قدمت منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية والسودان مرافعات امام محكمة العدل الدولية ضد الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، مختتمة بذلك ثلاثة ايام من المداولات العلنية التي قاطعتها اسرائيل والولايات المتحدة وغالبية الدول الاوروبية.
وكانت المحكمة بدأت الاثنين جلسات الاستماع في قضية الجدار بتكليف من الجمعية العامة للامم المتحدة. والراي الذي ستقدمه المحكمة في القضية، والمتوقع ان يصدر خلال ثلاثة اشهر، لا يعتبر ملزما بل استشاريا.
وقاطعت اسرائيل والولايات المتحدة وغالبية الدول الاوروبية جلسات المحكمة واكتفت بارسال مذكرة مكتوبة.
وكانت المرافعة التي قدمها الاردن الثلاثاء، الابرز من بين سبع مرافعات استمع اليها قضاة المحكمة الخمسة عشر في ذلك اليوم.
وحذر الاردن في مرافعته من ان الجدار، وعلاوة على انه ينعكس سلبا على حياة الفلسطينيين وينتهك حقوقهم وحرياتهم الاساسية ويخالف قواعد القانون الدولي فانه يؤثر وفي نفس الوقت على مصالح الاردن الوطنية بشكل مباشر.
وكان الاردن قدم مذكرة كتابية في 100 صفحة للمحكمة الدولية تدين فيها الجدار العازل.
ويخشى الاردن، الذي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1994، من ان الجدار سيتسبب في نزوح اعداد كبيرة من الفلسطينيين اليه، وبما يخل بتوازنه الديمغرافي.
واتهمت إسرائيل الاردن بقيادة معسكر مضاد للجدار في محكمة لاهاي وهددتها بتبعيات سياسية وشهدت العلاقة الثنائية توترًا حول هذا الموضوع أيضًا.
وكانت محكمة العدل الدولية افتتحت جلسة الثلاثاء بمرافعة لدولة بيليز، التي طالبت المحكمة بالاعلان عن عدم شرعية الجدار.
وقال بسام فريحة ممثل بيليز في منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة إن الجدار يرغم الفلسطينيين على العيش في جيوب مغلقة تشبه (الغيتو) التي عاش فيها اليهود في أوروبا خلال الحقبة النازية.
وانضمت كوبا إلى دول عربية وإسلامية دعت المحكمة إلى إعلان عدم شرعية الجدار.
وقال نائب وزير الخارجية لهيئة المحكمة إن بناء إسرائيل للجدار ينتهك "المبادئ والأعراف المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
الى ذلك، فقد وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي جلسات المحكمة بانها عبارة عن "سيرك دولي"، وتعهد بمواصلة بناء الجدار.
وقال شارون في حديث مقتضب الى صحيفة "يديعوت احرونوت" ان جلسات الاستماع في المحكمة هي "حملة نفاق تشن في هذه الاونة ضد اسرائيل في السيرك العالمي في لاهاي..سابني الجدار العازل وسأتمه".
واضاف "ما يجري في لاهاي هو محاولة لحرمان اسرائيل من حقها الطبيعي في الدفاع عن نفسها، الا اننا لن نتراجع"
وكانت اسرائيل بدأت صباح الثلاثاء بناء قسم جديد من الجدار في قرية بيت سوريك في الضفة الغربية شمال غرب القدس,
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان القسم الجديد يبلغ طوله 42 كيلومترا وهو الجزء الاول من 96 كيلومترا مقررة تمتد بين مستوطنة الكانا ومعتقل عوفر العسكري شمال الضفة الغربية.
وجرت مواجهات عنيفة بين عناصر شرطة الحدود وحوالي مئة من القرويين في المنطقة القريبة من بيت سوريك حاولوا دون جدوى الوقوف باجسادهم امام الجرافات التي كانت تشق الارض وتقتلع اشجار الزيتون.—(البوابة)—(مصادر متعددة)