بادرت إسبانيا إلى عقد جلسة طارئة للجنة الدولية للعقوبات ضد كوريا الشمالية، بسبب تجربتها النووية الأخيرة، حسبما أعلنته وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة 9 سبتمبر/أيلول.
وجاء في بيان للوزارة أن إسبانيا، بصفتها رئيسة للجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي، تبادر إلى عقد جلستها في أقرب وقت "لتحليل الوقائع وتنسيق رد حاسم من المجتمع الدولي". وأضافت الوزارة أن إسبانيا ستصر على تطبيق فعال لنظام العقوبات ضد كوريا الشمالية لإرغامها على "طي.. برامجها النووية والصاروخية بشكل كامل".
وذكرت الوزارة أن التجربة النووية الأخيرة هي الثانية لبيونغ يانغ منذ بداية العام الجاري والخامسة منذ العام 2006، الأمر الذي "يهدد السلام والأمن في العالم ويهدد الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
وبحسب البيان، فإن "كوريا الشمالية خرقت مجددا نظام عدم الانتشار الدولي وتلحق تصرفاتها أضرارا جسيمة بالممارسات الدولية الهادفة إلى منع التجارب النووية".
وتابع نص البيان أن إجراء التجارب النووية، شأنه شأن عمليات إطلاق الصواريخ، وكان آخرها في الخامس من هذا الشهر، "يمثل تصعيدا لا سابق له في استفزازات سلطات كوريا الشمالية بحق المجتمع الدولي".
إلى ذلك، فقد استدعت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، سفير بيونغ يانغ في مدريد لتسليمه مذكرة احتجاج على التجارب النووية.
كوريا الشمالية تؤكد إجراءها تجربة نووية
من جانبها، أكدت كوريا الشمالية، الجمعة، رسميا إجراءها تجربة نووية جديدة، وأعلنت أنها ستواصل اتخاذ إجراءات تهدف إلى تعزيز قدراتها النووية في ظل الخطر المتنامي من جانب واشنطن.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية أن بيونغ يانغ "ستواصل اتخاذ الإجراءات الرامية إلى تعزيز قدراتها النووية الوطنية من ناحية الحجم والنوعية من أجل ضمان الكرامة وحق البلاد بالوجود في ظروف الخطر النووي المتنامي من جانب الولايات المتحدة".
وبحسب البيان الرسمي، فإن التجربة النووية جرت بنجاح في اليوم الذي تصادف الذكرى الـ68 لتأسيس الجمهورية، وذلك "وفقا لخطط حزب العمل الكوري حول إنشاء قوات نووية استراتيجية". وأكد البيان أن التجربة لم تؤثر سلبا على البيئة وأنه لم يتم رصد أي تسرب لمواد مشعة.
وتوقعت مصادر كورية جنوبية أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بشأن كوريا الشمالية في النصف الثاني من اليوم الجمعة.
ورجح خبراء سابقا صحة هذه الأنباء مستندين إلى تسجيل هزة أرضية قوية في منطقة قريبة من موقع نووي في كوريا الشمالية.
وأشارت مصادر كورية جنوبية وصينية وغربية إلى أن المسح الجيولوجي يؤكد أن الهزة وقعت فوق الأرض، مما عزز أكثر فرضية تنفيذ التجربة النووية. وأعلن المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل (EMSC) أن زلزالا بقوة 5.0 درجات وقع في بونغكي - ري بكوريا الشمالية في الساعة التاسعة صباح الجمعة.
في هذه الأثناء قال مصدر روسي مطلع لوكالة "إنترفاكس" للأنباء إن طاقة الانفجار النووي في كوريا الشمالية تكافئ 10 كيلوطن من مادة "تي ان تي" شديدة الانفجار.
وأعلنت هيئة رصد الأحوال الجوية ومتابعة البيئة في إقليم بريموريه الروسي المتاخم لكوريا الشمالية أن مواد خطرة قد تتسرب نتيجة التجربة النووية في هذا البلد، إلا أنها لا تهدد الأراضي الروسية لأن الأرياح في الأيام القريبة المقبلة ستهب من جهة الشمال، مؤكدة أن مستوى الإشعاع في الإقليم لا يزيد عن الأرقام الطبيعية.
وعقدت الحكومة الكورية الجنوبية اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الوزراء لبحث التجربة النووية الجديدة، كما أعلنت وزارة الدفاع في سيئول إن الجيش الكوري الجنوبي عقد اجتماعا لفريق إدارة الأزمات التابع له بعد ورود أنباء عن الهزة.
يذكر أن التجربة النووية الرابعة، كانت قد أجرتها كوريا الشمالية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، أثناء مؤتمر صحفي، جهوزية موسكو لتنسيق خطواتها بشكل أوثق مع جميع شركائها في مجلس الأمن الدولي، ردا على إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية، مضيفا أن الجانب الروسي يجري مشاورات مكثفة بهذا الشأن.
وقال المتحدث باسم الكرملين: "أستطيع القول إن هذا الحدث يستدعي، دون أدنى شك، بالغ قلقنا"، مضيفا أن هذه الممارسات لا تسهم في إحلال الأمن والثقة في شبه الجزيرة الكورية، بل تؤدي، بالعكس، إلى التصعيد من حدة التوتر في المنطقة.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلقه الشديد بشأن إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية جديدة، مؤكدا أن إشارة قوية سترسل إلى كوريا الشمالية بشأن ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن.
وقال لافروف الجمعة 9 سبتمبر/أيلول في جنيف التي وصل إليها الخميس لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي جون كيري حول سوريا، "نحن قلقون جدا بشأن إجراء التجربة. ويجب تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشكل دقيق. وسنرسل إشارة قوية مناسبة بهذا الشأن". وأوضح الوزير الروسي أنه ينوي إجراء اتصالات هاتفية مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا الجمعة أثناء فترة استراحة خلال مباحثاته مع كيري في جنيف.
وانتقدت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها انتهاك بيونغ يانغ لقرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن خطوات كوريا الشمالية الرامية إلى تقويض نظام عدم انتشار الأسلحة النووية في العام تمثل خطرا كبيرا على الأمن والسلم في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
أبرز المحطات في البرنامج النووي لكوريا الشمالية
يعتبر إعلان كوريا الشمالية اليوم الخميس إجراء تجربة نووية "ناجحة" آخر محطة حتى الآن في برنامجها النووي، والذي يلاقي تنديدا واسعا من قبل المجتمع الدولي. عودة على أبرز هذه المحطات:
أجرت كوريا الشمالية الجمعة تجربة نووية خامسة. في ما يلي المراحل الأساسية للبرنامج النووي والبالستي لبيونغ يانغ منذ 2002.
-- 2002 --
- كانون الثاني/يناير: الرئيس الأمريكي جورج بوش يعتبر كوريا الشمالية مع إيران والعراق "محورا للشر".
- تشرين الأول/أكتوبر: واشنطن تؤكد أن بيونغ يانغ تقوم ببرنامج سري لليورانيوم العالي التخصيب، منتهكة بذلك اتفاق نزع السلاح النووي الموقع في 1994. وكوريا الشمالية تنفي لكن شحناتها النفطية تعلق.
- كانون الأول/ديسمبر: كوريا الشمالية تكشف مفاعلها في يونغبيون الذي ينتج البلوتونيوم وتطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
-- 2003 --
-كانون الثاني/يناير: بيونغ يانغ تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
- 27- 29 آب/أغسطس: جولة أولى من المفاوضات السداسية تعقد في بكين (كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا).
- 14 تشرين الأول/أكتوبر: الأمم المتحدة تصوت على فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على بيونغ يانغ.
-- 2005 --
- 10 شباط/فبراير: بيونغ يانغ تعلن أنها أنتجت أسلحة نووية للدفاع الذاتي.
- 19 أيلول/سبتمبر: كوريا الشمالية توافق أثناء محادثات سداسية على وقف برنامجها النووي والعودة إلى معاهدة الحظر مقابل ضمانات دبلوماسية حول أمنها ومساعدة في مجال الطاقة.
-- 2006 --
- 9 تشرين الثاني/نوفمبر: التجربة النووية الأولى لكوريا الشمالية.
