قتل 11 شخصا في اشتباكات جديدة وقعت اليوم الثلاثاء بين العرب والاكراد في بلدتي رأس العين وجيلانبينار شمال شرقي سوريا في اعقاب أعمال شغب في مطلع الاسبوع. ودعت احزاب سورية الى بحث عن حل سياسي للمشكلة الكردية في سوريا.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان محليين وقوات امن تركية قولها أن قوات الامن السورية فرضت حظر تجول في بلدة راس العين بالقرب من بلدة جيلانبينار التركية الحدودية بعد مقتل خمسة في قتال هناك الاثنين.
وقالت مصادر سورية محلية في اتصال هاتفي من تركيا ان عضوا بارزا في قبيلة محلية كان بين القتلى. وأصيب 30 أخرون في الاشتباكات.
وأضافت المصادر أن جماعة كردية هاجمت مركز للشرطة في بلدة العامودة الاثنين مما أسفر عن مقتل قائد شرطة وأربعة ضباط وجندي.
وتابعوا أن الجيش السوري أرسل قوات اضافية للمنطقة لتهدئة الوضع. وشددت اجراءات الامن كذلك على الجانب التركي من الحدود.
وقالت مصادر كردية لـ"البوابة" ان الاشتباكات اندلعت اليوم الثلاثاء في ذكرى مذبحة حلبجة حيث اعتاد السكان على احياء المناسبة سنويا الساعة 11.45 بالنزول إلى الشوارع والوقوف 5 دقائق حدادا قبل العودة إلى منازله وقامت قوات من الشرطة باطلاق النار على المحتفلين في الشارع لحملهم على العودة الى منازلهم وقامت باعتقال عدد منهم.
وقالت المصادر ان "المغمورين العرب" وهم سكان يقيمون على شريط طويل يفصل بين المناطق التي يسكنها الاكراد والعرب، قتلوا شخصين من عشيرة ميلان الكردية في منطقة راس العين فردت العشيرة بقتل اثنين من المغمورين الامر الذي فاقم الامور بشكل اكبر.
من جهته قال بشار علي عضو مكتب السياسي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي ان هناك خلفية سياسية بغرض اثارة الفتن بين الحركة الكردية والقبائل العربي لصرف الانظار عن مسالة الصراع مع الشرطة إلى صراع كردي عربي.
واضاف بشار علي الذي كان يفاوض السلطات السورية انه التقى مع لجنة مكونة من 5 ضباط برتبة لواء منهم هشام بختيار ومحمد منصورة مسؤول كبير في الاستخبارات وقد التقينا بناء على طلبهم لوضع حد لهذه المآسي
وحول اخر التطورات في المحادثات قال علي ان السلطات ابلغتهم انها غير قادرة على ضبط الاوضاع والسيطرة بشكل كامل الا ان الجانب الكردي حسب ما يقول بشار على يشك في صحة ذلك وقال نلاحظ ان هذه اللجنة غير محايدة وتنحاز للجانب العربي "نطفئ التوتر في الحسكة فنراها اشتعلت في القامشلي وراس العين على اشد" ووفقا للقيادي الكردي.
واتهم بعض الاوساط "السلطوية" بالوقوف وراء اثارة هذه النعرات وقال ان هناك اوساط في السلطة السورية مازالت تدين بالولاء لنظام صدام السابق
ومع اعلان الفدرالية في العراق واستقرار الوضع في كردستان العراق والتوقيع على قانون ادارة الدولة اشتد الوضع هنا في سورية للانتقام منا وقد وصل عدد القتلى في محافظة الحسكة إلى 21 شخص وعدد في محافظة حلب واعداد كبيرة من الجرحى كما تعرض بعض المعتقلين إلى التعذيب
اعتقالات
واعلن المحامي انور البني عضو جمعية الدفاع عن حقوق الانسان في سوريا ان مئات السوريين من اصل كردي اوقفوا منذ اندلاع الاضطرابات الجمعة في شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية.
وقال البني "لدينا لائحة بثلاثين اسما تقريبا اوقفوا في منطقة دمر ومعلومات عن عدد غير معروف من الاعتقالات في المناطق الشمالية الشرقية".
