اقر امين عام الجامعة العربية عمرو موسى اثر محادثات في دمشق مع القادة السوريين بوجود "تعقيدات" في الازمة اللبنانية يأمل حلها "واحدة واحدة"، فيما ظهرت بوادر تهدئة بين المعارضة والموالاة في بيروت قبل يومين من الذكرى الثانية لاغتيال رفيق الحريري.
وقال موسى في مؤتمر صحافي "هناك موضوعات فيها تعقيدات وآمل فكها واحدة واحدة". واكد ان "الجهود مستمرة والطريق ليس مسدودا لكن كل هذا يتطلب التشاور بين الجامعة العربية وبلدان عربية والجهات اللبنانية في الايام القادمة".
واضاف ان "التشاور مع سوريا ومع الدول العربية الاخرى كالسعودية ومصر جميعها مهمة وهي موضوع اساسي وايضا التشاور مع القادة في لبنان". ورفض موسى ردا على سؤال تحديد موعد زيارته المقبلة الى بيروت مؤكدا انها ستتم "قريبا".
وكان موسى يتحدث للصحافيين في ختام لقاءاته مع الرئيس بشار الاسد ونائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. واكد موسى ان "اللقاء مع الرئيس الاسد كان مطولا ومثمرا وبناء".
من جانبه قال المعلم ان "سوريا تريد استقرار وامن لبنان لانه هام جدا لامن سوريا". واضاف "من الطبيعي ان ترغب سوريا ان يتوصل لبنان الى حل لان الحل يجب ان ينبع من لبنان وسوريا ستدعم كل ما يتوافق حوله اللبنانيون".
وردا على سؤال حول امكانية التوصل الى حل في لبنان قبل القمة العربية المزمع عقدها في 28 و29 اذار/مارس في الرياض قال الوزير السوري "هذا ما نأمل به هذا ما يعمل من اجله عمر موسى. لا احد يريد ان يرى لبنان الا في حالة من الامن والاستقرار".
من جهة اخرى شدد المعلم على ان "العلاقة السورية المصرية تشهد اليوم تطورا ايجابيا يخدم المصالح القومية العربية" موضحا انه "تاريخيا العلاقة بين سوريا ومصر كانت دائما حجر زاوية في العالم العربي كلما تعمقت كان الوضع العربي اكثر استقرارا". واضاف ان "العلاقات بين سوريا والسعودية ومصر عنصر هام في استقرار المنطقة".
وتشهد العلاقات بين مصر وسوريا فتورا منذ الخطاب الذي القاه الاسد في 15 آب/اغسطس الماضي ووصف فيه "بانصاف الرجال" قادة عرب لم يسمهم دانوا "مغامرة" حزب الله اللبناني اثر خطفه جنديين اسرائيليين.
اجواء تهدئة
الى ذلك، وقبل يومين من الذكرى الثانية لاغتيال رفيق الحريري ظهرت بوادر تهدئة في الحملات السياسية بين المعارضة والموالاة في بيروت.
وعنونت صحيفة "النهار" المؤيدة لقوى الرابع عشر من آذار صفحتها الاولى "الغالبية تعبئ حشودها وسط تهدئة" في اشارة الى دعوة قوى الموالاة الى تجمع جماهيري في ساحة الشهداء الاربعاء في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري.
واضافت "النهار" "اذا كانت المناسبة (ذكرى الحريري) فرضت هدنة سياسية بين فريقي الازمة وعززتها المواقف الايجابية لجميع الاطراف من صاحب الذكرى فان ترتيبات الفصل بين ساحة اعتصام المعارضة وساحة الشهداء التي ستجمع جماهير قوى الرابع عشر من اذار مجددا والتي اتخذها الجيش في الايام الاخيرة شكلت عازلا من شانه ان يمرر يوم الاربعاء بسلام".
وكان الجيش اللبناني اقام سواتر ضخمة من الاسمنت والشريط الشائك للفصل بين ساحة رياض الصلح والقسم الشرقي من ساحة الشهداء حيث لا تزال قوى المعارضة تعتصم في خيم منذ شهرين ونصف شهر وبين القسم الغربي من ساحة الشهداء حيث يوجد ضريح رفيق الحريري وحيث دعت قوى الموالاة للتجمع الاربعاء.
