به إذ لم يتم أخذ رأيه في عرض الفيلم من عدمه".
وأكد عصفور أن "هذا الفيلم صهيوني بامتياز فهو يعرض التاريخ من وجهة النظر الصهيونية ويتضمن تزييفاً للوقائع التاريخية لهذا تقرر منع عرضه في مصر".
وأضاف عصفور أن الفيلم "يجعل من موسى واليهود بناة للأهرامات وهو ما يتناقض مع الوقائع التاريخية الحقيقية". وتابع وزير الثقافة المصري: "إن لجنة رباعية تضم الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة محمد عفيفي ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية عبد الستار فتحي وأستاذين جامعيين متخصصين في التاريخ شاهدت الفيلم ورفعت لي تقريراً يوصي بمنع عرضه استناداً إلى الأسباب السابقة".
وكشف عبدالستار فتحي، رئيس هيئة الرقابة في تصريحات لموقع"العربية.نت"، أنهم تلقوا طلباً من شركة توزيع من أجل عرض الفيلم، إلا أنهم وبعد مشاهدة العمل مرتين، والاستعانة بلجنة ضمت أساتذة تاريخ وأمين المجلس الأعلى للثقافة، أصدروا توصية بمنع عرض الفيلم، وهو ما قرره وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور.
المفاجأة كانت في أن الفيلم نفسه تم تصوير عدد من أحداثه بمصر، وهو ما يعني أنه لابد من الحصول على موافقة هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، ومنحها الترخيص لصناع العمل، ولكن الرقيب فسر الأمر، بكون صناع الفيلم عن طريق شركة وسيطة تسمى بـ"شركة الخدمات"، قدمت طلباً للرقابة من أجل تصوير فيلم سياحي قصير عن نهر النيل، ولم تخبرهم في الطلب المقدم، أن التصوير سيكون من أجل فيلم "الخروج"، وهو ما جعلهم يوافقون ويصدرون التصريح.
وقام صناع العمل بتصوير بعض المشاهد من خلال طائرة لنهر النيل، خاصة أن معظم أحداث العمل تدور في طبيعة جغرافية أصبحت مختلفة عن الوقت الحالي، وهو ما جعلهم يقومون بتصوير بعض المشاهد من أجل استخدامها في مشاهد الغرافيك.
وأشار فتحي إلى كون صناع العمل لو أخبروهم منذ البداية أن تصوير هذه المشاهد سيكون من أجل فيلم "الخروج"، كانوا سيطلبون الاطلاع على السيناريو كاملا من أجل قراءته والتصريح له، وهو ما يعني أن الفيلم كان سيواجه أزمة في تصوير مشاهده بمصر، لو أن صناعه أخبروا الهيئة بالحقيقة منذ البداية.
وشدد فتحي في ختام تصريحاته على كون الفيلم منع من العرض بسبب ما يحتوي عليه من مغالطات دينية، والتي كان من بينها معجزة "شق البحر"، خاصة أن الفيلم أظهرها وكأن زلزالا تسبب في شق البحر، كما تجاهلت الأحداث قدسية النبي موسى عليه السلام.
وأثار الفيلم جدلاً في العالم العربي لأنه يشكك في واحدة من معجزات موسى المذكورة في القرآن وهي معجزة شقه البحر إلى نصفين.
وأكد أحد مساعدي شيخ الأزهر، يحيي الكسباني، أن "أحداً لم يطلب من الأزهر رأيه في هذا الفيلم".
الفيلم يثير جدلا بين اتباع الديانات السماوية الثلاث
ولا يقتصر الامر على الدول العربية والاسلامية فقد اثار الفيلم منذ بدء عرضه في بلدان عدة كالولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا الكثير من الجدل بسبب مسه بالديانات السماوية الثلاث (الديانة الإسلامية، اليهودية والمسيحية) ومعتقداتها الجوهرية حيث يجسد الذات الإلهية في شخصية طفل صغير يتحدث مع النبي موسى، وكذا تجسيده لشخصية النبي موسى نفسه التي تقمصها الممثل البريطاني كريستيان بيل، وهذا ممنوع عند المسلمين، بالإضافة إلى قصة شق النبي موسى للبحر وخروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون، والتي تتناقض مع ما جاء في القرآن، حيث شق النبي موسى البحر بعصاه مثلما أنزل في القرآن، بينما انشق البحر في الفيلم بفضل سقوط كويكب صغير عليه.
وكان الأزهر طلب في اذار/مارس الماضي منع عرض الفيلم الأميركي "نوح" معتبراً أنه "يتضمن تجسيداً لشخصية رسول الله نوح وهو أمر محرم شرعاً ويمثل انتهاكاً صريحاً لمبادئ الشريعة الإسلامية".
وتم منع عرض الفيلم فعلياً في مصر رغم الاعتراض العلني آنذاك لوزير الثقافة جابر عصفور.
ويحرم الأزهر ظهور شخصيات تجسد الأنبياء والرسل والصحابة في الأفلام السينمائية منذ العام 1926.