دان مجلس الامن الدولي،الجمعة، بشدة التصعيد المستمر للهجمات التي تشنها جماعة "بوكو حرام" في النجير والكاميرون وتشاد والتي اسفرت عن مقتل واصابة العديد من الاشخاص.
واعرب المجلس في بيان له عن تعازيه لأسر الضحايا وتعاطفه مع جميع المصابين في هذه الهجمات التي وصفها ب"الشنيعة" ودعمه لشعوب وحكومات جمهوريات تشاد والكاميرون والنيجر في حربهم ضد الجماعة.
وأكد المجلس رفضه للارهاب بجميع اشكاله ومظاهره معتبرا ان جماعة "بوكو حرام" تشكل احد اخطر التهديدات للسلم والامن الدوليين.
وشدد على ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة الاعمال الارهابية في مختلف انحاء العالم الى العدالة.
وحث المجلس جميع الدول الاعضاء وفقا لالتزاماتها بالقانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة على التعاون مع الجهات المعنية في هذا الشأن.
وشنت جماعة "بوكو حرام" خلال اليومين الماضيين هجمات متعددة على مدينة (نجوبوا) المطلة على نهر بحيرة تشاد ما اسفر عن مقتل العشرات من بينهم عمدتها الا ان القوات التشادية تصدت لهم.
وهاجمت الجماعة كذلك يوم الاربعاء الماضي مواقع للجيش التشادي في بلدة (غامبارو) شمال غرب نيجيريا.
وادى تكثيف الهجمات قرب (بحيرة تشاد) وهي منطقة تلتقي عندها حدود نيجيريا وتشاد والنيجر الى فرار عشرات الآلاف من النيجيريين عبر الحدود كما دفع تصاعد الازمة في نيجيريا الى تأجيل انتخاباتها الرئاسية التي كانت مقررة الجمعة.
وتتوقع الامم المتحدة أن يبذل الجيش النيجيري جهدا أكبر في محاربة جماعة "بوكو حرام" ودعت نيجيريا وجاراتها تشاد والنيجر والكاميرون الى السماح بمطاردة المتشددين عبر الحدود لان هذه مسألة اساسية من أجل حملة إقليمية لمواجهة الجماعة المتشددة.
و"بوكو حرام" هي مصدر الخطر الأمني الرئيسي الذي تواجهه نيجيريا ويهدد بدرجة متزايدة الدول المجاورة. وأجلت نيجيريا انتخابات الرئاسة التي كان مقررا إجراؤها في 14 شباط/ فبراير حتى 28 اذار /مارس بسبب مخاوف أمنية.
واتفقت الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا وبنين يوم السبت على تشكيل قوة قوامها 8700 جندي للتعامل مع "بوكو حرام".
وبمجرد الاتفاق على كيفية عمل القوة يعتزم الاتحاد الافريقي السعي للحصول على دعم مجلس الأمن التابع للامم المتحدة.
وقال محمد بن شمباس الممثل الخاص للامم المتحدة لغرب افريقيا يوم الجمعة "يجب على نيجيريا إظهار عزيمة أكبر من تلك التي تظهرها حتى الان في المعركة ضد عدو خطير هو "بوكو حرام"".
وقال للصحفيين في نيويورك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من أبوجا "نتوقع جميعا المزيد من جيش نيجيريا." وأضاف "إنه يسهم في حفظ السلام في مختلف أنحاء العالم منذ سنوات ويظهر صلابة والان نريد ان نرى نفس الصلابة في المعركة ضد بوكو حرام."
وأشار الى ان انتخابات الرئاسة "قد تسبب قدرا من التشتيت في هذه المرحلة."
وبينما تتفاوض الدول التي تسهم في القوة الاقليمية على الكيفية التي ستعمل بها القوة شجع بن شمباس تلك الدول على السماح للقوة بملاحقة "بوكو حرام" عبر الحدود ووصف ذلك بأنه أمر رئيسي "لتحقيق تقدم في اقتلاع "بوكو حرام".
وقال بن شمباس "هذا شيء يجب تشجيعه."