قدّمت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار في فيلمها الجديد "بين الجنة والأرض" عملا فنيا يمزج بين السياسة والتراجيديا والكوميديا في محاولة لجذب المشاهد لإيصال رسالتها بشكل مبسط ومسلّ في الوقت نفسه. ونجح هذا الطرح في أن يحظى بإعجاب الجمهور والنقاد الذين استقبلوا عرضه الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ41، المنتهية الجمعة، بحفاوة كبيرة.
وقالت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار إن القضية الفلسطينية تظل الشاغل الأول بالنسبة لها في جميع الأعمال الفنية التي قدّمتها، وتبحث عن تقديم مادة ثرية عن الواقع المرير، بما يزيد من وعي الجمهور الذي لا يشاهد مثل هذه الأعمال كثيرا في التلفزيون أو السينما.
تدور أحداث الفيلم حول زوجين؛ تامر وسلى يعيشان في الضفة الغربية المحتلة وتحدث بينهما العديد من الأزمات حتى يقرّرا بعدها الانفصال، وهنا يستخرج الزوج تصريحا لمدة ثلاثة أيام لعبور نقاط التفتيش الإسرائيلية والذهاب إلى مدينة الناصرة لاستكمال إجراءات الطلاق.
يبدأ الاثنان البحث في ماضي والد تامر لإثبات محل إقامته الحقيقية لإتمام إجراءات الطلاق، فتأخذهما الرحلة إلى طريق بين الضفة وهضبة الجولان، وفي اتجاهات عديدة يلتقيان خلالها بنماذج مختلفة من سكان هذا الطريق.
يسلط الفيلم الضوء على قضايا الفلسطينيين المنسية، ويتعرّف الزوجان على نفسيهما من جديد خلال رحلة البحث في ماضي والد الزوج، حتى يجد أمه الصماء التي فقدت الكلام بعد خطف مجموعات إسرائيلية ابنها الصغير، وأعطته لعائلة أخرى لتكتشف أن هذا ابنها، وتقوم باحتضانه ويلتقي بشقيقه كي يعيشا في النهاية حياة سعيدة.
عاشت نجوى نجار الصعوبات الحياتية التي جسّدتها خلال الفيلم وقت تصويره، وقالت إنها كمخرجة لم تستطع الاستعانة بممثلين غير فلسطينيين ولم يشارك أي ممثل عربي في الفيلم، بجانب جملة من الصعوبات الإنتاجية الموجودة بالفعل نتيجة أن تصوير عدد من مشاهده كانت في مناطق محتلة، ما حصرها بشكل أكبر في المناطق الفلسطينية، خاصة فلسطين التاريخية، التي تحتل إسرائيل جزءا كبيرا منها حاليا.
أكدت المخرجة الفلسطينية التي شاركت في تأليف الفيلم أيضا، أنها استغرقت عامين للانتهاء من عملية التحضير واختيار فريق العمل المشارك بالفيلم، فيما استمرت عملية التصوير 24 يوما فقط، لكن عملية المونتاج والمكساج وتلوين الصورة استغرقت حوالي 10 أشهر، وانتهت من جميع مراحل الفيلم قبل أسبوع واحد من بدء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي.
وحرصت نجوى نجار على أن تكون موجودة في القاهرة باعتبار أن مهرجانها السينمائي يعدّ من أهم 14 مهرجانا على مستوى العالم، وأكدت أنها كمخرجة عربية تبحث عن الحضور بشكل أكبر في حدود المنطقة العربية لعرض القضية الفلسطينية، فهي تخصّ العرب بشكل عام، بجانب تركيزها على المهرجانات الأجنبية للفت النظر إلى أن هناك مظلومين يعيشون تحت وطأة الاحتلال.
