معارك حلب تفتح الطريق لوحدة السوريين

تاريخ النشر: 04 أغسطس 2016 - 02:26 GMT
معارك حلب تفتح الطريق لوحدة السوريين
معارك حلب تفتح الطريق لوحدة السوريين


بقلم د. محمد زكوان بعاج
لا شك أن للسيطرة على مدينة حلب أهمية كبيرة في حسم الوضع في سورية، فقد أعلنت العصابة الأسدية جاهزيتها للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات التي فشلت جولاتها السابقة بشرط عدم وجود شروط مسبقة، وسبق ذلك إعلان النظام بأنه أطبق الحصار على حلب من جميع المحاور، ورافق ذلك الحديث الروسي عن فتح أربع معابر للخروج منها للمدنيين وكذلك للمسلحين منهم للخروج الآمن من المدينة.
قابل ذلك نوعا من القلق لدى جميع المعارضين السوريين، حيث كان السؤال هل ستنتهي الثورة السورية بحصار حلب؟
ولكن نشوة النصر لدى عصابات بشار الأسد وحلفائه لم تدم طويلا، فقد أعلن الثوار والمجاهدين من مختلف التيارات عن وحدتهم لكسر الحصار عن حلب، و اتبعوا عنصر المفاجأة في ذلك في اختيار الهجوم على مناطق غير متوقعة من قبل العصابة الأسدية والمرتزقة الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين والأفغان والروس، حيث تم الهجوم من الطرف الجنوبي للمدينة.
وتم تحقيق انتصارات كبيرة تقترب كثيرا لأن تفك الحصار على مدينة حلب.
الصور التي سربها مقاتلوا المعارضة المسلحة على الأرض للأسلحة التي يتم استخدامها تدل على أنه تم استخدام أسلحة بدائية محلية الصنع في قتالهم، وعلى غياب دعم واضح من قبل الدول الإقليمية والكبرى، إلا أن إسقاط المروحية الروسية الذي تم في منطقة جزرايا فاجئ الروس الذين قالوا بأن المروحية أسقطت بصاروخ أمريكي. وبنفس الوقت اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية روسيا والعصابة الأسدية باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا في المكان الذي سقطت فيه المروحية الروسية ذهب خلالها 31 مدنيا.
تخوف بعض السوريين من هجوم التحالف الذي تقوده جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من الهجوم المذكور، حيث أن أجندة النصرة تعتبر بعيدة جدا عن أجندة الثورة السورية في تحقيق أهداف الثورة في دولة العدالة والمواطنة، ورأى الآخرين بأن التحالف الطائفي الذي حشدته العصابة الأسدية من إيران ولبنان والعراق والافغان يتطلب الصمت عن ذلك وضرورة دعم جميع القوى التي تعمل ضد العصابة الأسدية التي تسببت بالكثير من الآلام والأحزان منذ أكثر من خمس سنوات.
إلا أن إعلان النصرة مؤخرا عن فك ارتباطها بالقاعدة هو نوع من أنواع التناغم مع الظروف الجديدة في سورية وطرحت بذلك نفسها كشريك سوري في أي عملية سياسية مقبلة، أي بالمشرمحي بداية حملة انتخابية وخاصة بعد أن كشف زعيمها الجولاني اللثام عن وجهه.
وجاءت عملية فك الحصار عن حلب لتظهر أن جبهة فتح الشام - النصرة سابقا هي شريك رئيسي في تحرير سورية لا يمكن أن يتم تجاوزه.
الهيئة العليا للمفاوضات رحبت بإنفكاك النصرة عن القاعدة، وسمعنا أصواتا تطالب بضرورة مشاركة جبهة فتح الشام ( النصرة سابقا) في الهيئة العليا للمفاوضات، لأن لها قوة ضاربة على الأرض تستطيع تنفيذ جميع جميع الإلتزامات التي يمكن أن تخرج عن المفاوضات.
أعتقد أن الخطوة الأولى للنصر تحتاج لتقبل جميع المكونات السورية لبعضها البعض سواء كان علماني أو إسلامي ويحتاج لأن يسمع الجميع أصوات الطرف الآخر وتقبل الاختلاف مهما كان مؤلما، ومن الضروري ان يتم العمل وفق وثيقة تظهر حرص الجميع على إظهار الانتماء الوطني والابتعاد عن الممارسات و الالفاظ والكلمات التي تفرق المجتمع كالطائفية والمناطقية وغيرها، وليكن صندوق الانتخابات هو الحكم في المستقبل.
د. محمد زكوان بعاج
وارسو - بولونيا