23 شهيدا في مجزرة اسرائيلية في رفح: بوش قلق واوربا تدين بشدة وشهداء الاقصى تنتقد اداء الحكومة الفلسطينية

تاريخ النشر: 19 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مذبحة جديدة ضد الفلسطينيين وقتلت 23 شهيدا غالبتهم من الاطفال في قصف على رفح وانتقدت كتائب شهداء الاقصى اداء السلطة الفلسطينية فيما ادان الاتحاد الاوروبي المجزرة واكد ان اسرائيل تستهين بالحياة الانسانية كما طالب الرئيس عرفات العالم بارسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني. 

تفاصيل المجزرة 

وأفاد شهود عيان، أن الطائرات أطلقت ستة صواريخ على المسيرة التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رفح، وانطلقت من المنطقة الشرقية باتجاه حي تل السلطان للتضامن مع الأهالي هناك والذين يتعرضون لهجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الثلاثاء. 

وأكد الشهود، أن معظم الشهداء والجرحى هم من الأطفال الذين حملوا عبوات من الحليب والأغطية والمواد الغذائية كانوا يعتزمون التبرع بها لأهالي حي تل السلطان. 

وأفاد الشهود، أن طائرت الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بداية على المسيرة قبل أن تمطرها بستة صواريخ. 

وقالت المصادر إن المسيرة انطلقت من مدينة رفح باتجاه حي تل السلطان، وما إن اقتربت من مفترق زعرب على مشارف حي تل السلطان حتى جوبهت بإطلاق نار الرشاشات من قبل الطائرات ومن ثم أتبعت بإطلاق ستة صواريخ، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. 

ونقلت إن صوراً مروعة للأطفال الذين غطتهم الدماء، وتناثرت أشلاء الجثث في الشارع 

وقالت مصادر طبية وامنية فلسطينية انه تم احصاء نحو 23 جثمانا من بين نحو 3 الاف متظاهر فلسطيني نافيه بذلك تقارير اعلامية اميركية واسرائيلية زعمت سقوط 10 شهداء فقط . 

واكدت المصادر ان 10 على الاقل من بين الشهداء هم قاصرين. 

وجرح اكثر من 60 اخرين، العديد منهم في حال الخطر، وفقا للمصادر ذاتها.  

واضافت المصادر ان الدبابات الاسرائيلية شاركت كذلك في قصف التظاهرة التي خرجت احتجاجا على العملية العسكرية الاسرائيلية في الحي المحاصر وفي مخيم رفح، والتي اسفرت حتى ما قبل القصف الاخير، عن سقوط 23 شهيدا واكثر من 40 جريحا. 

وقالت مصادر طبية إن أشلاء جثث أحضرت إلى المستشفيات وان غالبيتها تعود لاطفال كانوا يسيرون في مقدمة التظاهرة. 

وأعلنت السلطة الفلسطينية حالة الطوارئ في رفح وفي قطاع غزة، وطلب رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، بفتح جميع العيادات في قطاع غزة من أجل تقديم المساعدة للمصابين جراء قصف المتظاهرين في رفح. 

تبريرات اسرائيلية 

ويبدو ان حكومة شارون تتجه للاعلان عن خطأ في التنفيذ فقد افادت تقارير عبرية حيث طالب عضو الكنيست، ران كوهين، وزير الدفاع الإسرائيلي بإصدار تعليمات فورية بوقف عمليات القتل في رفح وخروج القوات الإسرائيلية من المدينة بشكل فوري.  

وطالب كوهين بتشكيل لجنة تحقيق لفحص من يقف وراء إصدار تعليمات للطيارين بتنفيذ القصف، بينما اعلن جيش الاحتلال انه يحقق في العملية في هذه الاثناء قال انه سمح لسيارات الإسعاف الفلسطينية من التحرك من رفح إلى خان يونس وهي خطوة كان يعارضها في المجازر التي اعتاد على ارتكابها. 

وزعم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على المجزرة في رفح بقوله: "إنه حادث صعب. مسيرة احتجاج شارك فيها مئات المتظاهرين نظمتها السلطة الفلسطينية، انطلقت من وسط رفح على الشارع الرئيسي باتجاه حي "تل السلطان" في منطقة يتم استهداف قواتنا فيها. ومع اقتراب المسيرة التي شارك فيها أيضًا مسلحون باتجاه قواتنا، تم إطلاق صاروخ بهدف الردع على منطقة خالية وليس على المتظاهرين. وحين لم يجد ذلك نفعًا واستمر المتظاهرون بالتحرك باتجاه قواتنا، تم إطلاق النار على حائط مبنى مهجور على جانب الطريق. وأطلقت بعد ذلك دبابة أربع قذائف على المبنى المذكور. ربما وقعت الإصابات جراء إطلاق الدبابة قذائف على المبنى المهجور. وما زالت ملابسات الحادث قيد الفحص". 

وقال الناطق بلسان الجيش في البيان أيضًا: "لم يتم ولا في أية مرحلة توجيه إطلاق النار تجاه المواطنين الأبرياء" 

وقال موقع "يديعوت احرونوت" على الانترنت ان قصف المتظاهرين في رفح قد سبب حرجًا في أوساط الجيش الاسرائيلي، مشيرة الى انه تقرر إجراء جلسة خاصة في هيئة الأركان العامة للجيش من أجل استيضاح ملابسات الحادث. 

دعوات لتقديم اركان حكومة شارون لمحاكمة دولية 

ومن جهته قال رئيس كتلة "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، محمد بركة، تعقيبًا على القصف إن "الجيش الإسرائيلي ينفذ مجزرة في رفح وحصيلة القتلى تثبت ذلك". ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل فورًا. 

وطالب عضو الكنيست، عزمي بشارة، بأن "يمثل كل من رئيس الحكومة الإسرائيلي (ارييل شارون) ووزير الدفاع (شاوول موفاز) ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي (موشيه يعالون) أمام محكمة دولية لجرائم الحرب، حيث يتعين عليهم أن يبرروا أعمالهم هناك وليس أمام جمهورهم الخاص". 

غارات جديدة 

وقبيل منتصف ليل الاربعاء/ الخميس اطلقت طائرات هليكوبتر اسرائيلية صاروخين على مخيم رفح للاجئين بغزة  

شهداء  

وفي وقت سابق الاربعاء، اعلنت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان أربعة فلسطينيين إستشهدوا كما أصيب 10 آخرون بجروح مختلفة برصاص الجيش الاسرائيلي في حي تل السلطان برفح. 

وقال المصدر الطبي ان خليل ابو سعد (37 عاما) استشهد برصاص الجيش الاسرائيلي بعيار نارى قاتل في الصدر كما استشهد محمد ابو ناصر (16 عاما) حيث اصيب بعيار ناري في الراس وكلاهما من حي تل السلطان غرب مدينة رفح.  

وفي وقت لاحق من ظهر الاربعاء، قتلت القوات الاسرائيلية الطفل صابر أبو لبدة ( 13 عاماً) كما أصابت شقيقيه بجروح خطيرة. واستشهد فلسطيني رابع هو اسامة ابو ناصر. 

وقامت القوات الاسرائيلية الاربعاء بتفتيش المنازل في مخيم رفح للاجئين بحثا عن نشطاء وأنفاق يقول الجيش انها لتهريب الاسلحة فيما دخلت أعنف غارة تشنها اسرائيل منذ سنوات على قطاع غزة يومها الثاني.  

وقال شهود ان الجنود الاسرائيليين امروا عبر مكبرات الصوت كافة الذكور في حي تل السلطان، ممن تزيد اعمارهم عن 16 عاما، بالتجمع في احدى مدارس الحي، بينما طلب من المسلحين في المنطقة الاستسلام والخروج من مخابئهم وهم يحملون رايات بيضاء لتجنب تعرضهم للقتل.  

وكانت القوات الاسرائيلية قتلت عشرين فلسطينيا بينهم ثلاثة اطفال، وجرحت 40 فلسطينيا اخر، منذ بدئها عمليتها العسكرية الواسعة التي اطلقت عليها "قوس قزح" في منطقة رفح فجر الثلاثاء 

الاتحاد الاوروبي يدين الغارات الاسرائيلية 

في الغضون انتقد الاتحاد الاوروبي بقوة العدوان الاسرائيلي ووصفه بأنه عمل "غير متناسب تماما" ويظهر "استهانة بالحياة الانسانية تنم عن تهور." 

وفي واحد من أقوى بيانات الادانة حتى الان للممارسات الاسرائيلية الاخيرة ضد الفلسطينيين أشار بريان كوين وزير خارجية ايرلندا الذي كان يتحدث باسم رئاسة الاتحاد الاوروبي الى تقارير أولية بشأن وجود أطفال كثيرين بين الضحايا. 

وقال كوين في بيان "من الواضح أن عمل اليوم كان غير متناسب تماما مع اي تهديد واجهه الجيش الاسرائيلي وان القوات الاسرائيلية أظهرت استهانة بالحياة الانسانية تنم عن تهور." 

واضاف "استهداف أطفال ابرياء في صراع كهذا لابد أن يكون دائما موضع ادانة... قتل الاطفال لا يخدم أي قضية مشروعة..." 

وصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة، جون دغارد، العدوان الاسرائيلي بأنها جريمة حرب وانتهاك لحقوق الإنسان. وقال جون دغارد في بيان: " إن هذه الأعمال تشكل جرائم حرب، كما أنها ترقى إلى عقاب جماعي ينتهك القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان 

عرفات: المجزرة جريمة ضد القيم الانسانية  

من جهته وصف الرئيس ياسر عرفات، المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الأبرياء في رفح بأنها "مجزرة بشرية ضد كل القيم الإنسانية والحضارية والسياسية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان". 

وقال الرئيس في كلمة له خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن ما جرى في رفح هو مجزرة بشرية ضد كل القيم الإنسانية والحضارية والسياسية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، مضيفاً أنها "جرائم حرب". 

وقال إنها " جريمة حرب ترتكب ضد جماهير خرجت في مظاهرة سلمية بعد الحصار وبعد أن دمروا شبكات المياه والكهرباء ومنعوا سيارات الإسعاف من التحرك ومنعوا الأطباء من الوصول، ومنعوا الطعام والأدوية. 

وتابع "هل يعقل أن تخرج الجماهير للاحتجاج على ما يحدث في تل السلطان وغيرها من المناطق وتأتي الطائرات بأوامر إجرامية وأوامر عسكرية خارجة عن كل القوانين الدولية، لترتكب جرائم حرب بصواريخها ضد هذه التجمعات الجماهيرية التي فيها أطفال ونساء وشيوخ ورجال يطالبون بالحياة والدواء والماء!!". وتساءل ماذا يمكن نسمى هذا؟. 

وأعلن الرئيس أنه يجري اتصالات مع العديد من الأطراف الدولية، حول هذه الجريمة البشعة، وقال "إننا سنتابع هذا بلا شك". 

وتابع "هل هذا هو الانسحاب من غزة، تدمير وقتل أهلها قبل الانسحاب. لقد توقعت ذلك عندما قلت انسحاب وهمي وغادر، والغدر أصبح واضح". 

وتابع أنه دعا لهذا الاجتماع الطارئ للقيادة الفلسطينية، لمواجهة الأوضاع الخطيرة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وخاصة أهلنا في رفح 

شهداء الاقصى  

وقد انتقدت كتائب شهداء الاقصى غياب الحكومة الفلسطينية والمستوى الرسمي عن الارض واعتبرته امر "مخجل في الوقت الذي تقترف فيه أبشع المجازر القذرة بحق أهلنا المرابطين في قلعة الجنوب الصامد رفــح". 

وطالبت الكتائب بعودة رئيس الوزراء الفلسطيني من خارج الوطن وقطع زيارته فوراً والمباشرة بممارسة مهامه ومسؤولياته الوطنية تجاه ما يرتكب من مجازر صهيوني في رفــح.. واوضحت بقولها "فقد قطع رئيس حكومة العدو النازي زياراته الخارجية تكراراً أثر العمليات الفدائية" 

كما ودعت الى عودة نواب المجلس التشريعي ورئيسه وجميع الوزراء من الخارج والتوجه فوراً إلي أرض المجزرة في رفــح. و تشكيل جماعة ضغط فلسطينية من الوزراء والنواب في المجلس التشريعي "والتوجه لقلعة الجنوب رفــح لفك الحصار المفروض علي أهلها ومشاركتها صمودها الأسطوري وتحديها لآله البطش الصهيونية". 

وهددت الكتائب بالبراءة من القيادة الفلسطينية ان لم تقم الاخيرة بتنفيذ هذه المطالب والمحت الى انها ستمنعهم من الدخول الى غزة في المستقبل "وسيكون عدم دخولهم لغزة أمر مؤكد". 

بوش يدعو اسرائيل الى ضبط النفس 

اما الرئيس الاميركي جورج بوش فقد اكتفى بدعوة اسرائيل الى التحلي بضبط النفس وقال "من المهم أن يحترم الناس حياة الأبرياء من أجل تحقيق السلام". وأضاف بوش: "سنتلقى توضيحات عمّا حدث من الحكومة... لكنني سأستمر بتذكير الأطراف بضرورة احترام حياة المواطنين الأبرياء". 

وكان البيت الأبيض قد أصدر في وقت سابق من اليوم أصدر البيت الأبيض بيانـًا أعرب فيه عن قلقه الشديد من إصابة مثل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين بنيران أطلقت على مظاهرة. 

وقال الناطق بلسان البيت الأبيض، سكوت مكلالن: "إننا قلقون جدًا في أعقاب التقارير الواردة من غزة ومن التقارير حول العدد الكبير للمصابين. لقد طلبنا من حكومة إسرائيل التفاصيل والحقائق حول ما حدث. إننا نتعقب التطورات وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس". 

 

.—(البوابة)—(مصادر متعددة)