- 05 تموز/يوليو: تجارب إطلاق سبعة صواريخ أحدها من نوع تايبودونغ-2 بعيدة المدى، انفجر في الجو بعد أربعين ثانية على اطلاقه.
--2007--
- 13 شباط/فبراير: كوريا الشمالية توافق على بدء تفكيك برنامجها النووي واستقبال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل مليون طن من الوقود وشطبها من قائمة الدول التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية. ثم تنسحب من المفاوضات وتعلن إعادة تفعيل برنامجها النووي ووقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- 25 أيار/مايو: كوريا الشمالية تعلن عن تجربة نووية ثانية "ناجحة" تحت الأرض.
- 12 حزيران/يونيو: الأمم المتحدة تشدد العقوبات.
-- 2010 --
- 12 تشرين الثاني/نوفمبر: كوريا الشمالية تسمح لعالم أمريكي بزيارة مصنع شاسع وجديد لتخصيب اليورانيوم حيث تملك أكثر من ألف جهاز طرد مركزي.
-- 2012 --
- 13 نيسان/أبريل: كوريا الشمالية تحاول إطلاق صاروخ أونها-3 وتدعو الصحافة الأجنبية إلى حضور العملية التي فشلت.
- 12 كانون الأول/ديسمبر: نجاح إطلاق صاروخ أونها-3 والولايات المتحدة تؤكد أنه صاروخ بالستي.
-- 2013 --
- 22 كانون الثاني/يناير: توسيع العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية.
- 12 شباط/فبراير: كوريا الشمالية تجري ثالث تجربة نووية مستخدمة هذه المرة قنبلة مصغرة على حد قولها. سيول تقدر قوة الانفجار ما بين 6 و7 كيلوطن، ما يزيد بكثير عن قوة التجربتين السابقتين.
- 10 نيسان/أبريل: سيول وواشنطن ترفع مستوى التأهب الذي يعادل وضع الحرب بسبب تهديدات بإطلاق صواريخ كورية شمالية.
- 31 آب/أغسطس: صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية تكشف أن بيونغ يانغ استأنفت تشغيل مفاعلها النووي في يونغبيون الذي يعد المصدر الرئيسي للبلوتونيوم العسكري ومغلق منذ 2007.
-- 2014 --
- 26 نيسان/أبريل: الرئيس الأمريكي باراك أوباما يصف كوريا الشمالية ب"الدولة المارقة".
-- 2015 --
- 20 أيار/مايو: بيونغ يانغ تؤكد أنها باتت قادرة على إنتاج قنابل ذرية صغيرة في مرحلة حاسمة من إنتاج الرؤوس النووية.
- 11 كانون الأول/ديسمبر: كيم جونغ-أون يلمح إلى أن بلده أنتج قنبلة هيدروجينية.
-- 2016 --
- 16 كانون الثاني/يناير: بيونغ يانغ تعلن أنها أجرت أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية.
- 07 شباط/فبراير: بيونغ يانغ تؤكد أنها أطلقت صاروخا إلى الفضاء ووضعت قمرا اصطناعيا في المدار. اعتبرت هذه العملية تجربة بالستيا مموهة.
- 02 آذار/مارس: مجلس الأمن الدولي يتبنى عقوبات هي الأقسى التي تفرض على كوريا الشمالية.
- 09 آذار/مارس: الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون يؤكد أن بيونغ يانغ نجحت في تصغير رأس نووي حراري يمكن أن يحمل على صاروخ بالستي.
- في آذار/مارس والأسابيع التي تلت أجرى الشمال سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.
- 23 نيسان/أبريل: تجربة إطلاق صاروخ من غواصة. تسمح هذه القدرة لبيونغ يانغ بنقل قوة الردع التي تملكها إلى أبعد من شبه الجزيرة الكورية، كما تؤمن لها إمكانية توجيه "ضربة ثانية".
أجرت بيونغ يانغ تجربتين مماثلتين في التاسع من تموز/يوليو وفي 24 آب/اغسطس.
- 09 أيلول/سبتمبر: أجرت كوريا الشمالة تجربة نووية خامسة، قالت بيونغ يانغ أنها "ناجحة" وأكدت سيول أنها "الاقوى" حتى الآن.