تواجه السلطات الجديدة في ليبيا مقاومة شرسة من القوات الموالية للقذافي في بني وليد وسرت لكنها في المقابل تواصل مطاردة المقربين من الزعيم الليبي الفار خصوصا مع التقدم رسميا بطلب اعتقال احد ابنائه بعد ان لجأ الى النيجر. وبعد اكثر من شهر على دخولها طرابلس تواجه قوات المجلس الوطني الانتقالي منذ ايام مقاومة شرسة في هاتين المدينتين.
وفي سياق متصل، ذكر تقرير إعلامي اليوم أن ثوار مدينة مصراتة تمكنوا من القبض على موسي ابراهيم الناطق الرسمي باسم نظام العقيد معمر القذافي، وهو متنكر في زى امرأة ترتدي الخمار.
وقالت قناة "مصراتة الحرة" في تقرير لها اليوم، الخميس إن "ثوار مصراته تمكنوا الليلة الماضية من إلقاء القبض على بوق القذافي المدعو موسي ابراهيم فى الطريق بين بوابتي الـ 30 والـ 50 في مدينة سرت، وهو متنكر في زي امرأة ويرتدى الخمار".
وأشارت إلى أن مجموعة من "كتيبة الأحرار"- إحدى الكتائب التابعة لثوار مصراته- تمكنت من إحباط محاولة موسى ابراهيم للهرب من مدينة سرت وسط أهالي المدينة الذين يفرون من هول المعارك الدائرة بين الثوار والكتائب الأمنية الموالية للقذافي.
وأضافت القناة أنها سوف تعرض صورا ولقطات تليفزيونية لموسي ابراهيم أثناء عملية القبض عليه ونقله لمكان آمن، حال وصولها إليها.
وقد يكون اثنان من ابناء القذافي في مدينتي سرت وبني وليد. وقال احمد باني الناطق باسم "وزارة" الدفاع في المجلس الوطني "المعلومات الاكيدة وما نعرفه هو ان سيف الاسلام في بني وليد وشقيقه معتصم في سرت".
وفي موازاة المعارك، تواصل السلطات الجديدة ملاحقة مقربين من القذافي والخميس اصدرت شرطة الانتربول للمرة الاولى "مذكرة حمراء" بناء على طلب المجلس الوطني لتوقيف الساعدي القذافي الذي لجأ الى النيجر في 11 ايلول (سبتمبر).
وقال بيان صدر عن مقر الانتربول في ليون (وسط شرق فرنسا) ان "الانتربول اكد المعلومات التي افادت ان الساعدي القذافي (38 عاما) شوهد اخر مرة في النيجر وهذه المذكرة الحمراء تشكل تنبيها اقليميا ودوليا للدول المجاورة لليبيا وللنيجر (...) بالمساعدة على تحديد مكان وتوقيف الساعدي القذافي".
والساعدي القذافي ملاحق من قبل السلطات الليبية الجديدة التي تتهمه ب"الاستيلاء على املاك بالقوة والترهيب حين كان يتولى رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم"، كما افاد الانتربول.
وذكر الانتربول انه "بصفته قائدا للوحدات العسكرية التي يحتمل انها كانت ضالعة في قمع تظاهرات المدنيين خلال الانتفاضة الليبية، يخضع الساعدي القذافي ايضا لحظر سفر وتجميد املاكه بامر من الامم المتحدة في اذار (مارس)".
وفي التاسع من الشهر الحالي اصدر الانتربول "مذكرة حمراء" باعتقال معمر القذافي ونجله سيف الاسلام وصهره عبد الله السنوسي المدير السابق لاجهزة الاستخبارات الليبية بعد ان صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية.
ميدانيا دارت معارك ضارية مساء الاربعاء في سرت التي تبعد 360 كلم شرق طرابلس والتي يحاول مقاتلو المجلس الانتقالي الاستيلاء عليها منذ 15 ايلول (سبتمبر).
وصباح اليوم قال كان على بعد كلم من خط الجبهة في الجهة الشرقية من المدينة ان رشقات متقطعة من رشاشات ثقيلة كانت تسمع.
ومساء الاربعاء صرح احد القادة طالبا عدم كشف اسمه "دارت معارك عنيفة اليوم. تعرض رجالنا لهجمات شرسة. كانت المعارك عنيفة في محيط ميناء سرت وفي شرق المدينة".
وقبل يومين اعتبر الاستيلاء على الميناء انتصارا كبيرا في معركة قوات المجلس الوطني الانتقالي للسيطرة على هذه المدينة. وقال: "الوضع يتغير من يوم لاخر. يكون النصر لنا يوما وفي اليوم التالي يكون لهم".
واضاف: "لقد خسروا كل شيء، انها معركتهم الاخيرة ولهذا يقاتلون بشراسة. قواتنا تتلقى ضربات قاسية. اليوم تراجعنا مسافة ثلاثة كيلومترات".
وتابع: "لم يكن هناك تنسيق واصيبت مجموعة من عناصرنا بصاروخ اطلقته احدى دباباتنا التي كانت وراءهم. وقتل ثلاثة رجال".
وفي حادث اخر مرتبط بسوء التنظيم في صفوف قوات المجلس الانتقالي قتل عنصران واصيب 18 في صاروخ اطلق عرضا من مستودع للاسلحة وسقط على غرفتهما بحسب مصادر طبية في مستشفى ميداني على بعد حوالى 50 كلم غرب سرت. وفي بني وليد التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس يواجه مقاتلو المجلس الانتقالي مقاومة شرسة ولم يتقدموا منذ ايام.
وطلب احد قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي على جبهة بني وليد "مساعدة اكبر من حلف شمال الاطلسي".
واكد الحلف الاطلسي الاربعاء انه "لم يخفض نشاطه في ليبيا" مذكرا بان "هدف الحلف ليس دعم قوات المجلس الوطني الانتقالي على الارض".
واضافة الى طلب اعتقال الساعدي القذافي طلبت السلطات الليبية الجديدة من تونس تسليمها رئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي من خلال اصدار مذكرة جلب. ولا يزال البغدادي المحمودي معتقلا في سجن المرناقية بالقرب من تونس بالرغم من تبرئته.
وقال احد محاميه مبروك خورشيد ان "بقاءه في السجن بالرغم من تبرئته من قبل القضاء الثلاثاء ليس قانونيا، انها مناورة من اجل اصدار مذكرة جلب بحقه". والبغدادي المحمودي الذي حكم عليه بالسجن ستة اشهر في 22 ايلول (سبتمبر) بتهمة دخول تونس بصورة غير مشروعة، تمت تبرئته الثلاثاء من قبل القضاء التونسي.