طالب اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة الخميس جميع فصائل الفلسطنية باحترام اتفاق التهدئة وتنفيذه،فيما بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا الى طبيعتها في غزة التي يحتفل اهلها بالنصر.
وقال هنية في كلمة وجهها للشعب الفلسطيني "انني اذ احي التزم فصائل المقاومة منذ بدء سريان اتفاق التهدئة اطالب الجميع احترامه والعمل بموجبه، وعلى جهات الاختصاص الحقوقية والامنية متابعة ذلك".
واضاف هنية "اننا سنتابع مع الاشقاء في مصر مدى التزام الاحتلال به ونقول للاحتلال ان عدتم عدنا" في اشارة الى الرد الفلسطيني على اي هجمات اسرائيلية.
واكد انه "نحن في الحكومة علينا مسؤولية كبيرة من اجل حماية شعبنا وايضا حماية هذا الاتفاق ما التزم الاحتلال به".
وتابع هنية ان "فكرة اجتياح غزة بعد هذا النصر انتهت ولن تعود ابدا وغزة ليست الحلقة الاضعف بل عصية على الكسر بمقاومتها والتفاف شعبها وامتها حولها".
واضاف رئيس الحكومة المقالة في غزة الذي كان يتكلم امام عدد من قادة حماس ووزراء في حكومته في قاعة مركز الشوا في مدينة غزة "سيظل هدفنا الرئيس زوال الاحتلال ليتسنى لشعبنا اقامة دولته" المستقلة.
واكد هنية "اثبتت المعركة والانتصار فيها ان العدو سوف يفكر طويلا طويلا قبل ان يخوض اي معركة مع اي دولة اقليمية تمتلك الصمود".
وفي الاثناء، بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا الى طبيعتها في اول يوم من التهدئة في غزة التي يحتفل اهلها "بالنصر" ويؤكدون انهم "مطمئنون" بعده بدون ان يستبعدوا خرق اسرائيل للهدنة.
واكتظت الشوارع بالمارة وسط زحام السيارات في كل مكان من احياء ومخيمات اللاجئين في القطاع حيث بدأ الغزيون تفقد ما اصابهم من دمار كبير في كل مكان.
وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في تظاهرات ومسيرات بدعوة من الفصائل المختلفة خصوصا حركة حماس الى الشوارع تعبير عن فرحهم ب"الانتصار العظيم" على اسرائيل.
ورفع المحتفلون اعلام فلسطين ورايات الفصائل المختلفة خصوصا رايات حركة حماس والجهاد الاسلامي وفتح وهم يرددون هتافات تشيد بالنصر.
وفتحت الاسواق ابوابها بشكل طبيعي على الرغم من دمار كبير.
وقال هاني حمادة (40 عاما) بائع الخضار في سوق غزة المركزي ان الوضع "جيد جدا اليوم وعدنا الى العمل كالعادة".
واضاف "صحيح لا امان من جانب اسرائيل لكننا مطمئنون بعد التهدئة"، معتبر ان "ما حدث انتصار لشعبنا".
وتابع حمادة "نحن باعة الخضار كنا نخسر لانه ليس هناك زبائن لكن شعبنا ضحى كثيرا واليوم هناك اقبال شديد من الناس الذين خرجوا للتسوق بعد ثمانية ايام من الحرب لزم خلالها الناس بيوتهم".
وتوافد الاف الفلسطينيين صباح اليوم الى المستشفيات سيما اكبرها في القطاع مستشفى الشفاء بمدينة غزة لزيارة مئات الجرحى الذين اصيبوا في الغارات الاسرائيلية الجوية وتقديم الورود والسكاكر.
وقال محمد عبيد (32 عاما) الذي يملك محل فاكهة في سوق فراس بعزة "لا يزال الوضع خطيرا وغير مطمئن".
واضاف ان اسرائيل "قد ترجع في اي لحظة وتضرب بالطيران لان طائرات الاستطلاع الاجواء (...) ولا امان لها ويمكن ان تخرق التهدئة في اي لحظة".
واشار الى ان اسرائيل خرقت التهدئة في السابق.
وبعد انقطاع لاكثر من اسبوع انشغل مئات العمال في تنظيف احياء المدينة التي امتلأت بالركام والحجارة المتناثرة في الطرقات.
وقال محمد مصلح وهو عامل نظافة "جئنا منذ الصباح الباكر لتنظيف الشوارع على اثر الدمار الذي خلفه الاحتلال لازالة الركام وما دمره الاحتلال"، موضحا انه ليس خائفا من الطائرات الحربية.
وعلى وقع الاغاني الوطنية التي تمجد هجمات المقاومة الفلسطينية كان مصلح مع عشرات العمال يقوم باعمال تنظيف في شارع عمر المختار الرئيسي الذي تبدو عليه اثار دمار كبير.
اما الشرطي محمد ابو ريالة فبدا مبتسما هذا الصباح خلافا للايام الثمانية للمعركة، وانشغل بتنظيم حركة المرور على مفترق الجلاء وسط مدينة غزة.
وقال "كل شيء تمام. عدنا الى حياتنا الطبيعية بعد هذا النصر نحن مطمئنون لان المقاومة تحمينا".
وانتشر عشرات من رجال الشرطة على المفترقات والطرق الرئيسية لتنظيم حركة السير في محاولة لاعادة الحياة لطبيعتها بعد ان كانت حركة المرور شبه مشلولة.
وشوهد فنيون وعمال وهم يصلحون شبكات الماه والكهرباء التي تعطلت جراء القصف الاسرائيلي المكثف على القطاع.
واعادت المؤسسات المحلية والبنوك فتح ابوابها حيث اصطف عشرات المواطنين في طوابير امام البنوك.
ويروي امجد جبريل الذي يملك محلا لبيع هواتف خليوية انه كان يعمل على تفقد الدمار في محله الصغير الذي تحطمت نوافذه في غارة جوية اسرائيلية على حي الرمال غرب مدينة غزة.
وكانت المقاتلات الحربية الاسرائيلي قصفت عدة اهداف في هذا الحي من بينها مكاتب اعلامية في بناية "الشروق" تعرضت للقصف الجوي مرتين.
اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة