البوابة - في أول زيارة من نوعها لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ عام 1967، شكلت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع حدثا استثنائيا حملت معه عدة دلالات ورسائل من جهة، فيما رأى كثيرون بأنها حققت نتائج ومكاسب يمكن أن تنعكس على الوضع المعيشي بعد سقوط النظام البائد.
أهمية الزيارة
حملت الزيارة اعتبارات عديدة، أهمها:
- أخرجت سوريا من عزلتها الدولية التي رافقت النظام السابق لعقود، إذ اجتمع الشرع جمعت مع العديد من رؤساء دول العالم، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
- بدت سوريا من خلال الخطاب الذي ألقاها الشرع بصورة جديدة تسعى للاستقرار وإعادة البناء والتنمية وبناء علاقات وطيدة مع دول العالم وتحديدا دول الجوار.
- اكتست الزيارة أهمية من حيث التوقيت، كونها تتزامن مع الحراك العربي والدولي المرحب بالتحول السوري، وباتت حكومات العالم تراقب الخطوات التي تتخذها الإدارة الجديدة على المستويين؛ الداخلي والخارجي.
- حظيت الزيارة بتغطية إعلامية واسعة، أسهمت في تسليط الضوء على الملف السوري، وإبراز الشرع كشخصية سياسية، تحظى باهتمام دولي، الأمر الذي أعطى الحدث بعدا رمزيا، حيث مثل نقطة تحول في مسيرة العلاقات السورية الدولية.
عوائق أمام سوريا الجديدة
رغم كل هذه الاعتبارات إلا أن هذا لا يعني أن سوريا طوت جميع الملفات التي كانت تشكل عائقا لها، ومن أهمها ملف العقوبات، رغم الوعود الأمريكية بالمضي قدما في هذا الملف إلا أنه لم ترفع العقوبات كاملة عن سوريا.
لم تحسم الزيارة مسألة الاتفاق الأمني مع الطرف الإسرائيلي بالرغم من التقدم الحاصل في هذا الخصوص، وكذلك أيضا محاولات الوسيط الأميركي توم براك الدفع بهذا الاتجاه.
يبدو أن الجانب السوري لم يلبّ كل ما طلبته دولة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة فيما يخص طلب إسرائيل فتح ممر بري إلى السويداء، الذي ترفضه سوريا.
بالمقابل، كشف الشرع أن "المرحلة الأولى من الاتفاق الأمني تهدف إلى إعادة إسرائيل إلى حدود هدنة 1974، بعد توغلها داخل الأراضي السورية. وإذا كانت لديها مخاوف أمنية فيمكن بحثها عبر وسطاء إقليميين ودوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة".
وهذا يتطلب من إسرائيل الانسحاب من الأراضي السورية التي تم الاستيلاء عليها منذ سقوط نظام بشار الأسد، ووقف انتهاكاتها وتوغلاتها في الأراضي السورية. ولا شك أن إسرائيل تماطل كعادتها، وتحاول ابتزاز الطرف السوري.