هدوء حذر يخيم على القامشلي

تاريخ النشر: 20 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ساد هدوء حذر السبت مدينة القامشلي (شمال شرق) مع بدء احتفال الاكراد غدا الاحد بعيد النوروز (راس السنة الكردية) الذي ياتي بعد ايام قليلة على مواجهات جرت بين الاكراد والعرب واسفرت عن سقوط عشرات القتلى وعن اضرار تقدر بملايين الدولارات.  

فرغم ان الاسواق شهدت حركة طبيعية باستثناء المدارس التي استمرت مغلقة ورغم توالي اجتماعات التهدئة بين الاطراف المعنية تخوف مسؤول كردي من تفجر الوضع مجددا لان الهدوء الحالي لا يعني "الاستقرار" بدون "حل سياسي للمشكلة الكردية".  

وقال عبد الحكيم بشار عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي الكردي (بارتي المقرب من مسعود البارزاني) "تم التوصل الى الهدوء عبر لجنة امنية وكأن القضية قضية جنائية لا قضية سياسية".  

واضاف "الحل السليم هو الحل السياسي وبدونه يبقى الهدوء والاستقرار مشوبين بالحذر ويبقى الاحتقان كامنا تحركه اي مشكلة".  

وقال "نريد حلا وطنيا ديموقراطيا عن طريق الحوار مع السلطة. مشكلتنا تحل في دمشق وما جرى في الشمال تتحمل السلطة مسؤوليته لامتناعها عن فتح باب الحوار".  

وادرج بشار، المشارك في القيادة الكردية التي تضم 11 تنظيما محظورا، الاضطرابات الاخيرة في اطار "تداعيات سقوط النظام العراقي السابق" لكنه حمل "المتضررين" من سقوطه تبعاتها في اشارة الى تورط العشائر العربية في افتعالها.  

وقال "يريدون ان يعوضوا في سوريا ما خسروه في العراق وذلك على حسابنا".  

واضاف "مثلهم مثل بعض اطراف السلطة يريدون اثارة الفتن حتى لا ينفذوا الاصلاحات المطالب بها داخليا وخارجيا ومنها الغاء حال الطوارىء مثلا".  

وقال صفوان عكاش الناشط اليساري الديموقراطي في لجان المجتمع المدني في مدينة حلب (شمال غرب) "نعمل لايجاد حل للتوتر الحالي ونسعى لنزع فتيل التفجير" مشددا على ضرورة معالجة "الاسباب الجذرية" للمشكلة.  

بالمقابل انتقد عكاش، السوري الشركسي الذي خرج من السجن عام 1998 بعد ان امضى خمسة عشر عاما، تعامل القيادات الكردية مع المشكلة على انه "سلوك سياسي غير مسؤول" وقال "كانت المقاربة انفعالية انساقت الى غرائز الجمهور".  

ودعا القيادات الكردية الى "مراجعة خطابها السياسي حتى لا يكون خطابا تحريضيا".  

واوضح ان تنظيمات حقوق الانسان والمجتمع المدني ارادت بتحركها "ان يشعر الاكراد بانهم شركاء في الوطن".  

وادرج معاناة الاكراد في اطار معاناة السوريين منذ عقود من غياب الديموقراطية وقال "صحيح ان هناك وجعا كرديا خاصا لكنه جزء من الوجع السوري العام الذي يتلخص بالفساد والتهميش وانعدام الديموقراطية ...".  

وشدد الناشط في لجان المجتمع المدني على ضرورة تخلي السلطة "عن احادية المعالجة الامنية".  

وفي اشارة الى الضغوط التي تواجهها سوريا خصوصا من الولايات المتحدة للانفتاح وتحقيق اصلاح واتباع الديموقراطية ولتزايد المطالب الداخلية باقرار الامور نفسها قال عكاش "تغير الاوضاع في المنطقة يجب ان يدفع السلطة الى اعتماد العقلانية لا الحماقة".  

من ناحيته حمل بشار خصوصا محافظ الحسكة سهيل كبول مسؤولية ما جرى "لانه اعطى مباشرة الامر باطلاق النار على الاكراد" وقال "موقف السلطة المحلية لم يكن حياديا. تصرفت كطرف لا كحكم" .  

كما حمل عكاش محافظ الحسكة مسؤولية تفجر الوضع باتخاذه "قرارا نزقا".  

وشدد بشار على ان رد فعل الاكراد وعمليات التخريب التي قاموا بها للمؤسسات العامة والخاصة "لم يكن وليد الساعة".  

وقال "لا اقول انه شيء جيد انما جاء تعبيرا عن السخط والاحتجاج على كل الممارسات السابقة بحقهم" وفي مقدمها "تمييز عنصري وحرمان عشرات الالاف من الجنسية السورية واقامة حزام عربي في مناطقهم لفصلهم عن اكراد الدول المجاورة في تركيا والعراق في اشارة الى قيام السلطة باسكان قبائل عربية على اراض تعود الى الاكراد.  

لكنه لفت الى ان مطالبة السلطة بالحوار للتوصل الى الحقوق "لا يعني موقفا سلبيا من الاخوة العرب" وقال "التاخي الكردي العربي خيارنا الاستراتيجي".  

واضاف "في المنظور القريب ليس لدينا اي مشروع نظري او عملي للانفصال (...) نحن سوريون نطالب بحقوقنا".  

يذكر بان القيادة الكردية قررت امس الجمعة الامتناع عن الاحتفال بعيد النوروز غدا الاحد "حدادا" على ضحايا الاضرابات التي بلغت وفق مصادر سورية رسمية 25 قتيلا فيما قدرتها مصادر كردية ب 40 قتيلا لكن العديد من المواطنين الاكراد اضرموا اعتبارا من مساء اليوم السبت النار التقليدية بهذه المناسبة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن