اسرائيل تقتل 58 فلسطينيا تزامنا مع افتتاح السفارة الاميركية بالقدس

تاريخ النشر: 14 مايو 2018 - 02:36 GMT
ايفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنير ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزوجته سارة خلال افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس يوم الاثنين
ايفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنير ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزوجته سارة خلال افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس يوم الاثنين

افتتحت الولايات المتحدة رسميا سفارتها لدى إسرائيل في القدس الاثنين، على وقع مجزرة دامية ارتكبها الجيش الاسرائيلي وخلفت عشرات الشهداء ومئات الجرحى من الفلسطينيين الذين تظاهروا على طول حدود غزة للتنديد بالخطوة الاميركية.

وقال السفير الأمريكي ديفيد فريدمان في مراسم افتتاح السفارة التي حضرها وفد أمريكي من واشنطن وزعماء إسرائيليون ”نفتتح اليوم السفارة الأمريكية في القدس“.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة مسجلة خلال مراسم افتتاح السفارة إنه لا يزال ملتزما بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال ترامب ”أملنا الأكبر هو السلام“. وأضاف ”الولايات المتحدة تظل ملتزمة تماما بتسهيل اتفاق سلام دائم... ستظل الولايات المتحدة صديقا عظيما لإسرائيل وشريكا في قضية الحرية والسلام“.

وأثار اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول غضب الفلسطينيين الذين قالوا إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تظل وسيطا أمينا في أي عملية سلام مع إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إن افتتاح السفارة الأمريكية في‭ ‬القدس سيبقى في الذاكرة الإسرائيلية لأجيال.

وقال في كلمته خلال حفل افتتاح السفارة ”هذا يوم عظيم. يوم عظيم للقدس. يوم عظيم لدولة إسرائيل. يوم سيحفر في ذاكرتنا الوطنية لأجيال“.

ووجه نتنياهو الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ”لشجاعته“ على الوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. واختتم كلمته قائلا إن القدس ستبقى ”العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل“.

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولة يريدون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وتعتبر إسرائيل المدينة كلها بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967 وضمتها إليها "عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم" في خطوة لا تحظى بالاعتراف الدولي.

وبالتزامن مع مراسم افتتاح السفارة، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن 58 فلسطينيا على الأقل استشهدوا بينهم ستة اطفال، كما اصيب نحو 2500 اخرين برصاص القوات الإسرائيلية على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة في إطار احتجاجات تعرف باسم "مسيرة العودة الكبرى".

وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار قد دعت الجماهير الفلسطينية للمشاركة الواسعة والفاعلة في مليونية العودة لإحياء الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين وللتنديد بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة.

وشل الإضراب العام كافة مناحي الحياة في قطاع غزة مع بدء الزحف لإحياء ذكرى النكبة والتنديد بنقل السفارة الأميركية، وهو ما أعلنت عنه لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية.

ودعت اللجنة الجماهير الفلسطينية للمشاركة الواسعة في مليونية الغضب على حدود قطاع غزة الشرقية للتأكيد على حق العودة وكسر الحصار والتنديد بكل أشكال التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.

كما طالبت القوى الفلسطينية في بيانها سفراء دول العالم في إسرائيل بمقاطعة احتفال نقل السفارة الأميركية للقدس.

ومع بداية الاحتجاجات ألقت طائرات إسرائيلية مسيّرة قنابل حارقة على خيام العودة في عدد من نقاط التماس المتاخمة للسياج الحدودي شرق غزة.

وقال شهود عيان إن القنابل الحارقة ألحقت أضرارا مادية في عدد من الخيام دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وكانت طائرات إسرائيلية ألقت في وقت سابق منشورات دعائية على قطاع غزة تضمنت تحذيرا للفلسطينيين من مغبة الاقتراب من الحدود وتحريضا على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك للمرة الثانية في الساعات القليلة الماضية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "قام بإحباط عملية وضع قنبلة تخريبية من قِبل خلية مكونة من ثلاثة مخرّبين مسلّحين في منطقة رفح قرب السياج. الحديث عن مركز شغب عنيف بشكل خاص. وقد ردّت القوات بإطلاق نار باتجاه المخربين. وقد قُتل المخربون."

وأضاف الجيش الإسرائيلي "قام جيش الدفاع باستهداف موقع تابع لحماس بواسطة قطعة طائرة في منطقة جباليا بعد أن تم إطلاق النار باتجاه قوات جيش الدفاع في المنطقة. لا توجد إصابات."

وتابع الجيش الإسرائيلي في بيان "أكثر من 35,000 مشاغب عنيف متواجدون في 12 مركزًا على طول الحدود مع قطاع غزة. المشاغبون يرمون العبوات الناسفة والزجاجات الحارقة باتجاه السياج وقوات جيش الدفاع، كما يحرقون الإطارات، ويرمون الحجارة والمواد الحارقة، بهدف إشعال الحرائق في الأراضي الإسرائيلية والمساس بقوات جيش الدفاع."

وجاء في البيان أيضا " قوات جيش الدفاع ترد بواسطة وسائل تفريق المظاهرات وإطلاق النار وفقًا لتعليمات إطلاق النار. جيش الدفاع لن يسمح المساس بالشبكات الأمنية أو السياج، ومصمم على تنفيذ مهمات الدفاع وأمن مواطني إسرائيل وسيادتها، طالما تطلب الأمر منه ذلك."

وفي الضفة الغربية انطلقت قبل الظهر مسيرة العودة والقدس من ميدان الشهيد ياسر عرفات باتجاه مخيم الأمعري ومن ثم الى معبر قلنديا شمال القدس المحتلة. وأفاد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال قمعت الشبان الفلسطينيين الذين تجمعوا عند حاجز قلنديا.

وجاءت الدعوة إلى المسيرة من اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة ورئاسة الوزراء الفلسطينية، وذلك إحياء لذكرى النكبة ورفضا لقرارات ترامب بشأن القدس ونقل السفارة إليها.

ونشرت شرطة الاحتلال في القدس آلافا من عناصرها، إضافة إلى قوات من حرس الحدود ومتطوعين، وذلك استعدادا لمراسم نقل السفارة الأميركية إلى القدس اليوم.

وقد فرضت شرطة الاحتلال إجراءات مشددة، ولا سيما في محيط الأحياء العربية ونقاط التماس وفي محيط مبنى السفارة الأميركية الذي سيفتتح عصر اليوم جنوبي القدس المحتلة. كما نشرت قناصة على المباني والطرق القريبة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن منظمة التحرير دعت إلى إضراب عام في الضفة الغربية وقطاع غزة الثلاثاء ردا على المجزرة الاسرائيلية في غزة.

ونقلت الوكالة عن واصل أبو يوسف منسق القوى الوطنية والإسلامية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قوله إن المنظمة أعلنت عن ”إضراب شامل سيشمل كافة الأراضي الفلسطينية حدادا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا يوم الاثنين في قطاع غزة في مجزرة مروعة ارتكبها جنود الاحتلال الاسرائيلي“.

ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا بشأن القدس، اليوم الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين لبحث "سبل مواجهة قرار الولايات المتحدة غير القانوني" بنقل سفارتها إلى القدس، وفق مسؤول في الجامعة.

وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي اليوم للصحفيين إن الاجتماع يعقد "بناء على طلب دولة فلسطين".

وكان سفير دولة فلسطين لدى مصر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح أعلن يوم أمس أنه "طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية لمواجهة القرار الأميركي غير القانوني بشأن القدس".

وقبل ساعات من تدشين سفارة الولايات المتحدة في القدس، اندلعت مواجهات صباح اليوم على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، أدت إلى استشهاد فلسطيني وإصابة نحو 28 بجروح.

وكان إعلان ترامب في 6 كانون الأول (ديسمبر) 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، أثار غبطة الإسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.