مصر واسرائيل تحاولان نزع فتيل التوتر بشأن مقتل جنود مصريين

تاريخ النشر: 21 أغسطس 2011 - 03:24 GMT
بنيامين نتانياهو
بنيامين نتانياهو

 

سعت مصر واسرائيل يوم الاحد الى نزع فتيل ازمة دبلوماسية بشأن مقتل خمسة من افراد الامن المصريين خلال عملية اسرائيلية ضد متسللي الحدود لكن حشودا من المصريين يواصلون الاحتجاح امام السفارة الاسرائيلية بالقاهرة.
وقال شاهد من رويترز ان شابا مصريا تسلق 22 طابقا في المبنى الذي يضم سفارة اسرائيل وأنزل العلم الاسرائيلي ورفع علم مصر بدلا منه.
وسريعا ما اكتسب أحمد الشحات شهرة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت حيث أطلق عليه "فلاجمان" (رجل العلم) وطلب بعض مستخدمي تويتر من الحكومة اطلاق اسمه على أحد الشوارع.
ووصفه مرشح رئاسي محتمل بأنه بطل.
وقال حمدين صباحي في حسابه على موقع تويتر "الى احمد الشحات البطل الشعبي الذي احرق علم الصهاينة بعد ان دنس هواء مصر 30 عاما."
وأدانت الجامعة العربية في اجتماعها الطاريء على مستوى المندوبين يوم الاحد الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة وقالت انه يجب أن تتخذ الامم المتحدة اجراء لانهاء الهجمات.
ووصفت في بيان الهجمات الاسرائيلية بأنها انتهاك للقوانين والمعاهدات الدولية وتهديد لامن وسلام واستقرار المنطقة.
غير ان هناك اشارات على محاولة كل من مصر واسرائيل تخفيف من حدة اشد ازمة في علاقاتهما منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في شباط فبراير.
وسلط الخلاف الضوء على المحنة التي يواجهها المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر حاليا والواقع بين ضغط للحفاظ على معاهدة السلام لعام 1979 مع اسرائيل والعداء الشعبي للدولة العبرية حيث اعتبر الحادث تعديا على الكرامة الوطنية.
واستدعت وزارة الخارجية المصرية يوم السبت القائم بالاعمال الاسرائيلي وسلمته احتجاجا وطالبت باجراء تحقيق مشترك في الحادث.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان اسرائيل تأسف لمقتل المصريين واصدر تعليمات لجيشه باجراء تحقيق مشترك مع مصر التي ردت بموافقة حذرة.
في غضون ذلك ذكرت مصادر بمطار القاهرة ان وفدا يرأسه مبعوث اسرائيلي رفيع المستوى لم تحدد هويته وصل الى القاهرة على متن طائرة خاصة من تل ابيب يوم الاحد وسط استقبال محدود. واسرعت اربع سيارات بنقل الوفد من على مدرج اقلاع وهبوط الطائرات.
وذكر مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه ان مسؤولين من وزارة الدفاع المصرية والمجلس الاعلى للقوات المسلحة سيعقدون لقاء يوم الاحد.
وقالت مصر يوم السبت انها ستسحب سفيرها من اسرائيل ردا على الحادث الذي قالت انه خرق لمعاهدة السلام.
ومن غير الواضح ما اذا كانت مصر اعادت سفيرها بالفعل وسحبت بيانا شديد اللهجة يعلن سحب السفير من على موقع رئاسة مجلس الوزراء على الانترنت مما اثار تكهنات بأن القاهرة ربما تراجعت عن قرارها.
وقال متحدث باسم الحكومة المصرية ان مجلس الوزراء متمسك بالتصريحات التي ادلى بها وزير الاعلام لكنه امتنع عن ذكر اي اشارة الى خبر سحب السفير الذي أوردته ايضا وسائل الاعلام الرسمية.
واكسبت الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية كثير من المصريين جرأة التعبير عن مطالبهم في الشوارع وسمحت للاسلاميين المناهضين لاسرائيل بلعب دور اكبر في السياسات الرسمية.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن متحدث حكومي قوله "الدماء المصرية ليست رخيصة ولن تقبل الحكومة أن تضيع هذه الدماء هدرا."
واضافت الوكالة نقلا عن بيان لمجلس الوزراء صدر بعد جولة ثانية من اجتماع ازمة وزاري برئاسة رئيس الوزراء عصام شرف في ساعة متأخرة من مساء السبت ان القرار الاسرائيلي بالعمل مع مصر للتحقيق في الحادث "وان كان ايجابيا فى ظاهره الا أنه لا يتناسب مع جسامة الحادث وحالة الغضب المصرى من التصرفات الاسرائيلية.
"ان مصر اذ تؤكد حرصها على السلام مع اسرائيل الا أن تل أبيب ينبغى عليها أن تتحمل مسئولياتها أيضا فى حماية هذا السلام."
وقال البيان ان الحكومة المصرية طلبت موعدا نهائيا لانتهاء التحقيق المشترك مضيفا ان اجتماعات الازمة ستتواصل الى ان يتم نشر النتائج.
بدأت الازمة عندما قتل مسلحون ثمانية اشخاص في جنوب اسرائيل يوم الخميس في هجمات قرب الحدود المصرية التي يسهل اختراقها مما دفع القوات الاسرائيلية الى مطاردة المتسللين وقتل سبعة منهم.
وانحت اسرائيل باللائمة في الهجوم على فصيل فلسطيني دخل من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عبر صحراء سيناء المصرية.
وقتل الجيش الاسرائيلي قيادة الفصيل في غارة جوية على غزة يوم الخميس وشن اكثر من عشر غارات يوم الجمعة. ويقول مسؤولون طبيون ان ما لا يقل عن 15 فلسطينيا قتلوا بينهم خمسة مدنيين.
واطلق نشطاء فلسطينيون ما لا يقل عن 50 صاروخا على اسرائيل من قطاع غزة يوم السبت مما اسفر عن مقتل اسرائيلي واحد واصيب سبعة اخرون على الاقل.
واطلق النشطاء اكثر من عشرة صواريخ من غزة باتجاه اسرائيل يوم الاحد. وقال مصدر أمني مصري ان صاروخين على الاقل أطلقا من قطاع غزة سقطا على بلدة رفح الحدودية المصرية صباح يوم الاحد الا أنه لم تقع أضرار ولم يصب أحد.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن