البوابة - كتاب البروتوكولات واليهودية والصهيونية هو أحد أشهر كتب المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري، والمسيري هو أحد أبرز المفكرين العرب والمسلمين في العصر الحديث، فقد تميز بإعادة التفكير في النماذج السائدة وطرق التفكير المنتشرة والعمل على تطويرها، وتميز المسيري بأنه مفكر منهجي، يعتمد على النماذج التفسيرية والتحليلية التي طورها في أبحاثه المختلفة في الصهيونية والعلمانية وغيرهما، وقد تُرجم عدد من أعماله إلى لغات عديدة.
حقيقة " البروتوكولات واليهودية والصهيونية " بقلم الدكتور عبدالوهاب المسيري

يرى المسيري أن البروتوكولات وثيقة مزيَّفة، وذلك استناداً إلى بعض الحقائق التي نُشرت عن أصولها ومن خلال تحليل النص من الداخل. وهو يبيِّن في هذه الدراسة أن «الفكر البروتوكولي» التآمري فكر اختزالي، ليست له مقدرة تفسيرية ولا حتى تعبوية؛ لأن كُره اليهود الذي ينطلق منه هذا الخطاب يصب في واقع الأمر في الخندق الصهيوني.
فمَنْ يكره اليهود يقوم باضطهادهم والتحريض ضدهم، مما يضطرهم إلى الخروج من بلدهم ليتحولوا إلى مستوطنين في بلادنا! كما أننا، بتصوُّرنا أن اليهود هم «السبب» فيما يلحق بنا من مصائب، نتجاهل الدعم الأمريكي الشامل والمستمر للجيب الصهيوني، وهو الدعم الذي يضمن له الاستمرار والبقاء. والصهيونية، كما يقول المسيري، هي دعوة لتخليص أوروبا من اليهود وتصديرهم إلى مكان خارجَها ليوظَّفوا لصالحها.
وتبيِّن الدراسة أن الجذور الحقيقية للصهيونية هو الاستعمار الغربي ومعاداة السامية. وتخلُص الدراسة إلى أن ترويج البروتوكولات يبث روح الهزيمة ويقوِّض روح الجهاد، وأن الإصرار على أن اليهودية عبارة عن مجموعة من الصفات الثابتة التي يتوارثها اليهود جيلاً بعد جيل يتنافى وتعاليمَ الإسلام التي تذهب إلى أن الرذيلة ـ مثل الاستقامة ـ مسألةُ اختيار وليست مسألةَ ميراث. وتختتم الدراسة بفصل عن إبداعات انتفاضة 1987 وانتفاضة الأقصى، وكيف أن مثل هذا الإبداع لم يكن ممكناً إلا بعد أن نَفَض المنتفضون عن أنفسهم غُبارَ الخوف والهزيمة.
الناشر: دار الشروق، القاهرة
عن المؤلف: عبد الوهاب محمد أحمد المسيرى
وُلد المسيري في 8 أكتوبر عام 1938م بمدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة شمال مصر، وهناك نشأ وأتم تعليمه الابتدائي والثانوي، وفي عام 1955م انتقل إلى الإسكندرية للالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1959م، ثم عيِّن معيدًا بعد تخرجه في الكلية ذاتها.
ذهب عبد الوهاب المسيري إلى الولايات المتحدة في عام 1963م لدراسة الماجستير والدكتوراه، فحصل من جامعة كولومبيا بنيويورك على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن عام 1964م، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة رتجرز بولاية نيو جيرسي عام 1969م.
عمل:
رئيساً لوحدة الفكر الصهيوني وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 ـ 1975).
المستشار الثقافي للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 ـ 1979).
أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن- جامعة عين شمس (1979- 1983)، وجامعة الملك سعود (1983- 1988)، وجامعة الكويت (1988- 1989). وعمل أستاذاً غير متفرغ بجامعة عين شمس (1988- 2008). كما عمل أستاذاً زائراً بجامعة ماليزيا الإسلامية في كوالالامبور وبأكاديمية ناصر العسكرية.
المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن (1992- 2008).
عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في ليسبرج في فيرچينيا بالولايات المتحدة الأمريكية (1993- 2008).
عمل مستشارًا لتحرير عدد من الحَوْليات التي تصدر في مصر وماليزيا وإيران وأمريكا وإنجلترا وفرنسا.
وفاته:
في فجر يوم الخميس الموافق 3 يوليو عام 2008م في مستشفى فلسطين بالقاهرة، توفي المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري، عن عمر يناهز السبعين سنة بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وخرجت جنازته بعد صلاة الظهر من مسجد رابعة العدوية بالقاهرة، ودفن في مسقط رأسه بمدينة دمنهور. وقد شارك في تشييع جنازته آلاف من المصريين من كافة طوائف الشعب.
المصدر: elmessiri.com / a5dr.com
اقرأ أيضاً: