وزيرة خارجية المكسيك إلى القاهرة، ومفاجآت بحادثة مقتل السياح

تاريخ النشر: 15 سبتمبر 2015 - 07:16 GMT
وزيرة خارجية المكسيك كلاوديا رويس ماسيو
وزيرة خارجية المكسيك كلاوديا رويس ماسيو

اعلنت وزيرة خارجية المكسيك انها ستتوجه إلى القاهرة للحصول على معلومات من السلطات بعد مقتل سائحين مكسيكيين بنيران قوات الأمن هناك، فيما تكشفت خلال الساعات القليلة الماضية عدة مفاجآت بشأن الحادث الذي تقول مصر انه وقع بطريق الخطأ.

وصرحت كلاوديا رويس ماسيو أمام صحافيين في مطار مكسيكو الدولي “نحن أمام خسارة فادحة في الارواح البشرية وهجوم غير مبرر يحملنا على اعطاء حماية مواطنينا الاولوية”.

وتابعت الوزيرة قبيل مغادرتها انها تسافر برفقة سبعة من اقارب الضحايا بالاضافة الى اطباء للعناية بالجرحى.

وتم تاكيد مقتل اثنين على الاقل من المكسيكيين واصابة ستة اخرين بجروح. واشارت الوزيرة الى ان مصير ستة اشخاص اخرين لم يعرف بعد.

وكانت السلطات المصرية اعلنت مقتل 12 شخصا على الاقل واصابة 10 اخرين بجروح الاحد عندما فتحت قوات الامن المصرية التي كانت تطارد جهاديين في منطقة الواحات البحرية في الصحراء الغربية النار “بطريق الخطا” على اربع سيارات رباعية الدفع كانت تنقل سياحا مكسيكيين.

واشارت رويس ماسيو الى انها ستجري محادثات مع مسؤولين مصريين كبار “للحصول على معلومات مباشرة من اجل كشف ملابسات هذا الحدث المحزن الذي راح ضحيته سياح مكسيكيون ابرياء”.

وصحراء مصر الغربية هي احد المواقع السياحية المرغوبة من هواة رحلات السفاري وفي الوقت نفسه احد معاقل مجموعات مسلحة اسلامية متطرفة بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الذي ينفذ بشكل متواصل هجمات دامية تستهدف قوات الامن والجيش في مصر.

وكانت السفارات الغربية نصحت منذ فترة طويلة السياح بعدم زيارة هذه المنطقة.

مفاجآت
وتكشفت خلال الساعات القليلة الماضية عدة مفاجآت بشأن حادث مقتل السياح مع بدء النيابة العامة التحقيق في الحادث، وفق ما ذكره موقع "سي ان ان بالعربية".

ونقلت قناة "النيل للأخبار" الرسمية أن نيابة جنوب الجيزة، التي تباشر التحقيق في "الحادث"، طلبت من وزارة الداخلية نسخة من "قرار المأمورية" التي أطلقت الرصاص على المجموعة السياحية، كما طلبت تحديد المشاركين في العملية ونوع الأسلحة المستخدمة.

وبينما ذكرت وزيرة الخارجية المكسيكية، كلوديا ماسيو، أن الجرحى أبلغوا السفير المكسيكي بالقاهرة بأنهم تعرضوا للهجوم بواسطة طائرات ومروحيات حربية، نقلت الفضائية المصرية مساء الاثنين، أن النيابة أمرت بـ"التحفظ" على الأسلحة المستخدمة في العمليات.

كما لفت تلفزيون "النيل" إلى أن وفداً من السفارة الأمريكية بالقاهرة توجه إلى مستشفى "دار الفؤاد"، للاطمئنان على حالة المصابين في الحادث، والذين تبين أن من بينهم امرأة تحمل الجنسية الأمريكية، ولم يمكن لـCNN بالعربية تأكيد المعلومة بصورة مستقلة.

كبرى المفاجآت كشف عنها نقيب المرشدين السياحيين، حسن نحلة، حيث أكد في بيان نشره على موقع "فيسبوك"، أن أحد أفراد شرطة السياحة كان برفقة الفوج السياحي أثناء توجهه لمنطقة الواحات البحرية، مؤكداً عدم وجود أي علامات تفيد بأن المنطقة "محظورة."

وأكد نحلة أن المجموعة كانت تتبع شركة "وندوز أوف إيجيبت"، وحصلت على التصاريح الأمنية المطلوبة من شرطة السياحة، بعد إبلاغها بجدول البرنامج السياحي الخاص بالفوج المكسيكي، منذ وصوله يوم 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، متضمناً زيارة الصحراء الغربية.

واستنكر نقيب المرشدين السياحيين ما وصفه بـ"غياب التنسيق" بين وزارتي السياحة والداخلية"، وشدد على "ضرورة وجود نشرات دورية في هذا الشأن، لإخطار شركات السياحة وتحذيرها من الأماكن الخطرة أولاً بأول، لمنع وقوع مثل هذه الحوادث."

ولفت نحلة إلى أنه توجه إلى مستشفى "دار الفؤاد"، وكثير من الزملاء، "فور سماع الأخبار المؤسفة بوفاة الزميل نبيل الطماوي، وثلاثة سائقين، و8 سائحين مكسيكيين"، وأضاف أنه اطلع بنفسه على "الإخطار الأمني لتحرك المجموعة السياحية"، والذي نشره بصفحته على "فيسبوك."

وبينما وصف الطماوي بأنه "من أفضل المرشدين السياحيين في مصر"، فقد لفت إلى أنه "دفع عمره لتوفير اقل دخل لأسرته، في هذه الظروف التي نعانيها لأكثر من 5 سنوات، دون أدنى دخل للعيش الكريم، وتأدية لواجبه لجذب مزيد من السائحين لمصر."

وتابع بقوله: "بسبب الإهمال وعدم التنسيق من وزارة السياحة ووزارة الداخلية، ستدفع مصر والسياحة الثمن"، مطالباً رئاسة الجمهورية بـ"فتح تحقيق دقيق، لمعرفة الأشخاص والإدارات المسؤولة عن هذا الاهمال والتراخي، واللامبالاة بأهمية السياحة وبأهمية المواطنين المصريين."

وفي وقت لاحق من مساء الاثنين، أصدرت نقابة المرشدين السياحيين بيانا، ناشدت فيه أعضاءها "عدم الخوض في تفاصيل الحادث.. حتى الانتهاء من التحقيقات الرسمية"، وأعربت عن إدانتها لما وصفتها بـ"أي تصريحات غير مسؤولة."

وجدد بيان النقابة التأكيد على أن "فرد أمن شرطي" كان بصحبة المجموعة السياحية، وأعلنت عن "التزامها بعدم التفريط في حق الشهيد نبيل الطماوي"، بحسب ما أورد البيان.