اعلن مسؤولون اميركيون ان الولايات المتحدة تعتزم المضي في خطتها لتخفيف العقوبات عن ليبيا بعد ان انصاعت الاخيرة لمطلبها واعتذرت عن تصريحات لرئيس وزرائها شكري غانم، كان نفى فيها مسؤولية بلاده عن حادث لوكربي.
وكانت الولايات المتحدة طلبت من ليبيا التراجع علنا عن التصريحات التي ادلى بها غانم الثلاثاء ونفى فيها مسؤولية بلاده عن تفجير طائرة "بان ام" الاميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988، معتبرا ان طرابلس لم توافق على ان تدفع تعويضات الى اسر الضحايا الا لتشتري السلام.
واصدرت ليبيا بيانا رسميا الاربعاء تستهجن فيه "التصريحات الاخيرة (لغانم) التي تتناقض او تشكك في هذه المواقف ليست دقيقة وتستوجب الاسف".
ونقلت وكالة انباء رويترز عن مسؤول من الادارة الاميركية قوله بعد صدور هذا البيان "اردنا ان نرى تراجعا يبين ان موقفهم لم يتغير وانهم فعلوا ذلك".
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية ان رد فعل الولايات المتحدة المبدئي كان انهم "فعلوا ما يتعين عليهم ان يفعلوه".
ويمهد قبول واشنطن للاعتذار الليبي الطريق امام مضي الرئيس جورج بوش في برنامجه لرفع القيود على سفر الاميركيين الى ليبيا وتوسيع العلاقات الدبلوماسية معها.
ومن المتوقع ان يعلن بوش إنهاء الحظر على السفر اليوم الخميس، وكان من المقرر باديء الامر أن يفعل ذلك يوم الثلاثاء.
وفي الوقت ذاته فان ادارة بوش تزمع تخفيف قيود تخضع لقانون السلطات الاقتصادية للطوارئ الدولية للسماح للمواطنين الامريكيين بانفاق اموال اذا ذهبوا الى ليبيا.
وسيفسح بوش الطريق للدبلوماسيون الليبيين للعمل في واشنطن.
واعادت الولايات المتحدة بالفعل وجودها الدبلوماسي في طرابلس بعد اكثر من عشرين عاما.
وسيسمح رفع الحظر على السفر لشركات النفط الاميركية ان تذهب الى طرابلس للتفاوض بشان صفقات استعدادا لليوم الذي ترفع فيه العقوبات التجارية.
وليبيا حريصة على عودة الشركات الاميركية وبخاصة في مجال صناعة النفط موردها الرئيسي من العملات الاجنبية.
وقالت مصادر من الكونجرس الاميركي ان بوش من المحتمل ان يرفع الحظر تدريجيا فقط عن التجارة المباشرة وواردات اميركا من النفط الخام الليبي بهدف مواصلة الضغط على طرابلس لتستمر في تعاونها في مجال اسلحتها للدمار الشامل.
ويعتبر الرئيس بوش تعهد طرابلس بالتخلي عن اسلحتها للدمار الشامل مثالا على الدول الاخرى مثل كوريا الشمالية وسوريا ان تحتذيه.
وقد يسمح تخفيف العقوبات للشركات الاميركية باستئناف نشاطاتها في ليبيا بعد ان اضطرت الى الرحيل عندما ارغمتها العقوبات الاميركية الموسعة التي فرضتها على الانسحاب عام 1986.
وتتنج ليبيا العضو في منظمة اوبك نحو 1.4 مليون برميل من النفط في اليوم.—(البوابة)—(مصادر متعددة)