تشارلز جلاس يكتب " هارب : القصة الغير مروية من الحرب العالمية الثانية "

تاريخ النشر: 10 أبريل 2013 - 04:43 GMT
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

عرضت جريدة الجارديان البريطانية كتاب " هارب : القصة الغير مروية من الحرب العالمية الثانية " للكاتب تشارلز جلاس ، وهو الكتاب الذي يروي قصة ثلاث شباب فروا من ساحة المعركة .

فيري الكاتب أن الهروب من أرض المعركة  ليس باللغز الذي لا يمكن تفسيره ، فقد يكون من مسببات الذهاب للحرب نوعا من الهروب من مشاكل عائلية ، وقد يكون الحس السليم للمحارب الذي يدفعه لذلك ، ويتذكر الجميع الجيش الالماني العنيد في الحرب العالمية الثانية ، فلم يهرب الجيش ، وهذا يدفع للسؤال لماذا وقف وقاتل وسط هذه الأجواء الصعبة حينها؟

ويعتبر هذا التساؤل الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في كتاب تشارلز جلاس ، حيث يأخذ ثلاث نماذج لشباب من الجنود الاوربيين في هذه الحرب ويعرض قصصهم .

أولهم هو ستيف فايس من عائلة يهودية في بروكلين ، كان والده قد أًصيب بالغاز في الحرب العالمية الأولى ، وثانيهم ألفريد وايتهيد الذي جاء من أكثر المناطق فقرا في تينيسي ، وثالثهم هو جون باين الإنجليزي الجنسية الذي اشتهر بعد الحرب كشاعر بلقب سكانل فيرنون ، وقد كان يائسا هاربا من أبيه السادي قبل الحرب .

وأخذ هؤلاء نموذجا للجنود الذين تم تغذية روح القتل والحرب لديهم من خلال بث مسببات عدة منها حب الخمر والنساء ، أو التدمير ، او السلب وغير ذلك مما ولد لديهم حس الارتياح للذهاب للحرب .

وما وجدوه في الحرب هي مخيمات جنود أشبه بالسجون العسكرية ، أو حظيرة بها وحوش كروسوا حياتهم من أجل كسر روح الجنود .

ففي الحرب العالمية الأولى تم إطلاق الرصاص على الهاربين البريطانيين من الحرب ووصل عددهم إلى 304 جندي ’ بينما حاول رئيس الولايات المتحدة ويلسون حينها تخفيف عقوبة الهرب وإلغاء عقوبتها بالإعدام .

فكان الهرب من الحرب عقوبته الموت " الإعدام " ، وهو ما جعل ستيف فايس الفتي ذو الثامني عشر ربيعا يقف يقاتل في إيطاليا متحملا القصف الناري وهطول الأمطار ، ليصل في النهاية لحالة من الأنهيار والتعب النفسي الشديد .

كما يروي الكاتب كيف نجا الشخصان الأخران من الحرب بحالة نفسية جعلت أحدهما ينكب على الخمر ، ويهرب الأخر من الحرب ويختفي في لندن ليبح بعد ذلك الشاعر المعروف سكانل .

ويعتبر الكتاب قصص لبشر كانوا جنودا ووقعوا تحت وطأة الخوف والبؤس جعلت منهم نماذج لا تنسى كضحايا للحروب، فكما يقول الكاتب هناك عدد قليل من الجيش دائما هو الذي لا يعرف الخوف بينما الاكثرية تتحرك به .