مراسم تكريم لضحايا مقهى سيدني

تاريخ النشر: 23 ديسمبر 2014 - 11:11 GMT
البوابة
البوابة

اجرت استراليا الثلاثاء تأبينا مؤثرا للرهينتين اللذين قتلهما مختل اسلامي الاسبوع الماضي في سيدني في مراسم جنازة تحت شعار الوحدة بين الطوائف.

وقتل توري جونسون (34 عاما) وكاترينا داوسن (38 عاما) بالرصاص ليل 15 الى 16 كانون الاول/ديسمبر خلال هجوم على مقهى لينت في سيدني حيث احتجز مان هارون مؤنس الايراني الاصل صاحب ماض عنيف 17 شخصا من موظفي وزبائن المقهى.

وكان مان هارون مؤنس اجبرهما على ان يرفعا على واجهة المقهى علما اسود كتب عليه بالاحرف العربية الشهادتان "لا اله الا الله ومحمد رسول الله". وهو علم ترفعه جماعات جهادية.

وكان نشر مؤخرا على موقعه على الانترنت رسالة يعلن فيها ولاءه "لخليفة المسلمين" ما يمكن ان يعني زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا ابو بكر البغدادي.

وقتل مؤنس في هذه المأساة التي صدمت الاستراليين الذين بقوا بشكل عام في منأى من الارهاب على اراضيهم رغم مقتل عشرات منهم في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وبالي (اندونيسيا) في 2002 و2005.

واقيمت جنازة اقتصرت على المقربين لتوري جونسون مدير مقهى لينت صباح الثلاثاء في كنيسة ستيفنز بسيدني على بعد خطوات فقط من مكان احتجاز الرهائن. وقد حمل نعشه الابيض اقارب له يرتدون الزي الاسود. ووصف بالبطل في الصحافة الوطنية لانه سقط برصاص مختل بينما كان يحاول نزع سلاحه. وهذه المعلومة لم يؤكدها المحققون.

وشارك في الجنازة رئيس حكومة ولاية ويلز الجديدة في الجنوب مايك بيرد وقائد شرطة الولاية اندرو سيبيوني الذي كانت عائلته موجودة داخل مقهى لينت قبل لحظات من اقتحام مؤنس للمقهى.

وفي رسالة تهدئة بعد مقتل ابنها، اختارت عائلة جونسون الاستشهاد بعبارة للشاعر الصوفي المعروف في الادب الفارسي جلال الدين الرومي على بطاقة النعي تقول "في مكان ما بين الخير والشر يوجد حديقة. سالاقيكم فيها".

ورغم الادانة الاجماعية لعملية احتجاز الرهائن من قبل اكثر من اربعين منظمة اسلامية حتى قبل خاتمتها، سجلت الشرطة حوادث استهدفت اشخاصا من اصل اجنبي او ينظر اليهم كذلك وصفتها باعمال تنم عن "كراهية عنصرية".

ويفترض ايضا اجراء مراسم تأبين الثلاثاء للرهينة كاترينا داوسون وهي محامية وربة عائلة قتلت ايضا في عملية احتجاز الرهائن. لكن لم يكشف عن مكان وزمان هذه الجنازة بدقة.

وبالقرب من المقهى وضع الاف الاشخاص الازهار والرسائل والرسوم. فبعد اسبوع من المأساة ومع اقتراب عاصفة قررت السلطات نقلها وانهمك متطوعون من الصليب الاحمر بتنفيذ المهمة بكل وقار صباح اليوم.

وقال رئيس الوزراء في الولاية مايك بيرد "سنبحث مع العائلات في الوقت المناسب في بناء نصب دائم".

لكن هذا اليوم من التأمل لا يحجب الجدال الدائر عن الظروف التي حظي بها المختل لجهة نظام الحرية بكفالة فيما كان متهما بالتواطوء في عملية قتل كما اتهم في قضايا عديدة تتعلق بجرائم جنسية.

وقد ابطلت الاثنين المراقبة القضائية المفروضة على زوجة مؤنس المتهمة بقتل زوجته السابقة بطعنها 18 مرة وتم سجن المرأة البالغة من العمر 35 عاما.

وامر رئس الوزراء الاسترالي توني ابوت بفتح تحقيق لالقاء الضوء على عيوب قضائية محتملة، معتبرا ان عملية احتجاز الرهائن كانت "فظاعة يمكن تجنبها".

ولم يكن مان هارون مؤنس المعروف من اجهزة الشرطة مدرجا على لوائح الاهداف الخاضعة للمراقبة من جهاز مكافحة الارهاب عندما ادين لتوجيهه رسائل شتائم الى عائلات الجنود الاستراليين الذين قتلوا في العراق او في افغانستان.

وكانت استراليا التي تشارك مع الاميركيين في محاربة مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية"، رفعت في ايلول/سبتمبر مستوى الانذار لمواجهة التهديد الارهابي المتمثل بالجهاديين العائدين من العراق وسوريا.