هادي يتعهّد باستئصال تنظيم القاعدة من اليمن

تاريخ النشر: 14 أكتوبر 2012 - 07:05 GMT
 الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت، أن جيش بلاده حقق انتصارات ضد تنظيم القاعدة، وتعهّد بـ"مواصلة استئصاله" من اليمن، كما دعا القوى السياسية الى الحوار الوطني لتجنيب البلاد الدخول في حرب أهلية.

وقال هادي في كلمة بثها التلفزيون اليمني الرسمي مساء السبت، عشية الذكرى الـ49 لقيام ثورة 14 تشرين الأول/ أكتوبر في جنوب اليمن، "لقد استطاعت قواتنا المسلّحة والأمن أن تحقق انتصارات مهمة على عناصر القاعدة وما يسمى بأنصار الشريعة في أبين وشبوة من خلال الملاحم البطولية المشرّفة التي سطرتها خلال المواجهات".

وأضاف أن القوات المسلّحة "تواصل اليوم توجيه ضربات موجعة لهذه الجماعات الإرهابية المأفونة في أي مكان تتواجد فيه، وسنواصل التعامل بحزم مع هذه الشراذم حتى نستأصلها تماماً من كل تراب وطننا الحبيب ونكفل استتباب الأمن والاستقرار والطمأنينة للموطنين".

وأوضح أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن، جاءت نتيجة عوامل عدة أهمها ارتفاع كلفة مواجهة الإرهاب، وتخريب أنابيب النفط والغاز ومضاعفة أعداد النازحين بين المحافظات.

واعتبر الرئيس اليمني أن بلاده "تجاوزت النفق المظلم إلى آفاق أكثر إشراقاً وأمناً واستقراراً، وجسدت الحل المتفق عليه وطنياً والمدعوم إقليماً ودولياً"، في إشارة الى المبادرة الخليجية الموقّعة في الرياض.

ولفت الى أن اليمن "استطاع الخروج من أخطر الأزمات التي كادت أن تفتك به وتدفعه إلى التشرذم والتشظي".

وثمّن دور الشباب في نجاح التغيير في اليمن، وقال إن "الشباب هم نواة التغيير، ونحن ننظر إلى مطالبهم وطموحاتهم باهتمام كبير بما يلبي توقهم إلى المستقبل المشرق ليمن جديد قائم على الدولة المدنية الحديثة وعلى المساواة والعدالة الاجتماعية".

واعتبر أن "التغيير بدأ يحقق ثماره في ترسيخ سيادة الشعب وإقامة دولة النظام والقانون والمؤسسات التي تصون الوحدة الوطنية وتكرس قيم التآزر والتسامح وكل ما يبلور مضامين وأهداف ثورة التغيير بأبعادها الوطنية والإنسانية الحقيقية".

وأشاد بجهود المجتمع الدولي في الخروج من الأزمة إثر الاحتجاجات التي شهدها اليمن على مدى الأشهر الماضي، وقال "أستطيع التأكيد أن اليمن اليوم بفضل الله تعالى وإرادة الشعب وحكمائه السياسيين وتفاعلهم مع جهود الأشقاء والأصدقاء قد اجتاز النفق الرابض على فوهة الانفجار والحرب الأهلية".

غير أنه استدرك قائلاً إنه "مهما حاول البعض أن يعرقل مسيرة الشعب وأن يمثل حجر عثرة في الطريق، إلاّ أن اليمن قد أفلتت من مخالب الأمزجة الفردية والشخصية".

وأشار الرئيس اليمني الى أن اللجنة العسكرية عملت على تحقيق الأمن من خلال الجهود الكبيرة التي تبذلها، وحققت خطوات مهمة في سياق خارطة عملها، رغم أن مهامها "معقدة وشائكة".

ودعا كل القوى السياسية الى "رص الصفوف في جبهة واحدة من اجل استكمال إنهاء كل مظاهر التوتر السياسي والأمني".

وطالب هادي من تلك القوى بـ"خلق مناخات ملائمة لتواصل التسوية دوران عجلتها ويواصل ركب التغيير سيره إلى الأمام، من خلال الخطوات والقرارات التي نتخذها لإنهاء الانقسام الحاد في القوات المسلّحة والأمن وإعادة هيكلة الجيش والأمن".

وشدّد على أهمية أن يكون "ولاء الجيش والأمن للشعب، وليس لأي فرد أو أسرة أو حزب، ووفقاً لروح دستور الجمهورية اليمنية ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المتفق عليها من جميع الأطراف السياسية".

وطالب من القوى التي ستشارك في الحوار الوطني المزمع عقده في تشرين الثاني/ نوفمبر بـ"مناقشة صياغة الدستور الجديد للبلاد، ومعالجة هيكل الدولة والاتفاق على شكل النظام السياسي للبلد وبحث القضية الجنوبية وإيجاد حل وطني حقيقي وعادل لها والوقوف أمام القضايا الوطنية الأخرى ومنها أسباب التوتر في صعدة".

وأكد على أن إصلاح القضاء والخدمة المدنية وتحقيق المصالحة الوطنية، وتحقيق العدالة الانتقالية، وإرساء خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، هي خطوات متقدمة نحو البناء الديمقراطي المتكامل.

ويشار إلى أن الرئيس هادي تقلّد الحكم في اليمن بموجب "المبادرة الخليجية" التي وقّع عليها أطراف الصراع في اليمن في السعودية في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتقضي بتوليه الرئاسة لمدة عامين كفترة إنتقالية تنتهي في شباط/ فبراير 2014 لتُجرى بعد ذلك انتخابات برلمانية ورئاسية.