البوابة- ايـاد خليفة
كشفت مصادر فلسطينية للبوابة عن اتصالات اجرتها السلطة الفلسطينية مع الفصائل في غزة للتنسيق معها لملء أي فراغ قد يخلفه انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة وشدد قياديون في الفصائل الفلسطينية على ان القوى الوطنية لديها من النضج ما يكفي لمنع حرب اهلية
وقال صخر بسيسو محافظ المحافظات الشمالية في غزة وعضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح في تصريحات للبوابة ان مخطط شارون فيما يتعلق بالانسحاب مستوطنات في غزة مازال في اطاره النظري ومازالت ملامح المشروع النهائية غائبة ولم تتضح بعد نقاط اساسية ولم نعرف بعد هل سيكون الانسحاب كاملا (القواعد العسكرية والمستوطنين) وهل سينسحب من الشريط الحدودي مع مصر والمعابر وهل سيخلي المباني ام سيدمرها؟؟ هذه الامور اساسية في عملية الانسحاب حتى ان شارون نفسه لم يقرر بعد ماذا سيفعل.
واكد بسيسو ان حركة فتح ترى ان خطة الانسحاب التي اعلنها شارون عبارة عن خطة اعتراضيه على التزامه بخارطة الطريق التي وضع عليها في الاساس 14 تحفظا وهو الان يستغل الانتخابات الاميركية بمعنى انه يتهرب من خارطة الطريق التي اقرتها القوى الكبرى في العالم بانسحاب من غزة في حقيقة الامر فرض عليه.
وفي حالة الانسحاب يؤكد المسؤول في حركة فتح ان القوى الوطنية والاسلامية ستفوت على شارون فرصة من خلالها يدعي امام العالم ان الفلسطينيين لا يستحقوا الاستقلال او الدولة وقال "اعتقد ان القوى الوطنية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة النضج وهي لن تعطي شارون فرصة يظهر من خلالها ان الفلسطينيين لا يستحقون دولة او غير قادرين على حكم انفسهم"
ويضيف "اعتقد ان القوى الوطنية والاسلامية ستتكاتف وتتضامن مع السلطة مشيرا إلى ان هناك اتصالات بين القيادة الفلسطينية والحركات في غزة واضح في النتيجة وجود موقف يؤكد ان الامور مسيطر عليها ولن يكون تعدي للخطوط الحمراء".
وردا على الصراع في الاجهزة الامنية الفلسطينية الذي بدأ الحديث عنه بالتداول في اعقاب الاعتداء على غازي الجبالي مدير الشرطة الفلسطينية اعترف صخر بسيسو "بوجود اخطاء مردها ان السلطة الوطنية الفلسطينية لم تحدد منذ البداية وبشكل نهائي وحاسم موضوع المهام والصلاحيات بين الاجهزة الامنية اضافة إلى ان العديد من الاجهزة الامنية تمارس عملها في جميع الاتجاهات ليس الامنية فقط بل واحيانا الاقتصادية وعدم تحديدها -يقول بسيسو- يولد اشكاليات كثيرة لكن الاعتراف بهذه الاخطاء يجعلنا قادرين على الوصول إلى حل لهذه المشاكل وهي النقطة التي سيبحثها مؤتمر المجلس الثوري لحركة فتح نهاية الشهر الجاري
وتتحدث تقارير واردة من غزة عن صراعات بين الاجهزة الامنية هناك وتجلى اخرها الاعتداء على غازي الجبالي مدير الشرطة الفلسطينية واشارت معلومات إلى ان المعتدين ينتمون إلى جهاز الامن الوقائي ويقول مراقبون ان هذا الصراع من المرجح ان يظهر على العلن في حال انسحبت إسرائيل واخلت مواقع امنية واراضي ومستوطنات على مساحات شاسعة من اراضي غزة وسيظهر الصراع خلال محاولة كل جهاز امني او فصيل السيطرة على المناطق التي ستخلى.
الا ان صخر بسيسو قلل من جدية هذه التقارير واشار إلى ان الاعتداء على الجبالي كان حادثا فرديا وجرى تطويقه من خلال مصالحة قادتها حركة فتح بين الاطراف المعنية وقد طوي الملف.
وتدرس حكومة شارون اقتراحات عدة للانسحاب من قطاع غزة الا انها لم تقرر بعد طبيعة هذا الانسحاب او حجمه وحسب تقارير صحفية عبرية فان مداولات يشارك فيها إلى جانب شارون، كل من وزير الدفاع، شاؤول موفاز، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، موشيه يعالون، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، آفي ديختر ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، غيورا آيلاند، لوضع السيناريو المناسب للانسحاب.
حماس
حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بدورها وعلى لسان القيادي في المكتب السياسي محمد نزال الذي اشار إلى ان التطورات القادمة ستكون بالتاكيد خطيرة "كما هو حال الوضع المستمر للشعب الفلسطيني" وعبر في تصريحات للبوابة عن امل حركة حماس في ان تكون جميع القوى والسلطة الفلسطينية على قدر كاف من المسؤولية" حيث ان إسرائيل تامل ان يلتهي الشعب الفلسطيني بفتنه.
ويؤكد غزال "نحن سنفوت عليها هذه الفرصة كما حصل في المرات السابقة عندما تدخل العقلاء في الكثير من المواقف ونزعوا فتيل الفتن وحسموا الامور لصالح الشعب الفلسطيني"
واشار القيادي في المكتب السياسي لحركة حماس إلى تحول في موقف السلطة الفلسطينية وان هناك اتصالات للتنسيق مع حركته في الكثير من المواقف ومرد ذلك كما يقول محمد غزال هو ان السلطة على يقين بعدم وجود امكانية لدى طرف واحد لحكم الشعب الفلسطيني وانه لا بد من مشاركة الجميع في تقرير المصير
الجهاد: انتصار المقاومة
على صعيد متصل اكدت حركة الجهاد الاسلامي ان تفكيك المستوطنات في قطاع غزة يعني انتصار المقاومة وقال نافذ عزام القيادي في الحركة "إسرائيل تريد التخفيف من أعبائها بالانسحاب من غزة وفي ذات الوقت تريد تسويق تلك الخطوة في العالم على أنها مبادرة سلام نحو الفلسطينيين مما سيدفع جهات دولية عديدة لممارسة ضغوط جديدة على الفلسطينيين لتقديم تنازلات جديدة".
واضاف عزام الخطوة الاسرائيلية جاءت بدوافع اسرائيلية بحتة ، وبحثا عن مزيد من الامن لإسرائيل ، لكن لا يخفى أيضا وجود دور للصمود الذي أبداه الفلسطينيون ومقاومتهم الباسلة
واستبعد حدوث حرب اهلية بعد الانسحاب وقال "لا نظن ذلك ، ثم أين هو الفراغ الأمني الذي سيخلفه انسحاب جيش الاحتلال .. نحن نظن أن هناك تحريضا إسرائيليا واضحا في هذا الجانب، هناك محاولة لخلق فتنة في الصف الفلسطيني من خلال تخويف فريق من الفلسطينيين من فريق آخر".
وقال ان إسرائيل تحاول خلق خطر الحركات الاسلامية على السلطة وهي بذلك تسعى لتحريض السلطة ضد الجهاد الاسلامي وحماس تحديدا .. ونحن نؤكد وهم ذلك الحديث ، لا وجود لخطر الحرب الأهلية على الاطلاق ، ونحن من جهتنا لا نسعى أبدا للإستيلاء على السلطة في غزة أو غير غزة طالما كان الاحتلال قائما، وطالما كانت فلسطين مغتصبة ، الوصول للسلطة لا يدخل في أولوياتنا على الإطلاق .
خطط اسرائيلية
وحسب تقارير عبرية فقد اقترح وزير الدفاع في اجتماع امني كرس لدراسة مقترحات الانسحاب من قطاع غزة بأن تقوم إسرائيل بجدولة تنفيذ الإخلاء من قطاع غزة، من أجل العمل حسب أطر زمنية واضحة، ونقل رسالة للفلسطينيين تفيد أن "هذه هي اللائحة الزمنية"، وحثهم بذلك على العودة إلى طريق المفاوضات من أجل محاولة التأثير على خط الانسحاب. بالإضافة إلى أن تعجيل الانسحاب من شأنه أن يمنع شرعية العمليات الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة كما يعتقد الوزير الاسرائيلي
وقدر المشاركون في المداولات، بأن الجدول الزمني الممكن لتنفيذ الانسحاب قد يستمر لحوالي سنة - وحتى ذلك الوقت، يجب تشريع قانون في الكنيست يقر قيمة التعويضات التي ستمنح للمستوطنين، وتحضير بنى تحتية لاستيعابهم في أماكن جديدة.
وتقرر خلال المداولات، بأن على إسرائيل أن تواصل سيطرتها على محور فيلاديلفي، الممتد بين قطاع غزة ومصر وذلك بسبب أهميته لمنع تهريب الأسلحة. أما بخصوص إبقاء ثلاث مستوطنات شمال قطاع غزة- فلم يتم اتخاذ قرار.
ويذكر أن رئيس الحكومة الاسرائيلية ارئيل شارون تحدث عن إخلاء 17 مستوطنة، فيما أعرب موفاز عن تأييده لانسحاب كامل من 20 مستوطنة في قطاع غزة، كي لا تبقى المستوطنات الثلاث: دوغيت، نتسني عوز وإيلي سيني هدفـًا للعمليات. وادعى موفاز أن انسحابـًا كهذا سيمكن إسرائيل من التواجد في قطاع غزة بحد أدنى من القوات العسكرية.
وعرض مجلس الأمن القومي، خلال المداولات، بدائل للإخلاء. وتتحدث إحدى البدائل عن نقل المستوطنين إلى الكتل الاستيطانية الكبيرة. وقدرت مصادر مقربة من شارون بأن احتمال حصول خطة كهذه على تأييد أميركي ضئيلة جدًا.
وقالت التقارير العبرية انه اقترح بديل آخر نقل المستوطنين إلى بلدات في النقب. وتم عرض هذه الخطة من خلال تقرير أعده مجلس الأمن القومي، وحدد بأنه من الممكن إجراء عملية نقل كهذه في غضون عدة أشهر فقط. وأيد وزير الدفاع هذه الإمكانية.
وياتي الاجتماع والقرارات في ظل انباء عن وصول مبعوثين اميركيين إلى القدس المحتلة للاطلاع على الخطة قبل زيارة شارون إلى واشنطن –(البوابة)