هل ستتأثر السلطة الفلسطينية بوقف المساعدات الأمريكية؟

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2017 - 02:52 GMT
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الممولين الماليين للسلطة الفلسطينية
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الممولين الماليين للسلطة الفلسطينية

في الوقت الذي تستعد السلطة الفلسطينية لإقرار مشروع الموازنة للعام القادم، فاجئت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة الفلسطينية بإقرارها لقانون وقف المخصصات المالية الممنوحة لها كجزء من رزمة إجراءات عقابية اتخذتها إدارة الرئيس ترامب في أعقاب نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس.


وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الممولين الماليين للسلطة الفلسطينية بتمويل يصل إلى 350 مليون دولار سنويا من أصل 1.2 مليار دولار هي قيمة المساعدات الخارجية الممنوحة للسلطة الفلسطينية سنويا.

 


مصادر التمويل


وبلغة الأرقام: بلغت موازنة السلطة للعام الحالي 4.4 مليار دولار، فيما وتعتمد السلطة الفلسطينية على ثلاث مصادر لتمويل نفقاتها أولها الضرائب المحلية بأنواعها المختلفة (وتشمل بالأساس ضريبة الدخل، ضريبة القيمة المضافة، وضريبة الملكية)، وتشكل حوالي 25 في المئة من الإيرادات الكلية للسلطة وتقدر بنحو 1.1 مليار دولار سنويا.


في حين أن المصدر الثاني لتمويل الموازنة فهي إيرادات المقاصة، وهي الضرائب على الواردات السلعية التي تحولها (إسرائيل) شهريا للسلطة وفقا لبروتوكول باريس الاقتصادي الموقع بينهما سنة 1994، وتشكل حصيلتها النقدية حوالي 50 في المئة من الإيرادات الكلية للسلطة وتبلغ 2.5 مليار دولار سنويا.


أما المصدر الثالث لتمويل الموازنة فهي المساعدات الخارجية وتشكل نحو 25 في المئة من تمويل الموازنة بقيمة إجمالية تقدر بنحو 1.2 مليار دولار.


وتعاني السلطة الفلسطينية من تراجع حاد في قيمة المساعدات الخارجية الممنوحة لها في السنوات الأخيرة حيث لم تتخطى قيمة المنح و المساعدات الخارجية لهذا العام حاجز450 مليون دولار مقارنة بـ 1.2 مليار دولار لعام2012، وهو ما تسبب في رفع فاتورة الدين العام على للسلطة ليتخطى حاجز 4.8 مليار دولار وفق بيانات وزارة المالية.


وأجمع مراقبون على أن قرار الرئيس الأمريكي بوقف المخصصات المالية للسلطة الفلسطينية سيلقي بظلالها على الواقع المالي للسلطة للعام القادم.


كارثة حقيقية

إلى ذلك قال أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة، معين رجب، أن "القرار الأمريكي بوقف المخصصات المالية سيكون له بالغ الأثر في الاستقرار المالي للسلطة، فعند احتساب حصة المساعدات الخارجية ( 1.2 مليار دولار) بجانب الفجوة التمويلية للموازنة التي تبلغ 350 مليون دولار سنصل إلى عجز تمويلي في الموازنة يتخطى 1.5 مليار دولار، وفي حال لم تتقدم أي دولة لتعويض ما كانت تقدمه الولايات المتحدة من مساعدات فإن السلطة ستواجه أكبر عجز مالي في تاريخها بتخطيه لحاجز 1.3 مليار دولار للعام القادم."

وأضاف رجب في حديث لـ"عربي21" أن "الكارثة الكبرى التي قد تواجهها السلطة هو قيام الولايات المتحدة بالضغط على دول أخرى كالسعودية والجزائر والنرويج لوقف مساعداتها المالية، وفي هذه الحالة ستلجأ السلطة لأن تذهب لمؤسسات التمويل كالبنك الدولي وصندوق النقد للحصول على تمويل يسد العجز الذي تواجهه، وهنا ستضطر السلطة إلى رهن أصولها السيادية كضمان للحصول على قرض من هذه المؤسسات وهي كارثة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى."

 

وقف المشاريع التشغيلية

أما الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية، حامد جاد، فأوضح أن "وقف المساعدات الأمريكية سيلقي بظلاله على استمرار العمل بمشاريع البنى التحتية الممولة من مؤسسات أمريكية مثل (USIAD) والتي تشرف على تشغيل الآلاف من العاطلين عن العمل، وهو الأمر الذي سيؤثر على نسب البطالة التي تواجه ارتفاعا غير مسبوق في الأراضي الفلسطينية بتخطيها لحاجز 54 في المئة".

وأوضح جاد في حديث لـ"عربي21" أن "السلطة ستواجه مشاكل كبيرة في تمويل نفقات رواتب موظفيها الذين يقدر عددهم بنحو 180 ألف موظف، وهو الأمر الذي سيؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين بالإضافة إلى تأثير ذلك على الحركة التجارية والأسواق، وقد تكون هذه أول المحطات لدخول الاقتصاد الفلسطيني في مرحلة الكساد والتشقف."

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن