بن سلمان سيعلن عن "مفاجأة" خلال كلمة مرتقبة هي الاولى له منذ مقتل خاشقجي

تاريخ النشر: 24 أكتوبر 2018 - 07:57 GMT
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

يتحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمام المشاركين في مؤتمر استثماري في الرياض الأربعاء، في أول تصريحات علنية له منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول قبل ثلاثة اسابيع.

وكان بن سلمان (33 عاما) تناول القضية بشكل مقتضب في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ”، بعيد الإعلان عن فقدان أثر الصحافي في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر الماضي، لكنه لم يتحدث علنا عن القضية التي تحوّلت الى أزمة دولية.

وقال منظمو منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” المنعقد في الرياض منذ الثلاثاء، أن ولي العهد سيشارك في إحدى جلسات اليوم الثاني.

وكُتب في تغريدة على حساب المؤتمر على “تويتر”، “يزداد اليوم حماسة وتميزا حيث سيترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان قائمة المتحدثين”.

ولم يتضح ما إذا كان ولي العهد سيتناول قضية خاشقجي، علما أن الأمير محمد كان تطرق الى مواضيع سياسية في النسخة الاولى من المنتدى العام الماضي، حيث تعهد بالانفتاح والقضاء على التشدد في المملكة المحافظة.

وقالت وسائل إعلام سعودية بينها موقع “سبق” الالكتروني، أن ولي العهد سيعلن خلال الجلسة عن “صفقة” كبيرة.

وألمح القائم بالأعمال السعودي في لبنان، الدبلوماسي وليد البخاري عبر حسابه على تويتر إلى أن بن سلمان سيعلن عن "مفاجأة".

وكتب قائلا الثلاثاء "توقعات بأن يكشف سمو ولي العهد خلال كلمة مهمة صباح غد في جلسة مبادرةمستقبلالاستثمار عن صفقة هامة ورائعة للسعودية، وستحمل رقمًا كبيرًا بعيدًا عن مجال النفط".

كما كتب الصحافي عضوان الأحمري: "مفاجأتان متوقع الإعلان عنهما في مبادرة مستقبل الاستثمار ومشاركة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".

ومن المرجح بحسب المنظمين أن تضم قائمة المتحدثين في الجلسة ذاتها، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

وتسعى المملكة من خلال استضافة منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” للعام الثاني، إلى استقطاب استثمارات جديدة. وتطلق على المؤتمر وسائل الإعلام اسم “دافوس في الصحراء” تيمنا بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويا في سويسرا.

لكن قضية الصحافي السعودي الذي قتل في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر في إسطنبول، تطغى على أعمال المنتدى الذي تستضيفه الرياض حتى الخميس. وأعلنت شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية عديدة مقاطعته، بعدما تحدثت تقارير إعلامية تركية خصوصا عن تورط بن سلمان في العملية.

وبعد 17 يوماً من الإنكار، أعلنت الرياض السبت أنّ خاشقجي قُتل من طريق الخطأ في قنصليتها خلال “شجار”، مؤكدة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكن على علم بما حصل. وشككت دول ومنظمات عدة في الرواية السعودية.

وكان الامير محمد قال في مقابلته مع “بلومبرغ” عندما سئل عن مصير خاشقجي قبل أن تؤكد الرياض مقتله، أنه يعتقد ان الصحافي خرج من القنصلية السعودية بعد دخولها بدقائق.

وحضر ولي العهد جانبا من أعمال المؤتمر الثلاثاء لكنه لم يلق أي كلمة.

وأقرّ وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح في كلمة ألقاها في المنتدى الاستثماري في الرياض، بأن القضية تحوّلت الى أزمة.

وأوضح “كما تعلمون هذه أيام صعبة (…) ونحن نمر بأزمة”، واصفا مقتل خاشقجي بأنه “مقيت ومؤسف ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره”.

ومساء الثلاثاء دان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما وصفه بأنه “أسوأ عملية تستر” من قبل السعوديين على قتل الصحافي، معتبرا أنها “إخفاق تام”، بينما بدأت الولايات المتحدة إجراءات إلغاء تأشيرات الدخول للسعوديين المتورطين في هذه القضية.

وكانت المملكة أعلنت توقيف 18 سعوديا على ذمة القضية.

"أسوأ تستر على الإطلاق"
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء إن السلطات السعودية دبرت ”أسوأ تستر على الإطلاق“ فيما يتعلق بقتل خاشقجي هذا الشهر، في الوقت الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة بإلغاء تأشيرات دخول بعض من يعتقد أنهم مسؤولون عن الحادث.

وتحدث ترامب بعد ساعات من رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاولات الرياض تحميل المسؤولية عن قتل خاشقجي لضباط مارقين وحثها على ”الكشف عن كافة المتورطين في هذه القضية من أسفل السلم إلى أعلاه“.

ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي قُتل عمدا داخل القنصلية وتم تقطيع أوصاله على يد فريق من السعوديين.

وقال ترامب إن قتل الصحفي وما تلاه من تستر من جانب السعودية كان ”فشلا ذريعا“.

وأضاف للصحفيين ”ما كان ينبغي أبدا أن يحدث قتل أو تستر عليه، لأنه ما كان ينبغي حدوثه أبدا“.

وأضاف أنه تحدث يوم الاثنين إلى ولي العهد السعودي الذي نفى أي علاقة له بمقتل خاشقجي.

وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي إن المسؤولين السعوديين تعاملوا مع قضية خاشقجي بطريقة سيئة.

وقال للصحفيين في البيت الأبيض ”صفقة سيئة، ما كان ينبغي التفكير فيها أبدا. ارتكب شخص ما خطأ. ودبروا أسوأ عملية تستر على الإطلاق“.

ولم يعلن ترامب رأيه حول من المسؤول النهائي. لكن وزير الخارجية مايك بومبيو قال إن الولايات المتحدة حددت بعض المسؤولين السعوديين الذين تعتقد أنهم ضالعون في قتل خاشقجي وإنها ستتخذ إجراءات مناسبة منها إلغاء تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه سيتم إلغاء تأشيرات دخول 21 سعوديا إلى الولايات المتحدة أو سيكونون غير مؤهلين للحصول على تأشيرات بسبب مقتل خاشقجي.

وقال مسؤول في الوزارة إن الغالبية العظمى من هؤلاء يملكون تأشيرات أمريكية.

وقال بومبيو ”تلك العقوبات لن تكون كلمة الولايات المتحدة الأخيرة بشأن القضية“.

ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق بشأن الإجراءات الأمريكية.

ونفت الرياض في بادئ الأمر أي علم لها بمصير خاشقجي ثم أعلنت عن مقتله في شجار داخل القنصلية. وأبدى العديد من الحكومات الغربية تشككا في الرواية السعودية مما أدى إلى توتر العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم.

وغيرت السعودية بعد ذلك بعض أجزاء روايتها الرسمية بشأن وفاة خاشقجي مما زاد من القلق الدولي.

* أردوغان يتوعد
لم يذكر أردوغان الأمير محمد الذي يشتبه بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بأنه من أصدر الأمر بالقتل.

وقال في كلمة أمام البرلمان ”لقد اتخذت الإدارة السعودية بالفعل خطوة مهمة بإقرار حدوث القتل. ونحن من الآن فصاعدا نطالبها بالسعي إلى الكشف عن كافة المتورطين في هذه القضية من أسفل السلم إلى أعلاه وبتطبيق العقاب اللازم أمام القانون“.

وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي (59 عاما) داخل القنصلية. ولم يشر أردوغان في كلمته إلى أي تسجيل صوتي.

وقال اجتماع لمجلس الوزراء السعودي رأسه الملك سلمان إن الرياض ستحاسب المسؤولين عن هذه الجريمة ومن تقاعسوا عن القيام بواجباتهم أيا كانوا.

وقالت محطة (سي.إن.إن ترك) إن محققين أتراكا فتشوا سيارة تابعة للقنصلية السعودية في اسطنبول كان بها حقيبتان وأشياء أخرى. ولم يعرف ما الذي كان بالحقيبتين.

*“جريمة وحشية“
قال ترامب إنه سيعمل مع الكونجرس الأمريكي لتحديد رد الولايات المتحدة على قضية خاشقجي.

وقال ”فيما يتعلق بما سنفعله في نهاية الأمر، سأتركه إلى حد بعيد للكونجرس بالاشتراك معي“ وأضاف أنه سيود الحصول على توصية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وقالت أربعة مصادر مطلعة لرويترز يوم الثلاثاء إن جينا هاسبل مديرة المخابرات المركزية الأمريكية، التي تزور تركيا للمساعدة في التحقيق في مقتل الصحفي السعودي، طلبت الاستماع إلى تسجيل صوتي مزعوم يوثق تعذيبه ومقتله.

وانسحبت حكومات غربية ورؤساء تنفيذيون لشركات من مؤتمر استثماري بارز بدأ يوم الثلاثاء في السعودية بسبب قضية خاشقجي.

وقال أردوغان إن القتل جرى التخطيط له عندما ذهب خاشقجي للمرة الأولى للقنصلية السعودية في اسطنبول يوم 28 سبتمبر أيلول للحصول على وثائق لازمة لزواجه. وأبلغه مسؤولو القنصلية بأن يعود لاحقا للحصول على تلك الوثائق.

وأضاف الرئيس التركي أنه قبل يوم من وفاة خاشقجي، وصل ضباط من الخارج وبدأوا استطلاع مواقع منها غابة بلجراد قرب اسطنبول ومدينة يالوا إلى الجنوب منها. وذكرت رويترز أن الشرطة فتشت المنطقتين بحثا عن دليل يقود إلى رفات خاشقجي.

وتابع أردوغان أن القرص الصلب الخاص بشبكة الكاميرات في القنصلية أزيل في يوم وصول خاشقجي لموعده قبل أن يقتل لاحقا.

وقال ”التستر على جريمة قتل وحشية كهذه سيضر بالضمير الإنساني. ونحن نتوقع نفس الشعور بدقة الوضع من كل الأطراف وخصوص قيادة المملكة العربية السعودية“.

وأضاف ”لدينا دلائل قوية على أن عملية القتل كانت نتيجة عملية مخطط لها وليست تطورا عفويا“.