نتانياهو: مسعى الفلسطينيين بالامم المتحدة محكوم بالفشل

تاريخ النشر: 18 سبتمبر 2011 - 03:45 GMT
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو

 

صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ان المسعى الفلسطيني الاسبوع المقبل لانضمام دولة فلسطينية لعضوية الامم المتحدة ليس له اي فرصة للنجاح وان الفلسطينيين لن يجدوا في النهاية من سبيل سوى العودة مرة اخرى للمفاوضات.
وقال نتانياهو في بداية الاجتماع الوزاري الاسبوعي "ان مسعاهم للقبول بهم كعضو في الامم المتحدة سيفشل. سيفشل هذا المسعى اذ لابد من مروره عبر مجلس الامن".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وعد بالسعي لعضوية كاملة لدولة فلسطينية من مجلس الامن الجمعة المقبل رغم المعارضة القوية من جانب اسرائيل والولايات المتحدة، اللتين قالتا ان المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لتسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
كما اعلنت واشنطن، الحليف الرئيسي لاسرائيل، انها ستستخدم الفيتو لاجهاض المسعى الفلسطيني في مجلس الامن.
وقال نتانياهو "نتيجة لافعال الولايات المتحدة، التي تعمل عن كثب معنا، ولافعال حكومات اخرى نعمل نحن والاميركيون معها، اتوقع فشل هذا المسعى".
وتابع "في النهاية بعد ان ينقشع الدخان وينفض امر الامم المتحدة سيعود الفلسطينيون الى رشدهم، او هكذا آمل، وسيتخلون عن تلك الخطوات للالتفاف على المفاوضات وسيعودون الى الطاولة حتى يتسنى احلال السلام لنا ولجيراننا".
وقال نتانياهو ان مجلس الامن بمثابة حكومة للامم المتحدة بينما الجمعية العامة اشبه ببرلمان.
واضاف "فيه يمكن تمرير اي قرار.. يمكن مثلا ان يقرروا ان الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق. ولكنه ليس له نفس الثقل ولا الاهمية كمجلس الامن".
وقال نتانياهو انه هو ايضا سيتجه الى الامم المتحدة ليشرح الموقف الاسرائيلي تجاه التحرك الفلسطيني. وصرح مسؤول بالحكومة الاسرائيلية ان نتانياهو سيلقي كلمته امام الامم المتحدة في الثالث والعشرين من ايلول/سبتمبر في نفس اليوم الذي يلقي فيه عباس كلمته.
ويقول البيت الابيض انه من المرجح ان يلتقي نتانياهو بالرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك.
وكانت محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قد توقفت قبل نحو عام بسبب نزاع حول مواصلة اسرائيل بناء مستوطنات يهودية في الاراضي المحتلة.
عضوية كاملة
هذا ومن المقرر ان يتوجه الرئيس الفلسطيني الاحد من العاصمة الاردنية عمان التي وصلها السبت، على رأس وفد كبير الى نيويورك لتقديم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس عشية توجه عباس الى نيويورك "ان عباس سيقوم بحركة سياسية نشطة جدا يلتقي بها مع العديد من رؤساء وملوك ورؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات نيويورك تمهيدا لتقديم طلب عضوية فلسطين وخطابه التاريخي امام الامم المتحدة".
وقال ان عباس سيؤكد خلال اللقاءات وخلال كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة طلب عضوية دولة فلسطين من خلال مجلس الامن الدولي كما اعلن في رام الله.
وكان الرئيس الفلسطيني اعلن الجمعة انه سيتوجه الاسبوع المقبل الى الامم المتحدة عبر "مجلس الامن" للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطينية، معتبرا ذلك حقا شرعيا يهدف الى انهاء "الاجحاف التاريخي" الذي وقع بالشعب الفلسطيني، بالرغم من التهديدات الاميركية المتكررة باستخدام حق الفيتو على قرار من هذا النوع.
وشدد ابو ردينة على ان الفلسطينيين "ملتزمون بالسلام العادل والشرعية الدولية والعودة الى المفاوضات متى توفرت المرجعية الواضحة على اساس حدود عام 1967 وتجميد الاستيطان".
واكد ابو ردينة "ان المرحلة القادمة مرحلة دقيقة وحساسة، وسنكون على منعطف طرق اما السلام العادل واما عدم الاستقرار في عموم المنطقة".
وطالب المجتمع الدولي "بالوقوف الى جانب العدل والسلام والاستقرار كي لا يؤدي الجمود السياسي نتيجة التعنت الاسرائيلي الى حالة لا يمكن السيطرة عليها".
وتابع "خاصة ان ثورات الربيع العربي والشعوب العربية لن ترضى هذا التنعت الاسرائيلي والعجز الدولي والخروج عن القانون الدولي".
واضاف "ان الشعوب العربية التي تؤكد كل يوم ان القضية الفلسطينية اهم مطلب لها لن تقبل باستمرار الاحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني والاراضي الفلسطينية وهي مصممة على ان ينال الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وان ينال الاستقلال التام والحرية والسلام".
كامل التراب
في المقابل، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية الاحد رفضه تفويض "اي قيادة فلسطينية تريد ان تعبث بالحق الوطني الفلسطيني" وذلك قبل توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الامم المتحدة لطلب عضوية كاملة.
وقال هنية في كلمة له امام اجتماع للمجلس التشريعي في غزة انه "لا تفويض لاي قيادة فلسطينية تريد ان تعبث بالحق الوطني الفلسطيني، ولا تفويض لاي تمثيل فلسطيني من شأنه ان يقدم تنازلات تاريخية للارض الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة".
واوضح هنية "من هذا المنطلق نؤكد رفضنا لمثل هذا التوجه وفي نفس الوقت نوضح بان مسالة الدولة الفلسطينية هي مطلب وحق فلسطيني ونحن لا نقف حجر عثر امام اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على الارض الفلسطينية ولكن دون تقديم اي تنازلات عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني".
واضاف هنية "نكرر اليوم نحن مع اقامة دولة فلسطينية على اي جزء محرر من الارض الفلسطينية يتوافق عليها الشعب الفلسطيني دون الاعتراف باسرائيل ودون التنازل عن اي شبر من ارض فلسطين التاريخية، في هذا السياق".
وتطالب حركة حماس بالتوجه بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية "على كامل التراب الفلسطيني".
من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس عشية مغادرة الوفد الفلسطيني ان الرئيس عباس سيتوجه اليوم الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة حيث سيلقي "خطابا سياسيا هاما وتاريخيا يطلب فيها من دول العالم اجمع مساندة التوجه الفلسطيني لنيل عضوية دولة فلسطين".
واوضح انه "بعد القاء الرئيس لكلمته التاريخية سيتوجه مباشرة للقاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ليسلمه طلب دولة فلسطين بالعضوية الكاملة في المنظمة الدولية".
وقال "ان رسالة طلب عضوية فلسطين موقعة من الرئيس عباس باعتباره رئيسا لدولة فلسطين ورئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويطلب ان تقبل المنظمة الدولية عضوية دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ووصف عريقات تقديم طلب عضوية دولة فلسطين بانه "حدث تاريخي ونامل من جميع دول العالم باعتبارها تدعم حرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وتريد السلام والاستقرار في العالم اجمع، ان تستجيب لهذا الطلب وتصوت لصالحه".
واشار الى "ان هذا الخيار الفلسطيني يرسخ حل الدولتين والسلام الدائم في منطقة الشرق الاوسط".
واضاف ان عباس الذي يتراس وفدا فلسطينيا كبيرا لهذا الحدث سيلتقي مع عدد كبير من رؤساء وفود الدول المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في اطار سعيه لحث جميع الدول على التصويت لصالح عضوية كاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة.
وقد نددت اسرائيل بالخطوة "احادية الجانب" التي لن تحقق السلام.