متظاهرون يهاجمون البعتين الاميركيتين ببنغازي والقاهرة بسبب فيلم مسئ للنبي

تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2012 - 06:29 GMT
سيارة تحترق داخل القنصلية الامريكية في بنغازي
سيارة تحترق داخل القنصلية الامريكية في بنغازي

اثار فيلم مسئ للنبي محمد ردود فعل غاضبة في ليبيا ومصر، حيث هاجم متظاهرون القنصلية الاميركية في بنغازي ما اسفر عن مقتل مسؤول فيها، كما نزع متظاهرون مصريون علم الولايات المتحدة من فوق مقر سفارتها بالقاهرة.

وقال شهود ان متظاهرين مسلحين هاجموا مساء الثلاثاء مبنى القنصلية الاميركية في بنغازي بشرق ليبيا واضرموا النار فيه احتجاجا على الفيلم الذي انتجه مصريون اقباط مهاجرون في الولايات المتحدة ويحمل عنوان "محمد نبي المسلمين".

وقال عمر احد سكان بنغازي الذي كان موجودا في المكان ان “عشرات من المتظاهرين هاجموا القنصلية واضرموا النار فيها”، مؤكدا سماع اطلاق رصاص في محيط المبنى.

وقالت مصادر امنية ليبية ان اميركيا من العاملين بالقنصلية توفي إثر اشتباكات عنيفة تخللت الهجوم على القنصلية

وأكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان مسؤولا في القنصلية قتل في الهجوم.

واضافت كلينتون قائلة في بيان "سعى البعض الي تبرير هذا التصرف الاثم على انه رد على مادة تؤجج المشاعر بثت على الانترنت. الولايات المتحدة تدين أي مسعى متعمد للاساءة للمعتقدات الدينية للاخرين."

"لكن دعوني أقول بوضوح: لا يوجد مطلقا أي مبرر لاعمال عنف من هذا النوع."

وفي مصر، تجمع قرابة ثلاثة الاف متظاهر من الاسلاميين السلفيين ومن مشجعي (التراس) فريقي كرة القدم الاهلي والزمالك امام السفارة وتسلق عشرات منهم سورها الخارجي ونزع واحد منهم العلم الاميركي المعلق على المبنى ووضع بدلا منه العلم الاسود المكتوب عليه "لا اله الا الله محمد رسول الله"، وفق المصدر نفسه.

وتدخلت الشرطة من دون استخدام العنف وطلبت من المتظاهرين الذين تسلقوا سور السفارة ان ينزلوا، فاستجاب بعضهم الا ان عددا منهم ظل فوق السور.

وقام عمال السفارة الاميركية بعد ذلك بانزال العلم الاسود من فوق المبنى، بحسب ما اكد متظاهرون لفرانس برس.

وردد المتظاهرون شعارات تندد بالفيلم وبمنتجيه. وكتبوا على سور السفارة "الا رسول الله" و"لا اله الا الله".

وشاركت مجموعة من السيدات المنقبات في التظاهرة وهتفن "يا اولاد الصليب، الا محمد الحبيب".

وابدى العديد من الناشطين المؤيدين للديموقراطية ومن بينهم وائل غنيم مساء الثلاثاء استياءهم من هذه التظاهرة.

وكتب غنيم على صفحته على فيسبوك "الهجوم على السفارة الأميركية يوم 11 سبتمبر وبأعلام ارتبطت في ذاكرة المواطن الأميركي العادي بتنظيم القاعدة لن يفهم عند الرأي العام لديهم بأنه حملة غضب ضد الفيلم (..) عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل سيفهم أنه حملة احتفال بما حدث من جريمة يوم 11 سبتمبر فالمواطن الأميركي العادي ارتبط في ذهنه هذا التاريخ بذكرى أليمة مات فيها أكثر من 3000 شخص، وهو لن يفهم أساسا علاقة السفارة الأميركية بالفيلم".

وتابع "ولو كان الهدف مما يحدث الآن هو وقف الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعتقد أنه سيتحقق بل ربما سيحدث العكس تماما وسيتم استغلال هذه الأحداث لتقديم صورة سلبية في ذهن المواطن الغربي عن المسلمين".

واكدت وزارة الخارجية الاميركية ان مجموعة من المحتجين تسلقوا سور السفارة الاميركية في القاهرة الثلاثاء ونزعوا العلم الاميركي.

وقالت مسؤولة في الوزارة ردا على سؤال حول ما اذا كان المتظاهرون استبدلوا العلم الاميركي بعلم تنظيم القاعدة، ان "بعض الاشخاص اخترقوا السور وانزلوا العلم واستبدلوه. وما سمعته انهم استبدلوه بعلم اسود ليس عليه شيء. ولكن ربما اكون مخطئة في ذلك".

واصدرت السفارة الاميركية في القاهرة صباح الاحد بيانا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر اكدت فيه انها "تدين قيام بعض الافراد الضالين بايذاء مشاعر المسلمين كما تدين اي اساءة الى ابناء كل الديانات".

وكان مفتي مصر علي جمعة شجب في بيان اصدره الاحد "ما قام به بعض المتطرفين من أقباط المهجر من إعداد فيلم مسيء للرسول" معتبرا ان "هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم كونها تحاول النيل من أقدس رمز بشري لديهم وهو نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم".

وأكد المفتي رفضه "التحجج بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة" مضيفا ان "الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدساته".

ودعا جمعة "أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكرين إلى التصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان، حتى يسود العالم المحبة والإخاء".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن