أعادت اسرائيل احياء واحد من اخطر مشاريعها الاستيطانية، والذي سيكون من شأنه في حال إقراره ان يفصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، فيما جددت الولايات المتحدة التزامها بفتح قنصلية للفلسطينيين في القدس.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية الاربعاء، ان الادارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، تعتزم بحث البناء والتوسع الاستيطاني في منطقة "E1 " في الضفة الغربية خلال جلسة ستعقد في 18 تموز/يوليو المقبل، وسيكون على جدول أعمالها مشاريع استيطانية حصلت على الموافقة المبدئية.
واشارت صحيفة "هآرتس" الى ان إعلان الإدارة المدنية عن هذه الخطوة يأتي بعد التماس قدمته مستوطنة "معاليه أدوميم" الى المحكمة العليا الإسرائيلية، عقب تجميد النشاط الاستيطاني وتعليق خطة البناء في المستوطنة بقرار من الحكومة عقب ضغوطا من الإدارة الأميركية.
وذكرت الصحيفة أن مساحة المشاريع المخططة للبناء في منطقة "E1" تبلغ 12 كيلومترا مربعا، حيث من المقرر بناء حوالي 3500 وحدة استيطانية.
وتقع هذه المنطقة بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وهو ما يمنع أي تواصل جغرافي فلسطيني بين شمال وجنوب الضفة، فضلا عن قطع التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية ومدينتي رام الله وبيت لحم.

وكانت جرت المصادقة لأول مرة على مشروع التوسع الاستيطاني في المنطقة من قبل حكومة بنيامين نتنياهو عام 2012، حيث تم تعليق وتجميد المشروع لمدة 8 سنوات بعد ضغوطا أميركية ودولية. علما أن الخطة عارضها ايضا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
القنصلية الاميركية بالقدس
الى ذلك، ابلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي الثلاثاء، التزام واشنطن بإعادة فتح قنصليتها في القدس.
وأشار بلينكن إلى أن الإدارة الأمريكية سترسل وفدا رفيع المستوى للتحضير لزيارة الرئيس بايدن، ومناقشة كل القضايا التي طرحها عباس في هذا الاتصال، وإعداد المناخ المناسب لنجاح زيارة الرئيس بايدن للأراضي الفلسطينية والمنطقة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
ومن جانبه ايضا، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ملتزمة بفتح قنصليتها في مدينة القدس.
وتعهد الرئيس الاميركي جو بايدن، بإعادة فتح القنصلية لكن لم يُحدد موعد لذلك. وتعارض إسرائيل ذلك علنا، واقترحت أن يكون مقر مثل هذه البعثة في الضفة الغربية المحتلة وليس في القدس.
ويعتزم بايدن زيارة إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية نهاية يونيو/حزيران، وستكون هذه أول زيارة للرئيس الأميركي إلى المنطقة منذ وصوله إلى البيت الأبيض مطلع العام الماضي.

وقال برايس في افادة صحفية: "نواصل مناقشة هذا الأمر مع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين، وسنواصل التشاور مع أعضاء الكونغرس أيضا.. في غضون ذلك، في هذه اللحظة بالذات، لدينا فريق متخصص من الزملاء العاملين في القدس، في مكتبنا للشؤون الفلسطينية، يركزون على التعامل مع الشعب الفلسطيني والتواصل معه".
واضاف ان "هناك عددا من الخطوات التي يجب أن تبدأ في إعادة فتح أي منشأة دبلوماسية..هناك بعض الحساسيات الفريدة لهذا المرفق بالذات، لكن كما قلت من قبل، نحن نعمل من خلال هذه القضية مع شركائنا الفلسطينيين والإسرائيليين".
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل في تقرير الثلاثاء، عن مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين، لم تذكرهم بالاسم، يوم الأحد قولهم إن واشنطن تعتزم تعيين هادي عمرو، كبير الدبلوماسيين الحاليين المعنيين بشؤون المنطقة في وزارة الخارجية، مبعوثا خاصا للفلسطينيين، كبديل لإعادة فتح القنصلية.
وردا على سؤال بخصوص ما اوردته الصحيفة، قال برايس: "ليس لدي أي بيانات عن الموظفين لمعاينتها..ما يمكنني قوله هو أننا نظل ملتزمين بفتح قنصلية في القدس..ما زلنا نعتقد أنه يمكن أن يكون ذلك وسيلة مهمة لبلدنا للتعامل مع الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم له".
