قتل نحو 80 شخصا، وأصيب 173 آخرين، اليوم الأربعاء، في الإنفجارين اللذين وقعا قرب مرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، في محافظة كرمان الإيرانية.
ونقلت وكالة "ارنا" قالت عن مركز الطوارئ الطبية في محافظ كرمان "ان مفخختين انفجرتا بالقرب من مرقد الشهيد سليماني" وقال "الحادث بالقرب من مرقد سليماني ناجم عن هجوم إرهابي".
وجاء الانفجاران تزامنا مع إحياء الذكرى الرابعة لمقتل سليماني، إثر ضربة جوية أميركية في العراق
هذه التصريحات اكدها فيما بعد التلفزيون الرسمي الإيراني الذي افصح بان : هجوم محافظة كرمان عمل إرهابي
وفي وقت سابق روجت مصادر ايرانية انباء عن ان سبب سقوط القتلى ناجم عن انفجار انابيب الغاز ، وقال مراسلون نقلا عن وسائل اعلام رسمية ان سبب عدد من الاشخاص يوزعون الشاي على الزوار تماشيا مع الطقس البارد ويبدو ان احدى الانابيب انفجرت
ولقي قاسم سليماني حتفه الى جانب نائب رئيس الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس بعد دقائق من وصوله الى بغداد قادما من دمشق في زيارة لم تكن معلنه في غارة شنتها طائرة مسيرة اقر الرئيس الاميركي حينها دونالد ترامب مسؤولية بلاده عن الاغتيال
من هو قاسم سليماني؟
ولد قاسم سليماني في الـ11 من مارس 1957 في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فقيرة فلاحة وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى انتصار الثورة عام 1979 حيث انضم إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد الخميني.
وكانت أول مهمة له في صفوف الحرس إرساله إلى غرب إيران، حيث انتفض الأكراد للمطالبة بحقوقهم القومية بالتزامن مع انتفاضات الشعوب غير الفارسية الأخرى كالتركمان والعرب الأهوازيين ضد نظام الخميني الذي قمع مطالبهم وحقوقهم الأساسية التي حرمها الشاه منهم وتوقعوا أن النظام الإسلامي الجديد سيلبيها لهم بدل الاستمرار في تهميشهم.
وبدأ قاسم سليماني حياته العسكرية بالمشاركة في قمع انتفاضة الأكراد على جبهة مهاباد، عام 1979، ثم انضم إلى الحرس الثوري في العام التالي عندما تطوع للمشاركة في الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1988 ) حيث أصبح قائدا لفيلق "41 ثأر الله" بالحرس الثوري وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدا من قادة الفيالق على الجبهات.
وتولّى سليماني قيادة "فيلق القدس" عام 1998، حيث اشترك بعد عام مع قوات الحرس الثوري وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد علي خامنئي والأنصار المتشددين لنظام إيران في قمع انتفاضة الطلاب في يوليو 1999.
كان سليماني نشطًا في العديد من الصراعات في باقي أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق والشام، مع الحفاظ على مستوى منخفض. وكانت أساليبه مزيجا من المساعدة العسكرية للحلفاء الأيديولوجيين والدبلوماسية الاستراتيجية الصعبة. وقد قدّم منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية للشيعة وحزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضى الفلسطينية.
كما ساعد بتقديم الدعم العسكري والمعلوماتي لقيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة التي تقدمت ضد تنظيم داعش خلال عامي 2014-2015، وتصنفه الولايات المتحدة بأنه أحد أخطر الإرهابيين على مستوى العالم.
عزز سليماني علاقته مع قيادات حزب الله اللبناني، منهم عماد مغنية ومصطفى بدرالدين وزعيم الحزب حسن نصر الله، منذ عام 2000 ومن ثم حرب يوليو عام 2006 مع إسرائيل. وكان له الدور الأساسي في تجهيز حزب الله بالصواريخ ومن ثم تعززت العلاقة العضوية بين فيقل القدس وحزب الله، خلال التدخل العسكري لإنقاذ حليفهما نظام بشار الأسد في سوريا منذ عام 2011.