صدر كتاب "بين الشرق والغرب عالم اخر " حديثا للباحثة سمر دهمش جراح، تقول في مقدمته: بدأت الّتفكير بضرورة وضع هذا الكتاب منذ عدّة سنوات، بسبب زياراتي المتكرّرة للوطن العربيّ وتفاعلي مع النّاس ومحاولتي الرّد على تساؤلاتهم حول أمريكا، وخاصّة بعد نشر كتابي الأول وإلقائي عدّة محاضرات في مصر والأردن، وثمّ تفاعلي مع النّاس عبر شبكات التّواصل الاجتماعيّ. وأصبح الأمر ملحّاً بعد بدء الثّورة في تونس والتّغيير الذي أحدثته في البلاد العربيّة وحيرة الكثير من العرب ممّا حدث ولايزال يحدث، وعن دور أمريكا في كلّ هذا.
فقد وجدت من خلال حواراتي أنّ الكثير من النّاس لا يعرفون طبيعة أمريكا كدولة وكقوّة عظمى، ولا طبيعة الفرد الأمريكيّ ولا حياتنا هنا في أمريكا كمهاجرين جدد. كما لاحظت أنّ الكثير ممّا يعرفه العرب عن أمريكا وشعبها مبنيّ على مفاهيم خاطئة أو سطحيّة. وبما أنّني أمضيت نصف حياتي في الوطن العربيّ متنقلّة بين الكويت حيث ولدت، ولبنان والسّعودية ومصر حيث درست، والأردن حيث عملت كمحرّرة أخبار ومراسلة، وها أنا أمضي نصف حياتي الآخر في أمريكا، أجد نفسي اليوم شخصاً يعيش في الوسط، لا أنا في الشّرق ولا أنا في الغرب، أنا في عالم آخر بين الاثنين، أيّ ما بين الشّرق والغرب، عالم آخر يحيا فيه الكثير من المهاجرين الجدد.
لعلّ الخواطر في هذا الكتاب تبيّن ما هو مثير وجميل وغريب وعجيب ومؤلم ومحزن في تلك العوالم الثلاثة...
حاولت الميل إلى البساطة في سرد الأحداث وأن لا يكون الكتاب أكاديميّاً ويصل ما فيه إلى الجميع، حتّى إلى من يكره السّياسة ولكنّه يحبّ أن يفهم أمريكا كدولة وشعب
أريد الّتنويه بأنّه من الصّعب جداً تلخيص تاريخ وحاضر دولة تتميّز بمساحتها الكبيرة وتضمّ أقليات عديدة ولها نشاط سياسيّ وعسكريّ واقتصاديّ في جميع أنحاء العالم في كتاب واحد، كما أنّني أتوقّع من أيّ عربيّ أو عربيّة يعيشون مثلي في أمريكا الاختلاف معي في نظرتهم وتحليلاتهم، لأنّ لكلّ إنسان تجاربه الشّخصيّة؛ فمنّا من يعيش متقوقعاً ومنّا من يعيش نشطاً ومنّا من يسكن البلدات الكبيرة ومنّا من يسكن بلدات صغيرة. وقد حاولت واجتهدت أن أكون صادقة في مشاعري وفيما نقلت عبر تجربتي واحتكاكي مع الشّعب الأمريكيّ وخاصّة أنّني محاضرة ومدرّسة ومقدّمة برنامج إذاعيّ أسبوعيّ وقارئة نهمة، وأنّني أعتذر مسبقاً عن أيّ تقصير أو خطأ في عرض المعلومات أو التجارب.
وقد تحدّثت في هذا الكتاب عن السنوات العشر الأولى لي في أمريكا؛ لأنّني أنا وأمريكا كنّا عالميْن مختلفين عمّا نحن عليه الآن. وسيتطرّق الجزء الثاني منه إلى السنوات العشر الثّانية التي قضيتها في أمريكا بعد أحداث سبتمبر.
وأخيرا، أريد التّذكير بأنني تعرّضت لعدد من المواضيع بناء على مقترحات قدّمها لي الكثير من العرب عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، فقسّمت المواضيع إلى فصول متعدّدة حيث يمكن لكلّ فصل التّحول لكتاب بحدّ ذاته، وهذا ما أنوي عمله مستقبلاً إذا رغبت في ذلك عزيزي القاريء عن طريق التّواصل معي عبر موقع الكتاب على الشّبكة العنكبوتيّة لإبداء رأيك حول الكتاب.