على الرغم من انشغال السلطات الأردنية بالتعامل مع قوى المعارضة على أراضيها إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب السلطة من التدخل في شؤون دولة الكويت وفقاً للتسريبات الأخيرة التي كشف عنها المغرّد السعودي الشهير الذي يعرف باسم مجتهد الذي أخذ إجازة قصيرة من التغريد عن الأسرار السعودية ليكشف معلومات دقيقة ومفاجئة عن علاقة الأردن "الخاصة" بالكويت.
وفقاً لمجتهد فإن الأردن "الديمقراطي" سيرسل قواتًا سرية إلى الكويت للمساهمة في السيطرة على الحراك الكويتي المشتعل منذ مدة ضد النظام وسيتعين على الكويتيين دفع مبلغ 6 مليارات دولار أمريكي كمقابل لهذه الخدمة.
وبحسب المعلومات المسربة؛ فإن الصفقة الغامضة قد بدأت في شهر تشرين الاول/أكتوبر عندما زار مدير المخابرات الأردني السابق سميح البطيخي الكويت بهدف تقييم الخطر الحقيقي الذي تمثله المعارضة الكويتية على النظام. وفيما يبدو فإن البطيخي تمكن من إقناع الجانب الكويتي بأهمية الخدمات التي يمكن أن يقدمها له الأردن مما أسفر عن اجتماع استخباراتي بين البلدين تم الاتفاق فيه على إرسال قوات درك أردنية مؤلفة من 16 ألفا في إطار حملة للقضاء على الاحتجاجات.
ووفقا لمجتهد، فإنه بالرغم من أن البطيخي متقاعد رسميا من العمل في الحكومة الأردنية؛ فإنه قد استفاد من العلاقة الوثيقة جدا التي تربطه بالملك عبدالله الثاني والتي أدت للتستر على قضايا فساد كان البطيخي هو المتهم الأول فيها. وكان البطيخي قد طمأن الجانب الكويتي بأنه في حال انكشاف الموضوع فإن أبسط ما يمكن فعله هو القول بأن هذه العلاقة هي نابعة من عمل البطيخ كمستشار في شركة خاصة وليس للحكومة الأردنية أي صلة بهذا الاتفاق.
وتابع مجتهد تغريداته المثيرة كاشفا عن نية الأردن المساهمة في قمع المعارضة الكويتية "دستوريا" وذلك عن طريق إرسال 100 قاضٍ أردني إلى الكويت بهدف إعادة صياغة القانون لصالح النظام.
ويدعي مجتهد أن هذا الاتفاق قد جوبه بعدم الرضا من جانب رئيس الوزراء الكويتي السابق الشيخ ناصر الصباح الذي حاول إيقاف هذه الصفقة مبررا ذلك بأنها ستؤثر على شرعية آل الصباح العائلة الحاكمة في الكويت.
وقد يتساءل الكثيرون لم لا يركز الأردن على احتواء المعارضة في بلاده بدلا من انشغاله بالمعارضة في بلد آخر.
من جهة أخرى، نفى الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جودة مثل هذه المزاعم الذي قال في مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي الشيخ خالد الصباح بأن "هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق".
أما النائب الكويتي السابق والمعارض مسلم البرّاك والذي أطلق سراحه -كما قال مجتهد وفق نصيحة من أحد المقربين للأسرة الحاكمة بسبب كونه مؤمنا ببقائها في سدة الحكم- فقد وجه ألفاظا واتهامات بذيئة للأردنيين؛ حيث ظهر في تسجيل فيديو مع بعض أنصاره مهددا بالدوس على أنف أي "أردني أردني أو أردني فلسطيني يراه في الشارع" في إطار قمع تظاهرات الكويت.
وقد رد الأردن على تصريحات البراك على لسان مسؤول في وزراة الخارجية الذي اكتفى بالإشارة إلى ضرورة الترفع عن الألفاظ السوقية السخيفة التي وردت على لسان البراك معتبرا بأنه لا يمثل الشعب الكويتي الطيب وفقا لصحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن.
شاركنا برأيك في التعليقات حول موضوع العلاقة السرية بين الأردن والكويت.