موجة غضب تجتاح العالم الاسلامي بسبب الفيلم المسئ

تاريخ النشر: 13 سبتمبر 2012 - 02:59 GMT
متظاهرون امام السفارة الاميركية في صنعاء
متظاهرون امام السفارة الاميركية في صنعاء

اقتحم متظاهرون غاضبون من الفيلم المعادي للاسلام السفارة الاميركية في صنعاء، بينما هددت جماعة عراقية المصالح الاميركية في البلاد بسبب الفيلم الذي اطلق موجة اعمال عنف دامية في العديد من الدول الاسلامية.

وجاء الهجوم بعدما اقتحم متظاهرون القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية مساء الثلاثاء وقتلوا السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من موظفي السفارة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه ستتم ملاحقة منفذي الهجوم وأمر مدمرتين أمريكيتين بالتوجه إلى الساحل الليبي.

وهاجم متظاهرون السفارة الامريكية في مصر أيضا وهناك مخاوف من تنظيم احتجاجات في دول أخرى بالعالم الاسلامي.

ويلقي المحتجون باللائمة على الولايات المتحدة في الفيلم الذي يصور النبي محمد ويعتبره المسلمون مسيئا. وأدانت واشنطن الفيلم.

وقال شهود إن مئات المتظاهرين اليمنيين اقتحموا السفارة الأمريكية في صنعاء يوم الخميس احتجاجا على الفيلم قبل ان تفرقهم قوات الامن التي قامت بإطلاق النار في الهواء.

وهشم محتجون شبان رددوا هتافات بأنهم يفتدون الرسول بارواحهم نوافذ مكاتب الأمن خارج السفارة بالحجارة وأحرقوا خمس سيارات على الأقل قبل أن يقتحموا البوابة الرئيسية للمجمع الذي يخضع لحراسة مشددة بشرق صنعاء.

وقال مصدر أمني إن 15 شخصا على الأقل أصيبوا وبعضهم أصيبوا بطلقات رصاص واعتقل 12 شخصا.

وقال متحدث باسم السفارة لرويترز عبر الهاتف مع استمرار الاشتباكات "تفيد التقارير الأولية بأن كل موظفي السفارة بخير ومكانهم معروف."

وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أدان الهجوم وشكل لجنة للتحقيق بعدما فشلت قوات الأمن في منع المتظاهرين من الوصول إلى المجمع.

وفي سياق متصل، هددت جماعة عراقية نفذت بعضا من أعنف الهجمات ضد الأجانب خلال حرب العراق يوم الخميس المصالح الأمريكية بالبلاد بسبب الفيلم .

وقال قيس الخزعلي زعيم جماعة عصائب أهل الحق "إن الاساءة الى شخص الرسول سيجعل كل المصالح الامريكية في خطر ولن نغفر لهم ذلك."

وخرجت مظاهرات للاحتجاج على الفيلم في بغداد يوم الخميس وفي مدينة البصرة الواقعة على بعد 420 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة. ونزل المئات من أتباع رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر إلى الشوارع ودعوا الحكومة العراقية إلى إغلاق السفارة الأمريكية.

وشجب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الفيلم ووصفه بأنه مشين وعنصري لكنه دعا المسلمين إلى عدم الرد عليه بالعنف.

وقال المالكي في بيان يوم الخميس "إن الرد الطبيعي على هؤلاء المشبوهين واعمالهم المشينة يكون بالتعاون بين اتباع الديانات السماوية على محاصرة العنصريين وعدم نشر افكارهم الخطيرة والامتناع عن اللجوء الى العنف والتحلي بمبادئ الاسلام وقيمه الحضارية."

واحتشد مئات المحتجين في حي مدينة الصدر ببغداد ورفعوا صورا للصدر وأحرقوا الأعلام الأمريكية ورددوا هتافات مثل "الموت لأمريكا."

وقال الشيخ رياض الوائلي وهو مساعد للصدر للصحفيين "أوجه كلامي الى المسلمين جميعا إلى متى يبقون في هذا السبات؟ إلى متى لن يكون هناك رادع حقيقي؟ ... لذلك اليوم لا يكفي الاستنكار والشجب الا برادع حقيقي."

وكان عدد المشاركين في المظاهرة بالبصرة بالمئات وشارك رجال دين سنة وشيعة فيها ونظمها مكتب الصدر.

وقال الشيخ يعرب المحمداوي الذي شارك في الاحتجاج لرويترز "نطالب بطرد السفير الامريكي من العراق لان هذه الامور تجرى تحت رعاية أمريكية وهدفها الاساءة إلى الاسلام والمسلمين."

وخرجت مظاهرة أصغر في مدينة النجف العراقية الواقعة على بعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد.

وفي نيجيريا، حذرت سفارة الولايات المتحدة من مخاطر اعمال عنف قد ترتكبها مجموعات متطرفة تستهدف بها الاميركيين وغيرهم من الغربيين.

واعلنت السفارة في بيان ان "متطرفين قد يحاولون استهداف مواطنين اميركيين وغيرهم من الغربيين في نيجيريا".
ونشرت "رسالتها العاجلة" اثر مقتل السفير الاميركي في بنغازي في هجوم على القنصلية الاميركية وهجمات اخرى مناهضة للاميركيين في مصر واليمن منذ الاربعاء.

ووضعت نيجيريا الاربعاء كل السفارات والبعثات الاجنبية "تحت حراسة مشددة لمدة 24 ساعة" اثر الهجوم على قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي.
وبرر المتحدث باسم الشرطة فرانك مبا في حديث لفرانس برس ذلك القرار بان العنف "قد ينتقل الى مناطق اخرى من العالم".

واعتقل الجيش النيجيري احد عشر جهاديا مفترضا وصادر اسلحة ومتفجرات خلال عملية شنها بالقرب من مدينة مايدوغوري (شمال شرق) التي تشهد اعمال عنف، حسب ما اعلن متحدث عسكري الاربعاء.

الى ذلك، فقد تظاهر حوالى 500 شخص الخميس احتجاجا على الفيلم المعادي للاسلام قرب سفارة سويسرا بطهران التي تمثل المصالح الاميركية في ايران على ما افاد مصور فرانس برس.

وجرت التظاهرة التي نظمتها جمعية طلابية متشددة قرب السفارة لكن نحو 200 شرطي من قوات مكافحة الشغب ورجال الاطفاء منعوا المتظاهرين من الاقتراب من السفارة التي اخليت من موظفيها من باب الوقاية.

واعتبرت ايران الاربعاء الفيلم "شنيعا".

كما الغى الرئيس الافغاني الخميس زيارة الى الخارج خشية اندلاع اعمال عنف في بلاده بسبب الفيلم .

وضمت اندونيسيا اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، صوتها الى افغانستان في الطلب من موقع يوتيوب وقف بث الفيلم الذي اثار احتجاجات لاهانته النبي محمد.

وتعمل السلطات الاندونيسية ايضا مع مزودي الانترنت لمنع الوصول الى الفيلم، بحسب المتحدث باسم وزارة الاعلام غاتوت ديوا بروتو لفرانس برس.

وحتى الان لم تندلع اي اعمال عنف في اندونيسيا حيث تتبع غالبية السكان البالغ عددهم 240 مليون نسمة اسلاما معتدلا.

ولم يصدر بعد اي رد فعل في افغانستان حيث تشن القوات الاجنبية التي تقودها الولايات المتحدة حربا مستمرة منذ عقد على حركة طالبان المتطرفة.

والاربعاء ناقش كرزاي والرئيس الاميركي باراك اوباما كيفية "المساعدة على ضمان ان لا تشكل الظروف التي ادت الى العنف في ليبيا ومصر تهديدا للقوات الاميركية او الافغانية".

ودانت الحكومة الافغانية الفيلم ووصفته "بغير الانساني والمهين" وقالت باكستان انه انتاج "شنيع" يثير الكراهية بين الاديان في ذكرى هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

والهند ثالث اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان بعد اندونيسيا وباكستان، استنفرت قوات الامن المنتشرة امام البعثات الاميركية لديها.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية كولديب سينغ داتواليا "امرنا ضباط الامن بتوخي الحذر ومنع حصول اي اعمال لا يمكن السيطرة عليها".

واضاف "لا داعي للقول اننا قلقين بشان كافة التداعيات في الداخل ودوليا في حال حدوث اي شيئ. لذا نقوم بالمزيد من الاجراءات الاحترازية، في خطوة استباقية".

وفي اسلام اباد قال مسؤول كبير في الشرطة خرم رشيد انه "تم تعزيز الاجراءات الامنية لمواجهة اي تهديد محتمل للسفارة الاميركية" التي تقع في جيب امني محصن وسط العاصمة الباكستانية.

واضاف "نتوقع احتجاجات غدا ونستعد لمعالجتها"، مشيرا الى ان الدخل الى السفارة الاميركية منع وتم زيادة عدد عناصر الامن حولها.

وفي بنغلادش التي شهت تظاهرات شارك فيها عشرات الالاف احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي في صحيفة دنماركية في 2006، امرت السلطات بنشر المزيد من الشرطة المسلحة في السفارة الاميركية وغيرها.

وفي كوالامبور، عاصمة ماليزيا ذات الغالبية المسلمة، حثت السفارة الاميركية الاميركيين على تجنب التجمعات الكبيرة ونبهت الى احتمال اندلاع اضطرابات مع صلاة الجمعة.

وفي الفيليبين التي تضم عددا كبيرا من الكاثوليك وموطن مجموعة ابو سياف الاسلامية المتطرفة، قالت السلطات ان قوات كوماندوس الشرطة تقوم بحراسة السفارة الاميركية في مانيلا على مدار الساعة منذ اندلاع الاحتجاجات واعمال العنف في ليبيا ومصر.