وباشر متطوعون من تيار المستقبل (بزعامة سعد الحريري) اعداد ساحة الشهداء لاستقبال المشاركين في تجمع الاربعاء وبدات الدعوات من جميع المناطق لحث اللبنانيين على المشاركة في التجمع.
واوردت صحيفة "السفير" القريبة من المعارضة ان الجيش اللبناني بدأ تنفيذ خطة عسكرية شاملة بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي لمنع اي احتكاك الاربعاء بين طرفي النزاع ونقلت ايضا ان حزب الله وتيار المستقبل باشرا تنظيم بعض "لجان الانضباط والتنسيق" في المناطق القريبة من ساحة رياض الصلح لتنسيق حركة دخول المشاركين في تجمع الاربعاء ومنع اي احتكاك بين الطرفين.
ودعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الاحد في كلمة له "الى تفادي الحساسيات وكل مظاهر التحدي والالتزام بالطرق والمداخل" المحددة للوصول الى ساحة الشهداء الاربعاء داعيا انصاره للمشاركة في الذكرى الجماهيرية "بعلم واحد دون استفزازات ودون شعارات".
ودعا سعد الحريري في نداء اللبنانيين الى المشاركة بكثافة في تجمع الاربعاء "ليكون يوم الانتصار على الفوضى وانتصار العدالة والحرية والديموقراطية".
النائب السابق فارس سعيد احد اقطاب قوى الرابع عشر من اذار اوضح ان قوى الجيش والامن الداخلي اخذت العبرة من المواجهات التي وقعت بين الطرفين اواخر الشهر الماضي واودت بحياة سبعة اشخاص وهي "تقوم حاليا بدور التنسيق مع الطرفين لتمرير يوم الاربعاء بحد ادنى من المخاطر".
واعتبر النائب السابق "انه بعد هذا التبريد السياسي الحالي بين الطرفين في لبنان من المتوقع ان يزداد التوتر مع سوريا على خلفية معارضة الاخيرة لتشكيل المحكمة الدولية الخاصة بمعاقبة قتلة الحريري وزيادة الضغوط الاقليمية والدولية عليها" بشأن هذه النقطة.
وكتبت صحيفة "السفير" ان الحل السياسي للازمة في لبنان يطبخ بين السعودية وايران وسوريا وروسيا ويتمحور على تذليل عقدة المحكمة الدولية. وعنونت صفحتها الاولى "الرياض طهران دمشق موسكو : اتفاق على المحكمة يفتح باب الحل".
واعتبرت هذه الصحيفة ان اجواء التهدئة التي ترافق الذكرى الثانية لاغتيال الحريري تاتي "في اطار المزيد من التهيئة الداخلية لاقتراب موعد اعلان الصياغات شبه النهائية للتسوية الداخلية برعاية سعودية ايرانية" مشددة على الدور "البارز الذي تقوم به موسكو في تسهيل المخارج لموضوع المحكمة الدولية مع العاصمة السورية على وجه التحديد".
واوردت الصحيفة خطة حل من ست نقاط "اولها موضوع الثلث الضامن (في تشكيل الحكومة بين الموالاة والمعارضة) وثانيها مشروع المحكمة الدولية وثالثها اجراء انتخابات رئاسية في موعدها (الخريف المقبل) ورابعها اقرار قانون انتخابي جديد وخامسها بت مسالة الانتخابات النيابية المبكرة وسادسها ترجمة نتائج مؤتمر باريس-3" في اشارة الى هذا المؤتمر لدعم لبنان الذي عقد في اواخر الشهر الماضي وقرر تقديم دعم اقتصادي للبناني بقيمة 67 مليار دولار.
واوردت صحيفتا "النهار" و"السفير" معلومات حول سعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري رئيس حركة امل المعارضة لتشكيل لجنة قانونية تضم خبراء من المعارضة والموالاة لدرس الملاحظات على قانون المحكمة ذات الطابع الدولي ولجنة اخرى سياسية تعمل على وضع صيغة لحكومة الوحدة الوطنية ترضي الطرفين.