قال سفير الولايات المتحدة الأميركية بالجزائر هنري إنشر إن واشنطن لا تؤيد إنشاء دولة جديدة على الحدود الجنوبية للبلاد بعد إعلان حركة أزواد إنشاء واحدة في شمالي مالي.
وأوضح إنشر في تصريح صحافي أدلى به خلال زيارته لولاية باتنة شمال شرق الجزائر نشر الأربعاء، أن بلاده ''لا تساند فكرة إنشاء دولة جديدة أو استقلال إقليم الأزواد، وهي تجري مشاورات يومية مع شركائها في المنطقة، لأن ذلك يتنافى مع ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية".
وأكد السفير الأميركي أن واشنطن ''لا تريد أيضا إنشاء قواعد عسكرية لا في إفريقيا ولا في أية منطقة بالجزائر"، معتبرا أن التعاون الجزائري الأميركي "يدخل في إطار القضاء على الإرهاب بالاعتماد على الخبرة الجزائرية التي أثبتت قدرتها في هذا الشق الأمني".
كما اعتبر أن "الجزائر تمثل شريكا رئيسيا في منطقة الساحل الإفريقي وشمال إفريقيا".
وتطرق السفير الأميركي للإنتخابات البرلمانية المقررة في الجزائر في 10 أيار/ مايو الجاري، وقال إن واشنطن "تثمن الجهود المبذولة من طرف الحكومة ورئيس الجمهورية ولجان الانتخابات وكذا الحركة الجمعوية قصد المشاركة الفعالة في هذا الاستحقاق الذي قد يحدث تغييرا في بعض الجوانب"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "تساند من يصل عن طريق الشرعية ومن دون استعمال العنف".
وأشار إنشر إلى أن "كل ما يقال حول مساندة أميركية قوية للأحزاب الإسلامية في الإنتخابات المقبلة غير وارد في الأجندة الأميركية".
ويأتي تصريح إنشر بوقت اتّهم فيه رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى جهات أجنبية لم يسمّها بالعمل على تقويض الأمن في المنطقة العربية والساحل الإفريقي بهدف الإستحواذ على ما فيها من نفط وغاز ويورانيوم وخيرات أخرى.
وقال أويحيى أمام عدد من أنصار حزبه، التجمع الوطني الديموقراطي، في ولاية تمنراست المجاورة لإقليم أزواد "إن وضع منطقة الساحل الصحراوي من الصومال إلى المحيط الأطلسي يتطور بشكل وبطرق جد خطيرة والدليل على ذلك تقسيم السودان الذي لا زال يتخبط في مشاكل والأزمة التي مرت بها دولة مجاورة يربطنا معها ماض مجيد في الكفاح وهي ليبيا التي دعمت الثورة الجزائرية".
واعتبر أويحيى أن "ما يحاك من طرف الأجانب يستهدف في الأخير بترولا وغاز ويورانيوم وخيرات"، مشيرا إلى أنه "بعد أن هزمنا الإرهاب لا بد أن نغلب المآمرات التي تأتينا باسم الديمقراطية" في إشارة إلى الربيع العربي.
وحول إعلان إقليم أزواد استقلاله عن مالي قال أويحيى "إذا كان الأمر شأن داخلي فنحن متمسكون بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.. ولكن هل فكرة الأزواد محلية فقط، إذا لم تكن كذلك لا بد أن نفتح أعيننا ونكون حذرين"، في إشارة إلى أن الإنفصاليين الأزواد هم من قبائل الطوارق التي تنتشر أيضا في جنوب الجزائر والنيجر وليبيا وتشاد.
وقال إن منطقة الساحل وخاصة مالي "تعيش آلاما وأحداث لا تتركنا دون إحساس أو دون انشغال (قلق)"، مشددا على أن "لا أحد أعطى للجزائر شبرا من ترابها هبة.. وما يحدث في دول الجوار يجعل الشعب الجزائري أكثر تمسكا بوحدته الوطنية في كافة أرجاء البلاد".
 
     
                   
   
   
   
   
   
  