مخيم اليرموك .. رمز المعاناة

تاريخ النشر: 25 أبريل 2018 - 11:36 GMT
مخيم اليرموك
مخيم اليرموك

من النزوح والدمار إلى الحصار والجوع وسيطرة الإرهابيين، لم تنته معاناة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، وها هو يشكل مجدداً اليوم مسرحاً للمعارك وهدفاً للغارات والقذائف.

يُعد اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، وكان يأوي قبل الحرب 160 ألف شخص بينهم سوريون. وأجبرت الحرب السورية التي وصلت منذ العام 2012 إلى اليرموك سكان المخيم على المنفى مجدداً.

ويُعد اليرموك وأحياء محاذية له أقرب نقطة وصل اليها تنظيم داعش من وسط دمشق، ومن الممكن منه رؤية القصر الرئاسي.

وبعد سيطرته الشهر الحالي على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق، يسعى الجيش السوري حالياً لضمان أمن العاصمة ومحيطها.

مخيم اليرموك

وبدأ عملية عسكرية ضد تنظيم داعش لطرده من الأحياء التي يتواجد فيها جنوب العاصمة، وهي اليرموك والقدم والحجر الأسود والتضامن.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد مقاتلي التنظيم في تلك الأحياء بأكثر من ألف.

ويقود الجيش السوري العملية الحالية، وفق المرصد، بدعم من مستشارين روس ومشاركة مئات العناصر من فصائل فلسطينية موالية لدمشق.

وأفاد المرصد عن مقتل العشرات من الطرفين جراء المعارك والقصف منذ الخميس.

ونشر داعش على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قال إنها تعود لجثث عناصر من الجيش السوري، وقد جرى قطع رؤوس بعضهم.

ومن غير المتوقع أن يصمد مقاتلو التنظيم المتطرف كثيراً أمام العملية العسكرية، وهم الذين خسروا خلال العام الماضي غالبية مناطق سيطرتهم في سوريا والعراق، ويتواجدون حالياً في عدة جيوب متناثرة.

يبدو أن معركة جنوب دمشق ستنتهي مع مزيد من الدمار في مخيم اليرموك الذي شهد على معاناة طويلة طوال سنوات الحرب السورية.

وفي سبتمبر 2012، شهد المخيم معارك ضارية بين فصائل معارضة وقوات النظام، وانقسمت المجموعات الفلسطينية بينهما.

وأدت المعارك إلى موجة نزوح ضخمة. وتحدثت الأمم المتحدة عن فرار 140 ألف فلسطيني وآلاف السوريين من المخيم.

اثر تلك المعارك، سيطرت الفصائل المعارضة على المخيم وفرضت قوات النظام حصاراً عليه أدى إلى أزمة إنسانية حادة طالت آلاف المتبقين فيه، وجرى تداول تقارير حول أطفال يأكلون الورق وعائلات تعيش على أكل الحيوانات، فضلاً عن تفشي مرض التيفوئيد.

وفي يناير العام 2014، انتشرت صورة نشرتها الأمم المتحدة تظهر حشوداً كبيرة تخرج سيراً على الأقدام بين الأبنية المدمرة بانتظار الحصول على المساعدات. ولا تزال تعتبر من أكثر الصور تعبيراً عن مآسي المدنيين في النزاع.

وفي العام 2015 شنّ تنظيم داعش هجوماً على المخيم، وطرد الفصائل المعارضة وأحكم سيطرته على الجزء الأكبر منه، فيما سيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وقتها) على أجزاء أخرى.

وأدى دخول التنظيم المتطرف إلى موجة نزوح جديدة، وفرّ السكان بشكل أساسي إلى بلدات قريبة في جنوب دمشق.

وتقدر الاونروا أن ستة آلاف شخص يعيشون حالياً في المخيم، الذي أنشئ في العام 1957.

و قالت مصادر محلية إن نحو 20 مدنيا قتلوا في قصف للنظام السوري المتواصل منذ نحو أسبوع، على مخيم «اليرموك».

وأضافت المصادر، للأناضول، أن القصف أسفر أيضا عن سقوط جرحى.

وأوضحت أن النظام يحاول أن يتقدم من جنوبي مخيم اليرموك، تزامنا مع قصف شديد، تسبب بدمار كبير في المخيم، الذي تقطنه نحو 2500 عائلة.

ولفتت إلى صعوبة الأوضاع التي يعاني منها المدنيون في المخيم؛ حيث لا توجد مشافي وأطباء، وسط حصار مطبق عليه.

وقتل 18 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في المخيم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس «قتل 18 مقاتلاً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين له» لترتفع بذلك الحصيلة إلى 52 عنصراً خلال ستة أيام من المعارك، فيما تقل خلال الفترة ذاتها 35 داعشياً.

وتواصل المعارك العنيفة على محاور عدة في جنوب دمشق يرافقها قصف جوي ومدفعي، وقد حقق الجيش السوري تقدماً في حيي القدم والحجر الأسود، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي والمرصد السوري.