استهدفت غارتان صاروخيتان بطائرة اميركية بدون طيار الخميس موقعين لمتمردين قتل فيهما 13 مقاتلا على الاقل في وزيرستان الشمالية قرب الحدود الافغانية.
واطلقت الطائرة صواريخها على هدفين منفصلين في هجومين تفصل بينهما ساعات على ما يعتبر اهم معاقل طالبان والقاعدة في باكستان، وذلك بالتزامن مع استقبال حكومة اسلام اباد رئيسي افغانستان وايران لعقد قمة.
وقتل خمسة مسلحين في الغارة الاولى التي استهدفت "معسكرا يستخدمه متمردون في بلدة سبالغا قرب ميرانشاه" على ما صرح مسؤول امني باكستاني لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه.
واستهدفت الغارة الثانية سيارة قرب بلدة مير علي على بعد حوالى 25 كلم شرقا، وقتل فيها ثمانية مقاتلين على الاقل.
وقال مسؤول باكستاني لفرانس برس ان "الحصيلة قد ترتفع" علما ان الغارة الثانية استهدفت مسلحين في شاحنة بيك اب ذات قمرتين.
وتابع "قتل ثمانية مسلحين على الاقل في الغارة الثانية" مشيرا الى انهم جميعا "اجانب".
وافاد مسؤول امني آخر في ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية عن مقتل 12 مقاتلا مؤكدا انهم جميعا مقاتلين مسلحين من الاوزبك.
وقال "احترقت السيارة وتشوهت جثث القتلى الى حد كبير".
وتعتبر الولايات المتحدة ان المنطقة القبلية الباكستانية تشكل ملاذا لمقاتلي طالبان في افغانستان ومجموعات القاعدة التي تدبر هجمات في الغرب وعناصر طالبان الباكستانية الذين يستهدفون بانتظام باكستان ومقاتلين اجانب اخرين.
وقتلى الغارة الاولى يعتبرون من انصار بدر منصور وشبكة حقاني الموالية لطالبان افغانستان التي يعتقد ان قادتها يتخذون مقرا في وزيرستان الشمالية، بحسب مسؤول باكستاني.
واعلن مسؤولون باكستانيون الخميس الفائت عن مقتل بدر منصور الذي يعتبر "زعيم القاعدة في باكستان بحكم الامر الواقع" في ضربة صاروخية من طائرة بدون طيار في وزيرستان الشمالية.
ويقول المسؤولون في الاستخبارات الباكستانية ان بدر منصور الذي ينتمي الى ديرة غازي خان في وسط باكستان، كان المسؤول الرئيسي عن العديد من الهجمات الانتحارية التي تشهدها البلاد منذ اكثر من اربعة اعوام وتنفذها خصوصا حركة طالبان باكستان. واوقعت هذه الهجمات قرابة 5 الاف قتيل منذ صيف 2007.
وتعتبر الولايات المتحدة ان شبكة حقاني تقف وراء بعض اضخم الهجمات في وكابول بما فيها محاصرة السفارة الاميركية في ايلول/سبتمبر الفائت.
واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الشهر الماضي للمرة الاولى ان الطائرات الاميركية بدون طيار تستهدف عناصر من طالبان والقاعدة على الاراضي الباكستانية لكن المسؤولين الاميركيين لا يتطرقون الى تفاصيل هذا البرنامج السري.
وبحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس تم تسجيل 45 ضربة صاروخية اميركية في المنطقة القبلية الباكستانية في 2009 حين تولى اوباما الرئاسة و101 في العام 2010 و64 في 2011.
وقد تكثفت هذه الضربات مع قرار ادارة اوباما سحب كل القوات المقاتلة الاجنبية من افغانستان بحلول العام 2014.
واظهرت البرقيات الدبلوماسية الاميركية المسربة الى موقع ويكيليكس في اواخر 2010 ان القادة المدنيين والعسكريين في باكستان يؤيدون في مجالسهم الخاصة هذه الضربة رغم الادانات الشعبية لها في بلد لا يحظى فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بتاييد.
ويقول معهد "نيو اميركا فاونديشن" في واشنطن ان الضربات الصاروخية في باكستان اوقعت ما بين 1715 و 2680 قتيلا في السنوات الثماني الماضية.
وتجري باكستان مراجعة لتحالفها مع الولايات المتحدة كما اغلقت حدودها مع افغانستان امام قوافل التموين التابع للحلف الاطلسي منذ غارة تشرين الثاني/نوفمبر.
كما امرت الموظفين الاميركيين في قاعدة شمسي الجوية في جنوب غرب باكستان التي يعتقد انها شكلت محطة للطائرات بدون طيار التابعة للسي اي ايه.