موسم الزيتون يتحول إلى ساحة رعب: عنف المستوطنين يتصاعد في الضفة

تاريخ النشر: 01 نوفمبر 2025 - 09:47 GMT
_

هاجم مستوطنون، اليوم السبت، عدداً من المزارعين الفلسطينيين أثناء قطفهم الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية، في وقت تؤكد فيه تقارير أممية أن موسم الزيتون الحالي شهد أعلى مستوى من اعتداءات المستوطنين منذ خمس سنوات، بينما وصف مصدر أمني في الاحتلال الإسرائيلي تلك الهجمات بأنها "خرجت عن السيطرة".

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن حارس مستوطنة "يتسهار" ومعه مجموعة من المستوطنين هاجموا مزارعين فلسطينيين أثناء عملهم في الأراضي الواقعة بين بورين وبلدة حوارة، حيث اعتدوا عليهم بالضرب وأجبروهم على مغادرة أراضيهم بعد أن نثروا ثمار الزيتون التي جمعوها.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي، إلى أن اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية "تصاعدت إلى درجة غير مسبوقة"، موضحة أن ما تُعرف بعصابات "فتيان التلال" الاستيطانية باتت أكثر عنفاً، وأن قوات جيش الاحتلال غالباً ما تتجاهل هذه الهجمات أو تكتفي بالمراقبة من بعيد.

ووفق تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، نُشر أمس الجمعة، فقد سجل موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية أعلى معدل لهجمات المستوطنين منذ خمس سنوات، حيث نُفذت 126 هجمة استهدفت 70 بلدة، وأسفرت عن تخريب أكثر من 4 آلاف شجرة وشتلة زيتون.

وأضاف التقرير أن مستوطنين من بؤر استيطانية جديدة فرضوا قيوداً على وصول الفلسطينيين إلى حقولهم في عدد من المناطق، بينما شهد الأسبوع الأخير وحده أكثر من 60 اعتداءً على المواطنين الفلسطينيين، أسفر عن إصابة 17 شخصاً وتخريب 19 مركبة.

أما هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فأكدت في بيان صحفي أن جيش الاحتلال والمستوطنين نفذوا 259 اعتداء ضد مزارعي الزيتون منذ انطلاق الموسم في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى 28 من الشهر ذاته، منها 41 اعتداءً من الجيش و218 من المستوطنين، وتنوعت بين اعتداءات جسدية واعتقالات وتقييد حركة ومنع وصول إلى الأراضي الزراعية.

ويُعد موسم الزيتون من أهم المواسم الزراعية في فلسطين، إذ تعتمد عليه آلاف العائلات كمصدر رئيسي للرزق، غير أن وزارة الزراعة الفلسطينية أوضحت أن الموسم الحالي هو الأضعف منذ عقود، إذ لا يتجاوز إنتاجه 15% من المعدل السنوي المعتاد.

وتأتي هذه الاعتداءات في إطار تصعيد واسع تشنه قوات الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية تزامناً مع عامي الإبادة في قطاع غزة، حيث أسفرت الهجمات منذ بدايتهما عن استشهاد 1062 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 1600 طفل.