قالت مصادر في الكونغرس ان الديمقراطيين الذين انتزعوا السيطرة على مجلس النواب الأميركي من الجمهوريين الى تشديد سياسة بلادهم حيال السعودية عبر حظر تزويدها بالاسلحة، وسيعملون على اعادة بعض المساعدات للفلسطينيين التي اوقفها عنهم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب الأميركي الذي كان الجمهوريون يهيمنون عليه منذ العام 2011، عقب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي جرت الثلاثاء، بينما احتفظ الجمهوريون الذين ينتمي لهم الرئيس ترامب بسيطرتهم على مجلس الشيوخ.
ويعنى فوز الديمراطيين بمجلس النواب انه بات في مقدورهم تحدي ادارة ترامب عبر تحديد التشريعات التي يمكن بحثها في المجلس، كما سيكون لهم دور اكبر في وضع أسس سياسة الانفاق وكتابة القوانين.
لكن بما انهم ملزمون بالعمل مع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الشيوخ من اجل تمرير اي مشروع قانون، فان النفوذ الاكبر للديمقراطيين سيتجلى من خلال القدرة على عقد جلسات الاستماع، واصدار قرارات الاستدعاء للشهود اذا تطلب الامر، وايضا سيرأسون لجانا حساسة مثل لجان السياسة الخارجية والامن والاستخبارات.
قال عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك تشك شومر ان "اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين مؤيدون بقوة لاسرائيل وسيظلون كذلك.
وكان شومر يرد بذلك على انتقادات ومخاوف ابدتها مجموعات يهودية اميركية مؤيدة لاسرائيل من دخول ديمقراطيين الى الكونغرس ممن تصفهم هذه المجموعات بانهم معادون للدولة العبرية.
والمقصود هنا هما إلهام عمر ورشيدة طليب أول امرأتين مسلمتين تدخلان مجلس النواب الأمريكي.
على ان ما يبدو هو ان اي تغير في علاقات الولايات المتحدة واسرائيل لن يكون كبيرا، في ظل الديمقراطيين. فمثلا، كان الرئيس السابق باراك اوباما وهو ديمقراطي حليفا قويا لاسرائيل، ورفع من حجم المساعدات العسكرية لها، كما قدم اموالا طائلة للمساهمة في برنامج "القبة الحديدية" الذي طورته من اجل الدفاع عن نفسها ازاء الصواريخ من قطاع غزة ولبنان تحديدا.
واذا ما كان هناك اي تغير متوقع، فسيكون على الاغلب في اعادة بعض المساعدات للفلسطينيين والتي اوقفها ترامب. لكن اسرائيل عمليا لا تعارض هذه المساعدات في حقيقة الامر، من حيث ان المستويات السياسية والعسكرية في الدولة العبرية ترى في وجود سلطة فلسطينية قادرة على الحياة مسالة حيوية للحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية.
وفي ما يتلعق بالسعودية، فان الغضب حيال مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا الشهر الماضي، تكفل بزيادة الشعور بالاحباط الموجود اصلا لدى الديمقراطيين جراء القتلى المدنيين الذين يسقطون في الحرب التي تشنها قوات التحالف بقيادة السعودية في اليمن وكذلك انتهاكات حقوق الانسان.
ويتوقع ان يصوت مجلس النواب في ظل الديمقراطيين على تشريع يحظر اجراء صفقات تسلح مع السعودية، ويعرقل كذلك موافقة الكونغرس على صفقة للطاقة النووية مع المملكة، واتخاذ اجراء يمنع اي تقديم اي مساعدة عسكرية اميركية لها في اليمن.
ويعارض الديمقراطيون الحرب السعودية في اليمن والتي نتج عنها أكبر أزمة انسانية في الوقت الراهن حيث يواجه أكثر من نصف سكان اليمن المجاعة والأمراض.
وتسببت حملة القصف الجوي السعودية بمقتل آلاف المدنيين وتدمير عدد كبير من المنشآت الحيوية.
كما أن حملة تكميم الأفواه التي يقودها ولي العهد السعودي ضد كل من يتجرأ على معارضة سياساته في الداخل أثارت استياء الديمقراطيين.
وسيقف المجلس ضد عقود توريد الأسلحة التي وقعتها إدارة ترامب مع السعودية، كما سيكون من الصعب الحصول على موافقة المجلس على اتفاق لبناء محطة للطاقة النووية في السعودية.
كما سيوقف المجلس قيام الجيش الأمريكي بتموين الطائرات السعودية بالوقود في الجو وغيرها من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للسعودية في حربها في اليمن.
على صعيد اخر، فان خطوة ترامب بالانسحاب من المعاهدة النووية مع ايران كان كفيلا بتاجيج اوساط الديمقراطيين، خصوصا وان الرئيس الديمقراطي اوباما هو من وقع الاتفاقية عام 2015، لكن ليس هناك الكثير الذي يمكنهم فعله لتغيير هذا الواقع ما دام الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ.
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية وايران والصين فسيسعى الديمقراطيون الى المحافظة على الوضع القائم حاليا معها.
وألغى ترامب الاتفاق النووي مع ايران وأعاد العمل بالعقوبات الأمريكية على إيران وأضاف إليها عقوبات جديدة، وهو ما أثار الارتياح في السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
شنت هذه الدول حملات قوية في الولايات المتحدة ضد الاتفاق وكل دولة لسبب خاص بها. ووصل الأمر برئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو إلى التوجه إلى الكونغرس الأمريكي وألقى كلمة عاطفية أمامه ضد الإتفاق، في خطوة كانت بمثابة سابقة غير معهودة في الولايات المتحدة، وهو أن يتوجه رئيس دولة أجنبية إلى المؤسسة التشريعية مباشرة لمعارضة سياسة الرئيس الأمريكي.