عمان - وسام نصرالله - تسببت مداخلة لأحد الأشخاص المحسوبين على التيار القومي خلال ندوة حوارية في رابطة الكتاب الأردنيين، بملاسنة حادة مع أحد المشاركين في الفعالية، متهما عددا من الكتاب والمثقفين الأردنيين بالوقوف إلى جانب النظام السوري والسكوت عن جرائمه.
وكان المحسوب على التيار القومي قد عمد إلى تقسيم العرب إلى فريقين، أحدهما متحالف مع القوى الإستعمارية والغربية وآخر مازال متمسكا بالخيار القومي العربي، مما دفع ذلك الشخص المعارض لطريقة التقسيم هذه بمهاجمة المداخل كلاميا، والقول له "ليس من حقك وضع جميع المناهضين للقيادة السورية في خانة المتحالفين مع القوى الإستعمارية، لأن الشعب السوري يقدم دمه ثمنا للحرية".
بدوره دافع رئيس الرابطة المفكر موفق محادين خلال الحوارية التي حملت عنوان "الأمة والقومية"، عن المؤيدين للنظام السوري في ظل الهجمة الغربية على سوريا، معللا ذلك بأن سقوط سوريا هو سقوط للمنطقة بأكملها.
وقال محادين سوريا ليست تونس ولامصر ولا البحرين لأنها مازالت جزءا مهما من المشروع القومي العربي، محذرا من حروب طائفية وجهوية تعم المنطقة في حال سقوط سوريا كما يريد الغرب.
وهاجم كتاب ومثقفون قوميون ويساريون الحركات الإسلامية التي تعمل على معاداة المشروع القومي والعمل على إجهاضه، بحجة أن القومية معادية للإسلام.
واعتبر نائب رئيس المنتدى العربي فايز الشخاترة أن الإسلامييين هم من وضعوا الإسلام بمواجهة العروبة، مشددا على أن الفكرة القومية لم تكن مناهضة للإسلام في يوم من الأيام.
ولم يسلم قادة مايسمى "الربيع العربي" من هجوم الشخاترة واصفا إياهم بالمتسابقين لتقديم أوراق إعتمادهم للغرب، مشيرا إلى الإخوان المسلمين بمصر الذين يبررون عدم معاداتهم لإتفاقيات السلام مع إسرائيل، بحجة عدم نكث العهود في الإسلام.
وأوضح الشخاترة أن المشروع القومي العربي تعرض لضربات عدة من الداخل والخارج لإجهاض فكرة الوحدة، محملا دول الخليج العربي جزءا من هذه المسؤولية بتحالفاتها مع الغرب الإستعماري والإنسلاخ عن القضايا القومية ورهن نفسها لإرادة المستعمر.
وقال الشخاترة مهاجما دول الخليج "ليس من حق قطر أو الكويت تحديد مصير الأمة، كما أنه لايحق لدول الخليج العربي تبديد ثروات الأمة، مؤكدا أن الدول العربية الفقيرة لها الحق بتلك الثروات".
وانتقد المفكر اليساري الدكتور هشام غصيب المواقف المعادية للفكر القومي، وخطورة تكفير فكرة الأمة العربية، مستعرضا تجربته الشخصية في ذلك الجانب
ونبه غصيب إلى أن دوائر الإستعمار الغربي عندما تريد أن تخطط للمنطقة العربية، فإنها تخطط بشكل شمولي دون إستثناء أي بلد عربي في ذلك، لإدراكهم أن كل قضايا المنطقة متشابهة وتؤثر وتتاثر ببعضها البعض.
وأوضح أن القومية العربية بمفهومها المعاصر ليس شوفينيا إنعزاليا بل هي دعوة تحررية ونضالية ضد القوى الإستعمارية والإمبريالية.
وشدد المفكر اليساري على ضرورة وأهمية الوحدة العربية، والعمل على تحرير فلسطين، معتبرا الوحدة ضرورة تاريخية وتنموية وتحررية.
وتسائل أمين سر الرابطة هشام عودة "هل هناك أمة إسلامية فعلا، وهل مصطلح الأمة ينطبق على توصيف الأمم والشعوب التي اعتنقت الإسلام، أم أن استعمال مثل هذا المفهوم وترويجه يعني تهميش دور الأمة وإقصاءها لصالح مشروع فضفاض غامض؟".
واعتبر عودة أن الخطر الذي يواجه المشروع القومي، يأتي من جهات داخلية، وفي مقدمتها ما يسمى بالإسلام السياسي، الذي لا يخفي مناهضته لأي مشروع قومي –حسب قوله-، نافيا معاداة القوميين للحركات الإسلامية، لأن الإسلام والعروبة متلازمان في الفكر القومي، محذرا في نهاية ورقته من العولمة وخطورتها على الأمة وهويتها القومية.
وأشار عودة في ورقته التي قدمها في الحوارية إلى أن مصطلح الأمة، والمقصود فيه الأمة العربية، بدأ يحضر بقوة في الأدبيات السياسية والفكرية التي بحثت في دور العرب ورسالتهم، من ساطع الحصري إلى قسطنطين زريق إلى أنطوان سعادة إلى ميشيل عفلق وغيرهم الكثير من مثقفي الأمة وقادة مشروعها الفكري، منذ مطلع القرن الماضي، وظل هذا المصطلح قابلا للتداول بقدر حاجة العرب لمشروعهم القومي.
وقال عودة "إن نتائج الحرب العالمية الأولى، وما عرف بعد ذلك باتفاقيات سايكس بيكو، هي أخطر المحطات التي واجهت المشروع القومي، وبالتالي قضت على حلم دولة الأمة، أو الدولة القومية، ومنذ ذلك الحين، أي منذ سيطر الاستعمار على وطننا تكرست الدولة القطرية بمفهومها السياسي الضيق".