صدر حديثًا عن دار العين للنشر، كتاب "متحف العاهات" للكاتب المغربي أنيس الرافعي، للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ48.
وقال الناقد والأكاديمي العراقي الدكتور حسن سرحان، على ظهر الغلاف: "أنيس الرافعي قاصٌ يرفض سردَ الحكايات، ليس لأنه لا يستطيع بل لأنه لا يريد، ذلك لأن القصة بالنسبة له ميدانُ بحثٍ عن الأشكال أكثر من كونها دالّةً تنتج معاني فوريّة تتصل اتصالًا مباشرًا بالواقع.
مع هذا فإن القصة التي يكتبها أنيس تدرك "زمنها" بطريقتها وتعي تغيّر اللّحظة المعيشة وفق فهمها الخاص لذا نراها تتمرّد على الثبات وتنكر الاستقرار ولا تعترف بغير الحركة والتبدّل وإعادة التشكّل نظامًا لها".
وتابع: "هذه الأبعاد الأخيرة هي التي تجعل من الصعب اختزال ملامح كتابات أنيس الرافعي في ميسم ثابت وهي التي تتيح لها، من زاوية نظر استقبالية، الاستجابة للإضافة والانقاص والتركيب والتفكيك.
نصوص أنيس القصصيّة علامة فارقة في المشهد العربي تؤشر على نقلة نوعيّة في الذوق والوعي السرديّ الذي يتجه إلى استشراف الممكن استطيقيًا ويرفض الارتهان للسائد.
يبدو لي خطابُ أنيس القصصي قطيعةً مع زمن ثقافيّ يُقصي أشكالًا تعبيريّةً متميّزة لمجرّد أنها تحوي خصائص نوعيّة يراها بعض النقاد غير قابلة للوصف والتعيين.
وأكمل: "النصوص التي جمعها القاص في هذا الكتاب خطيرة، صادمة، مغايرة، خلافية ومشاكسة تكشف حساسيةً خاصةً تجاه التجريب تتجاوز بكثير مرحلة السرديات الكبرى لما بعد الحداثة لتفتح أفقًا واسعًا نحو اختراع جماليات جديدة للكتابة تتمرّد على الحدود والتقسيمات والتصنيفات مهما كان نوعها".
وأضاف: "قد يجد كهنة السرد الكلاسيكيون في هذه النصوص تخريبًا للقصة وهتكًا لقداسة طقوسها الكتابية، لكني أرى فيها اقتحاما شجاعًا للحساسية السرديّة التقليديّة ومحاولة فنيّة مقتدرة لتحطيم قوانين ومقتضيات بنى القص المستقرّة والمألوفة، أنيس الرافعي يكتب نصوصًا قد لا تلبي شروط السرد الموروثة لكنها تحمل، على مستوى البنائية، مشروعًا جماليًا كبيرًا يستدعي التفكير والتأمل”.