قضت محكمة عسكرية اميركية بالسجن لعام واحد فقط على الجندي جيريمي سيفتس، الذي اعترف بالتهم الموجه إليه بشأن إساءة معاملة المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب، على صعيد متصل يستمع الكونغرس الى افادتين في ذات الفضيحة سيقدمهما جون ابي زيد قائد القيادة الاميركية الوسطى وريكاردو سانشيز قائد القوات البرية للاحتلال في العراق.
واعترف سيفتس بثلاثة من التهم الموجهة إليه وهي التآمر بغرض إساءة معاملة المعتقلين، والفشل في منع حدوث إساءة للمعتقلين، وإساءة معاملة المعتقلين.
وقدم سيفتس للمحكمة وصفا تفصيليا لعمليات إساءة حدثت بمشاركة ستة أو سبعة من الجنود الأميركيين.
واكد ان عمليات التعذيب التي نفذها مع زملائه في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي تضمنت الضرب ودفع المعتقلين لأوضاع جنسية.
وسيفتس هو الذي قام بالتقاط الصور التي خلفت جدلا واسعا في العالم حول إساءة جنود أمريكيين لمعتقلين عراقيين تحت عهدتهم.
وكانت مصادر ذات صلة بالتحقيقات قد أشارت في الأسبوع الماضي، إلى أن سيفتس متعاون مع المحققين وأنه وصف ما قام به أعضاء من وحدته.
وفي بيانه، قال سيفتس إنّ زميله تشارلز غرانر أجبر المعتقلين على التعري وأساء إليهم.
ويأمل الجيش الأميركي أن يعكس حضور قنوات عربية ذات نسب مشاهدة عالية مثل الجزيرة، رغبة واشنطن في العثور على المسؤولين عن الفضيحة ومعاقبتهم.
غير أنه سيتم منع جميع الأجهزة الإلكترونية في قاعة المحكمة والغرفة التلفزيونية المغلقة التي سيتم منها متابعة ما يجري داخل القاعة
وسبق محاكمة سيفيتس مثول واحد من ثلاثة من زملائه أمام نفس المحكمة، وهو السارجنت في الشرطة العسكرية، جافال ديفيز والذي أرجأ الرد على التهم المنسوبة اليه.
ومن المنتظر ان يمثل الاخران، وهما إيفان فريديريكس وتشارلز غرانر في وقت لاحق اليوم امام المحكمة التي ستطلب منهما الإجابة عن تهم تعتبر أخطر من تلك الموجهة إلى سيفيتس.
وفي الأسبوع الماضي، نقلت مصادر التحقيق أن سيفيتس متعاون مع المحققين وأنه وصف ما قام به أعضاء من وحدته.
وقال المحامي نيل سونيت الذي يمثل القائمين بالحق المدني والعسكري إنّ "تعاونه وتقديمه بيانا يتعهد فيه بعرض أدلة ضد الآخرين، يرجحان أن لا يمثل أصلا أمام المحكمة العسكرية وحتى إذا ما مثل أمامها فإنّ الأمر سيتمّ سريعا."
.
وبقطع النظر عما إذا كانت قضية سيفيتس ستنتهي باتفاق، يجمع الحقوقيون والمحامون على أنّ قضيته ستكون جزءا من الأدوات التي ستجري الاستعانة بها في القضايا المقبلة المتعلقة بالفضيحة.
والموافقة على التوصل إلى اتفاق مع المتهم الأول من بين عدة متهمين، لت تفيد المتضررين فقط، وإنما تلعب دورا حيويا في الاستراتيجية التي تستهدف معرفة من المسؤول بالضبط عما حدث في السجن.
واحتجت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الانسان على منع جماعات عراقية ودولية في مجال حقوق الانسان من حضور المحاكمة.
وقالت ساره لياه المسؤولة عن إدارة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إن منع المراقبين في مجال حقوق الانسان من حضور المحاكمة العسكرية قرار سيء في ذاته ويوجه إشارة بالغة السوء إلى العراقيين وغيرهم ممن أصابهم القلق البالغ إزاء ما وقع في أبو غريب.
وذكرت المنظمة أن مسؤولين عسكريين أميركيين برروا قرار منع جماعات حقوق الانسان من حضور المحاكمة بمخاوف أمنية، وقال بريجادير جنرال مارك كيميت هدفنا ليس تحويل الامر إلى استعراض بل أن يأخذ العدل مجراه مع سيفيتس.
الكونغرس يستمع لأبي زيد و سانشيز حول الفضيحة
الى ذلك، يستمع الكونغرس اليوم الاربعاء الى افادة الجنرالين جون ابي زيد قائد القيادة الاميركية الوسطى وريكاردو سانشيز قائد القوات البرية للاحتلال في العراق، حول فضحية التعذيب في ابو غريب.
وسيدلي الجنرال جيفري ميلر الذي عين اخيرا للاشراف على اوضاع السجون في العراق بإفادته ايضا امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، كما قال السيناتور الجمهوري جون ورنر رئيس هذه اللجنة.
واضاف ورنر في ندوة صحافية ان تعقيد هذه القضية يتطلب عقد مزيد من جلسات الاستماع لتوفير جميع الوقائع التي تمكن مجلس الشيوخ من ممارسة مهمة الاشراف.
واعلن السينانور عن فيرجينا ايضا ان اللجنة تعتزم الاستعانة بأنظمة المؤتمرات عبر الفيديو لتتمكن من الاستماع الى اكبر عدد من الشهود الذين يتولون مناصب في الخارج.
واوضح ان الجنرالين ابي زيد وسانشيز لم يأتيا الى واشنطن خصيصا من اجل جلسة الاستماع هذه لكنهما حضرا للمشاركة في اجتماعات اخرى.
تطور جديد
وفي تطور جديد في فضيحة تعذيب الاسرى في سجن ابو غريب، فقد ذكرت وكالة رويترز للانباء أن القوات الاميركية احتجزت ثلاثة من الصحفيين العراقيين العاملين لديها في كانون الثاني،يناير الماضي ووجهت إليهم إهانات وإساءات جنسية ودينية.
كما ذكرت شبكة (إن.بي.سي) التليفزيونية الاميركية أن صحفيا عراقيا يعمل لديها احتجز في نفس الفترة وتعرض أيضا إلى إهانات، وأبلغ الصحفيون الثلاثة وكالة الانباء بما تعرضوا له عقب إطلاق سراحهم قبل أربعة أشهر لكنهم لم يعلنوا الامر إلا بعد نشر صور سوء معاملة الجنود الاميركيين للسجناء العراقيين في أبو غريب في الاونة الاخيرة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)