رشح عدد من نقاد الأدب أفضل الروايات في عام 2016، من بينها "رحلة الدم" لإبراهيم عيسى، و"في فمي لؤلؤ" للكاتبة الإماراتية ميسون صقر، وتنوعت آرائهم بين الروايات الاجتماعية والرومانسية والسياسية.
قال الدكتور صلاح فضل- ناقد أدبي، إن أفضل الروايات من وجهة نظره لهذا العام هي رواية "رحلة الدم" للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى.
ويتناول "عيسى" في روايته الجديدة المسكوت عنه في التاريخ الإسلامي، حيث يربط بين صراعات المسلمين الأوائل بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفتح مصر، واغتيال عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، وذلك في صورة أقرب ما تكون إلى الحقيقة عن هذه السنوات المهمة والتي غيرت وجه العالم للأبد.
و جميع أحداث "رحلة الدم- القتلة الأوائل"، تستند على وقائع وردت في المراجع التاريخية المعتمدة، وهي الجزء الأول من سلسلة "القتلة الأوائل"، وتُعد الرواية هي عودة للكاتب الصحفي مرة أخرى منذ آخر رواية له "مولانا" التي صدرت قبل 4 سنوات.
من جانبه رأى الناقد حسين حمودة، أن أفضل كتاب من وجهة نظره هو "شُبرا.. إسكندرية صغيرة في القاهرة"، لأنه يُعيد الاهتمام ببعض القيم الحياتية مثل التسامح وقبول الآخر، وهي قيم عرفتها الإسكندرية وقطاعات من القاهرة ومنها شبرا المنطقة التي يتوقف عندها الكتاب.
ويتناول كتاب "شُبرا.. إسكندرية صغيرة في القاهرة" للدكتور محمد عفيفي- رئيس قسم التاريخ بكلية آداب جامعة القاهرة والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الأسبق، تاريخ حي "شبرا" ويرصد أبرز الشخصيات التي كان لها دور بارز في المجتمع، بمختلف المجالات، بداية من القرن العشرين.
بينما اختار حمودة "في فمي لؤلؤة"، لتكون أفضل رواية لهذا العام، لميسون صقر، لأنها تتحدث عن الألم الكبير والمعاناة إلى حد الموت في مسيرة العثور على حلي تتزين بها بعض النساء.
وتتناول الرواية عالم صيد اللؤلؤ، وحياة الغواصين، وتقدم بانوراما كاملة لحياة الإمارات في تلك الحقبة في خيوط سرد متوازية، فتتنقل بين الحصون ومزارع الإبل ومناطق البدو ومدن الصيد، وخيام الغواصين، وجبال الشحوح، وتحتفي بخصوصية كل مجموعة، كما تقدم بين ثنايا القصة المتخيلة شخصيات وأحداثًا من الواقع تصل إلى حد التأريخ في بعض المواضع.
وأوضحت الدكتورة أماني فؤاد- أستاذة مساعدة النقد في أكاديمية الفنون، أن أفضل رواية قرأتها في هذا العام هي "أنا العالم" للكاتب المصري هاني عبد المريد.
وتدور أحداث الرواية عن الشاب الذي صار شعره نعناعًا، وحبيبته التي صار شعرها ياسمينًا، يبدأ هو بالتساؤل عن أسباب محبته لحبيبته، وهكذا تستمر الرواية محاولة استكشاف هذه الأسباب من خلال سرد أحداث حياته من قبل حتى أن يولد. عائلته الغريبة، بين والده خياط "الرفا" وأمه ربة البيت، وإخوته المشوهين.
وأضافت فؤاد أن رواية "قطط العام الفائت" للروائي إبراهيم عبد المجيد من الروايات المميزة. ويطرح عبد المجيد، أحداثًا جادة جدًا في قالب فانتازي صارخ، وتبدأ الرواية بتنويه يحدد مسار الأحداث؛ "في بلد يسمى لاوند قامت ثورة في اليوم نفسه التي حدثت فيه الثورة في مصرايم.. هنا ما جرى في لاوند، وأي تشابه مع الواقع غير مقصود".
من جانبها قالت الناقدة سلوى علوان، إن أفضل الروايات لهذه العام هي "هيبتا" للكاتب محمد صادق، و"الفيل الأزرق" للكاتب أحمد مراد، و"عزازيل" للروائي يوسف زيدان.
وأوضحت علوان، أن هذه الروايات أعادت الشباب إلى القراءة مرة أخرى، مشيرة إلى أن معظهما ناقشت مشاكل الحب التي يمر بها الشباب وبعضها اختار الابتعاد عن الواقع واللجوء إلى الخير.
"هيبتا" هي محاضرة مدتها سبع ساعات يحكي فيها على لسان بطل الرواية "أسامة" عن حالات نادرة، و رغم ندرتها لن تستطيع إلا أن تجد نفسك في عالم الحب والأمل والألم من خلال حالات نعيشها ونفهم منها المراحل السبع التي لخصت كل القواعد "قواعد الهـيـبـتـا" وتحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج هادي الباجوري.
أما رواية "الفيل الأزرق"، فتتناول عودة طبيب إلى عمله في قسم"8 غرب"، الذي يقرر مصير مُرتكبي الجرائم، يُقابل صديقًا قديمًا يحمل إليه ماضيًا، جاهد طويلًا لينساه، ويصبح مصيره فجأة بين يديه.
وتأخذنا الرواية الثالثة إلى كواليس عالم غريب قضى عامين في دراسة تفاصيله، رحلة مثيرة نستكشف فيها أعمق وأغرب خبايا النفس البشرية.
كما تدور أحداث رواية عزازيل في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من ناحية، والمؤمنين الجدد والوثنية المتراجعة من جهة ثانية. فازت الرواية بجائزة بوكر العربية سنة 2009، كما حصلت على جائزة "أنوبى" البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية سنة 2012.