اعترض عشرات المستوطنين المتطرفين طريق قافلات المساعدات الإنسانية المتجهة من الأردن إلى قطاع غزة عبر جسر الملك حسين ، في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع وتصاعد الكارثة الإنسانية نتيجة حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب ما أوردته صحيفة معاريف العبرية، فإن من وصفتهم بـ"نشطاء حركة الأمر 9" اليمينية المتطرفة اعترضوا شاحنات محملة بالمساعدات كانت في طريقها إلى القطاع. وتُعرف الحركة التي أسسها المستوطنان يوسف وريعوت بن حاييم في مستوطنة نتيفوت بالنقب، بمواقفها المتشددة، وترفع شعار "لا مساعدات حتى يعود آخر الأسرى من غزة".
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن عددًا من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة نسقوا مع الحركة اليمينية لمنع مرور المساعدات، مؤكدين أن هذه الاحتجاجات ستتوسع قريبًا لتشمل معابر ومسارات إضافية.
ويأتي هذا التطور في وقت حرج، إذ تحذر منظمات دولية من كارثة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، حيث يعاني نحو 1.5 مليون فلسطيني من النزوح القسري بسبب تدمير منازلهم، وسط شح حاد في المواد الغذائية والطبية، نتيجة القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد نشرت، الأحد، تحذيرًا عبر منصة "إكس" من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين سكان غزة، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءًا منذ مارس/آذار الماضي بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول المساعدات.
ومنذ 2 مارس/آذار، تغلق سلطات الاحتلال معظم معابر غزة، وتسمح بدخول عدد محدود من الشاحنات، في وقت تشير التقديرات الأممية إلى حاجة القطاع لأكثر من 500 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وتتجاهل سلطات الاحتلال أوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية تدعو إلى وقف فوري للعدوان والسماح بوصول الإغاثة، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية التي أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من 196 ألف فلسطيني، إضافة إلى آلاف المفقودين.