واضاف "صحيح ان اخواننا السوريين الاكراد قاموا باعمال عنف ندينها لكن السلطة لم تاخذ بعين الاعتبار نصائحنا وبدلا من الحوار استعملوا العنف".
وتابع ان "سياسة العصا غير مجدية وتوصل الى الحائط المسدود وتغذي مؤامرات القوى الخارجية التي تريد زعزعة الاستقرار في سوريا".
وقال البني، الناشط في مجال حقوق الانسان، انه توجه الاحد الى دمر حيث توجد تجمعات الاكراد لتهدئة النفوس.
واضاف ان السكان الذين بلغتهم انباء الاضطرابات في القامشلي والحسكة كانوا في حالة غليان وتظاهروا في الشوارع ودمروا سيارة شرطة واعمدة كهربائية فيما ارسلت قوات مكافحة الشغب الى المكان.
وتابع البني "حاولت التفاوض بين الطرفين ونجحت في سحب المتظاهرين ولكن بعدما تركت عادت اعمال الشغب واختارت السلطات اساليب القمع".
وقال ان قوات الشرطة دخلت ليل الاحد الاثنين الى احياء جبل الرز في دمر واوقفت عددا كبيرا من الاشخاص. وتابع ان اعتقالات جرت ايضا في شمال شرق سوريا لكن لم يتسن له اعطاء ارقام
وجاءت هذه الاشتباكات في أعقاب أعمال شغب كردية في مطلع الاسبوع أسفرت عن سقوط 14 قتيلا في بلدة القامشلي حيث تعرضت محطة قطارات ومدارس ومكاتب حكومية لاضرار بالغة.
وبدأت اعمال الشغب بسبب شجار وتدافع في مباراة لكرة القدم في القامشلي وأمتدت الى عدة بلدات أخرى.
وقالت مصادر مقربة من الحكومة ان الساسة الاكراد حاولوا تحويل أعمال الشغب في مباراة لكرة القدم الى قضية سياسية في اشارة الى معاناة نحو 200 ألف كردي لا يعترف بهم كمواطنين.
وهناك نحو مليوني كردي يقيمون في سوريا التي يبلغ تعداد سكانها 17 مليون نسمة. لكن المسؤولين السوريين يتجنبون الاشارة الى الاكراد باعتبارهم أقلية مؤكدين على أهمية الوحدة الوطنية.
ويتولى الاكراد وأفراد أقليات أخرى مناصب بارزة في الحكومة والجيش.
ويوم الاثنين دخل نحو 20 كرديا القنصلية السورية في جنيف احتجاجا على سقوط قتلى في مطلع الاسبوع.
دعوة الاحزاب
ودعت 11 حركة سورية سياسية وثقافية وللدفاع عن حقوق الانسان في بيان اليوم الى حل سياسي بعد المواجهات بين الاكراد وقوات الامن التي اوقعت 19 قتيلا و150 جريحا في نهاية الاسبوع الماضي شمال شرق سوريا.
ودعا البيان الذي وقعته الحركات الى "معالجة الاسباب السياسية (خلف) التطورات الخطيرة التي تشهدها بلادنا اثر احداث القامشلي المؤلمة" شمال شرق سوريا.
واكدت الحركات ان هذه الاحداث "تعود الى احتقان طويل كرسه الاستبداد وتفشي الفساد وسياسات التمييز بحق المواطنين الاكراد وغياب الديموقراطية والحريات العامة والمساواة امام القانون".
وندد البيان ب"استسهال اطلاق الرصاص على المواطنين العزل من قبل قوات الامن وحملات الاعتقال التي طالت المئات" من المواطنين الاكراد. كما دان من جهة اخرى "اعمال الشغب (التي قام بها الاكراد) والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والاساءة الى علم البلاد، اهم رموز وحدتنا الوطنية". وبين الحركات الموقعة على البيان التجمع الوطني الديموقراطي (ائتلاف خمسة احزاب سورية محظورة) وجمعية حقوق الانسان في سوريا وحزب العمل الشيوعي وعدد من الاحزاب الكردية—(البوابة)—(مصادر متعددة)