مهندس "غزو العراق".. هل سيتولى بلير حكم غزة؟

تاريخ النشر: 27 سبتمبر 2025 - 09:13 GMT
توني بلير

أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً قالت فيه نقلاً عن مسؤولين عرب وأميركيين إن من المتوقع أن يتولى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير منصب "الحاكم المؤقت" لقطاع غزة، بموجب خطة "مقترحة" من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

التقرير، أورد أن بلير سيرأس هيئة جديدة باسم "السلطة الانتقالية الدولية"، تحظى بدعم الأمم المتحدة، وتتولى إدارة غزة لعدة سنوات بمشاركة تكنوقراط فلسطينيين، وبإسناد من قوة دولية بقيادة عربية، وذلك إلى حين تسليم السيطرة الكاملة للفلسطينيين.

بلير؛ الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 1997 و2007، كان أحد أبرز مهندسي "الحرب على الإرهاب" إلى جانب الولايات المتحدة، وأرسل قوات بريطانية إلى أفغانستان والعراق. ورغم عدم ملاحقته قضائيًا، يطالب منتقدون منذ سنوات بمحاكمته في لاهاي بسبب دوره في الغزو غير القانوني للعراق عام 2003.

الطرح؛ وإن كان لا يغدو كونه مجرد "اقتراح" إلا أنه أثار موجة غضب وانتقادات حادة، إذ وصف منتقدو القرار بلير بأنه "مجرم حرب" وأنه مهندس صفقة غزو العراق عام 2003.

فقد علّقت ليندسي جيرمان، منسقة "ائتلاف أوقفوا الحرب" في بريطانيا، بسخرية عبر وسائل التواصل: "إنه مجرم الحرب الأول، يخطط الآن للمساعدة في التطهير العرقي والاضطهاد. بعد إنجازاته في أفغانستان والعراق!".

واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات لوزراء ومسؤولين سابقين وحاليين، اعتبرت في غالبيتها الساحقة أن بلير "عقبة أمام الجهود الفلسطينية الرامية لإقامة دولة مستقلة، كما يُحمَّل إقليميًا مسؤولية دعمه الغزو الأمريكي للعراق".

وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس ردّ قائلًا: "مجرمو حرب يقترحون مجرم حرب لقيادة غزة… لكانت كوميديا لولا أنها مأساة".

بدوره، مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية  (CAIR)، أصدر بيانًا على لسان مديره التنفيذي إدوارد أحمد ميتشل، قال فيه: "اقتراح أن يتولى توني بلير—أحد مهندسي الاحتلال الكارثي للعراق، والمدافع عن جرائم إسرائيل في غزة— السيطرة على غزة أمر جنوني ومشين. هذا مشروع استعماري جديد ينبغي على إدارة ترامب رفضه".

شاندني ديساي، أستاذة مساعدة في جامعة تورونتو، قالت: "المملكة المتحدة تقول إنها تعترف بفلسطين، لكن هل عاد الانتداب البريطاني؟ توني بلير، الذي أسهم في قتل مليون عراقي، هو الآن مرشح واشنطن لإدارة غزة. الإمبراطورية لم ترحل، وغزة لا تحتاج حاكمًا استعماريًا بل الحرية وتقرير المصير".

المصدر: وكالات

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن