اعتبر العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن الدعوة لإجراء حوار حول ما يجري في سوريا "لن تكون مجدية" في تغيير الوضع على الأرض، كما انتقد لجوء روسيا إلى استخدام حق "الفيتو"، لإجهاض مشروع قرار دولي بمجلس الأمن، لوقف آلة القتل في سوريا.
وقال الملك السعودي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، إنه "كان من الأولى من الأصدقاء الروس أن قاموا بتنسيق روسي عربي، قبل استعمال حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن"، وتابع قائلاً: "أما الآن، فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي."
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الملك عبدالله تلقى اتصالاً من الرئيس ميدفيديف، والذي "استعرض مع خادم الحرمين الشريفين العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع في المنطقة، وخاصةً ما يجري في سوريا."
وقالت إن الرئيس الروسي أبدى وجهة نظر الحكومة الروسية تجاه الأحداث الجارية في سوريا، بينما أكد الملك عبدالله أن "المملكة العربية السعودية لا يمكن إطلاقاً أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي، تجاه الأحداث الجارية في سوريا."
وكان العاهل السعودي قد حذر، في وقت سابق، من "اهتزاز ثقة العالم بالأمم المتحدة"، بسبب أسلوب التعامل مع الملف السوري في المؤسسة الدولية، واعتبر أن استخدام الفيتو لإسقاط مشروع قرار حول دمشق "بادرة غير محمودة أبداً."
وكانت كل من روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض ضد مشروع قرار حول سوريا، يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، ويدين الحكومة السورية، بينما صوتت لصالحه سائر الدول.
موسكو تدعم الهدنة
اعلنت روسيا الاربعاء انها تدعم دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر لهدنة يومية لمدة ساعتين في سوريا لنقل المساعدات الانسانية الا انها تعارض اقامة ممرات انسانية.
وقالت وزارة الخارجية ان روسيا "قلقة للغاية" بشكل متزايد حول الوضع الانساني في سوريا وانها تدعو الرئيس بشار الاسد والمعارضة المسلحة لوقف العنف.
وقال المتحدث الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي "نحن قلقون جدا ازاء التقارير عن الوضع الانساني الصعب في سوريا". واضاف "نحن ندعم بقوة جهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر" لاعلان هدنة يومية. وقال "من المفترض ان هذه الهدنة ستستخدم لتقديم المساعدات الانسانية الى السكان". وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجهت الثلاثاء نداء عاجلا الى كل الاطراف من اجل "اعلان هدنة يومية لساعتين على الاقل" بهدف السماح بنقل سريع لمواد الاغاثة الانسانية.
الا ان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اكد الاربعاء ان روسيا تعارض الاقتراح الفرنسي باقامة "ممرات انسانية" في سوريا حيث ان ذلك لن يؤدي سوى الى "تفاقم النزاع". وقال غاتيلوف "من غير المرجح ان يكون لاقامة هذه الممرات الانسانية اي فعالية". واضاف "انها مسالة معقدة جدا، وبحسب علمنا فان الامر سيتطلب الية خاصة وقوات، ومنطقيا فان ذلك قد يؤدي الى استخدام القوة". وقال ان الفكرة التي تؤيدها موسكو والصليب الاحمر هي ضمان "هدنة انسانية -- وليس ممرات انسانية